أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th August,2001 العدد:10552الطبعةالاولـي الأحد 29 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

الشعور بانعدام الأمن في السفر أول أسباب البقاء في البيوت
الشعب الألماني المشهور بحبه لرؤية العالم الخارجي يقرر قضاء عطلاته في وطنه
* دوسيلدورف د.ب.أ:
يشير الخبراء إلى أن عدد الالمان الذين قرروا إلغاء رحلاتهم الصيفية إلى الدول الاسكندنافية ودول البحر المتوسط أو عبر البحار قد تزايد هذا الصيف، بعدما قرر نصفهم قضاء عطلاتهم في المنزل.
ويرجع هورست دبليو أوباشوسكي، خبير تنظيم أوقات الفراغ، في هامبورج السبب إلى نقص الاموال ووجود شعور بالخوف لدى الالمان من كبار السن من التواجد في بيئة غير معروفة، ولكنه يقول أن الاسباب الاقتصادية والسكانية ليست هي الدوافع الوحيدة وراء هذا التغير.
ويقول أوباشوسكي إن فكرة البقاء في المنزل أثناء فترة الصيف اكتسبت شعبية متنامية، حتى في أوساط الشباب الذين لا يعانون من أزمات مادية.
ولاحظ بيتر فيبرمان، وهو أحد الباحثين في مجال النزعات الاجتماعية، اتجاها جديدا بين الشباب الذين يعملون في مجالات تتميز بإيقاع سريع، مثل الحاسبات والهواتف المحمولة، حيث يسعى هؤلاء إلى الهدوء والسكينة في بلادهم.
ويضيف فيبرمان قائلا إن شعور هذه الفئة بمتعة «البقاء في المنزل» أصبح متزايدا بل وبات يدفعهم إلى تمضية العطلات في منازلهم حيث يمكنهم الاسترخاء.
وقال فيبرمان «إن اتجاه الالمان للذهاب في عطلات غير باهظة شاملة كافة الخدمات في مدن أخرى بعيدة تشبه الغابات الاسمنتية أصبح يعتبر صورة من صور البرجوازية المتدنية»، خاصة مع تزايد عدد الاشخاص الذين يرغبون في تحقيق أحلامهم بأساليب جديدة في أماكن قريبة من المنزل.
ويؤكد فيبرمان «إنهم يرغبون في قضاء وقت العطلة مع أشخاص مثلهم، في منازلهم الخاصة ومع الاصدقاء أو في المخيمات القريبة»،ويلاحظ فيبرمان وجود اتجاه بين الالمان نحو الهروب من حياتهم العصرية المشحونة بالتوتر يغذيه الحنين إلى الحدائق والمساحات الخضراء في مدنهم وأظهرت إحدى الدراسات التي أجراها معهد هامبورج لدراسة أوقات الفراغ أن 41 بالمائة من الالمان لم يقوموا بأي رحلات طوال العام الماضي ولا حتى لمدة يومين، في حين أن 51 بالمائة منهم قاموا برحلات طويلة، ولكن نسبة من مكثوا بمنازلهم بين الالمان الذين لا تتجاوز رواتبهم الشهرية ألفي مارك ألماني (ما يوازي 900 دولار)، تصل إلى سبعين بالمائة.
وقال هورست أوباشوسكي، مدير المعهد، إن الالمان لا يتحدثون عن رفضهم للسفر، على الرغم من أن هذا الاتجاه أصبح سائدا، لان السفر هو رمز النجاح في عالم اقتصاد اليوم، فالبقاء في المنزل على حد قوله «يتعارض ببساطة مع المثالية الاجتماعية».
ويشير أوباشوسكي «إن هناك الكثير من الناس يخشون التغيير، ويشعرون بعدم الامان ويفضلون النوم في أسرتهم الخاصة بدلا من السفر»،وكثيرا ما يعتقد الاشخاص الذين يعملون في مشروعات خاصة بعدم وجود وقت لديهم للسفر، ويفضل آخرون قضاء أوقات فراغهم في عمليات بناء واصلاح في المنزل، ولكن هناك بعض الدوافع الجديدة وراء الاتجاه نحو الرفض المتزايد للذهاب في إجازات.
ويقول أوباشوسكي «إن العلاقة بين الحياة اليومية والعطلة غير متوازنة» ويوضح خبير أوقات الفراغ إن السفر لقضاء عطلة يمثل حالة انقطاع جذرية لنمط الحياة العملية اليومية، التي يمكن أن تكون مسلية في حد ذاتها.
وقال أوباشوسكي إن الاشخاص الذين يحتفظون بالسعادة ليستمتعوا بها في المناسبات الخاصة، إنما هم يقللون من قيمة حياتهم اليومية، المشحونة بالفعل بالتغير والحركة.
ولم تهدر صناعة السياحة وقتا طويلا للاستفادة من مجال السياحة المنزلية الرائجة، فكثير من المخيمات الالمانية تقدم الان جولات في الغابات بصحبة المرشدين ودروسا للطبخ ووجبات افطار مع مشروب الشمبانيا بالاضافة إلى جولات أخرى تخرج عن نطاق المألوف، في حين ما تزال قوائم البرامج السياحية تضم العطلات السريعة في كثير من الاماكن المدهشة بما في ذلك أكواخ التزلج على الجليد، ولكن تغير الافكار التي ترتبط بالعطلات لا يعني أن فكرة القيام بعطلة أصبحت على حافة الانتهاء.
ويقول أوباشوسكي «إذا لم يكن هناك شيء يسمى عطلة، فمن الضروري أن يتم اختراعها».

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved