أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th August,2001 العدد:10553الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,جمادى الثانية 1422

عزيزتـي الجزيرة

المرأة والوعي المفقود!
كثيرة تلك العقول التي نقابلها وأكثر منها الألسن التي نحاورها لكن في المقابل القليل من تلك العقول من يحرك فيك الرغبة لتدخل معه في حوار وتكمل مسير أو دفة النقاش! بالفعل محيطك انت مليء بالأشخاص الذين ان لم يكن تعاملك معهم يومياً فهو شبه يومي ولكن من مِن تلك الجموع من يحرك فيك الرغبة ويرغمك بأسلوبه على الحديث معه وتجاذب أطراف حديثه؟!
أجزم انهم وفي ظل ضحالة الفكر وغياب الوعي قلة قليلة وأناس تؤلمك قلة عددهم وفي المقابل ترى النقيض من اولئك وعلى كافة الأعمار والمستويات، ومما يزيد ألمك إن كنت ممن يعاني من كثرة النقيض تبجح اولئك واعترافهم بتدني فكرهم وغياب وعيهم وادراكهم لحقيقة ما هم فيه ومرارته!
فضحالة فكرهم وللأسف لم تقف عند مستوى تأثيرها عليهم فحسب بل تجاوزها ابعادا لا يمكن حصرها في هذه الأسطر لكن لعل أبرز تلك الأبعاد هو تأثير قلة الوعي وتدني الفكر على ما هم مستأمنون عليه من أبناء الوطن سواء أكان أباً أو معلما أو مسؤولا لأن لكل دوره في هذه الحياة وعلى كل امانة التبليغ والتربية فأين الفكر الواعي المستنير وأين الاحساس بعمق النقاش المفيد بل اين من ينفض الغبار عن موضوعات طمرتها تفاهات الحياة والبحث عن الترفيه والتسلية بعيداً عن غذاء العقل وانمائه؟!
حتماً لن تجد.. لن تجد إلا قلة قليلة تعيد فيك نظم قصيدة مؤلمة تذكرك بقصيدة سقوط الاندلس لأبي البقاء الرندي «فلا يغر بطيب العيش إنسان»!.
إن من المؤلم والمؤلم لي شخصياً هو ما وصل إليه فكر الفتاة التي جعلت البحث عن جوانب أخرى لا طائل منها هي ملاذها ومتنفسها «الوحيد» فلا تجد من قبل الفتيات إلا ما ندر كتابا يُقرأ أو مقالاً ناضجاً يكتب أو بحثا او دراسة مجدية تُقدم بل أنى نقلت بصرك وجبت به الأماكن تجد الفتاة إما في المدن الترفيهية أو في الأسواق وإن كانت تتكلم تسمع «تفاهات» الفكر وصغر العقل وقلة الفهم وانعدام المسؤولية. أنا لا ألوم الجميع ولا اتهم الكل ولا أزكي نفسي وألبسها تاج الكمال فكلنا بشر يخطئ ولكن وللأسف أعداد الفتيات المهولة التي تصيبك بخيبة امل تجعلك لا تصب لومك على قلمي حين كتب عن ضحالة الفكر وحين اصاب العقل الناضج ولست اعني نفسي الغثيان من جراء ما يواجهه من تلك العقول من المجتمع كافة والمجتمع النسائي وتحديداً الفتيات خاصة.. فعذراً بل كل العذر، ولعلك الآن او حين تصطدم بتلك العقول وتصاب بالغثيان او الاحباط يا قارئ حرفي تعذرني.
تلويحة!
الحياة مدرسة كلنا طلابها فمنا من حصل على الابتدائية الاعدادية الثانوية أو وصل لمراتب عليا ومنح دراسية، ومنا من لم يلتحق بالتعليم «الحياتي» اطلاقاً حتى وإن حصل على أعلى الشهادات «حسيا» وهم أولئك.. أصحاب الفكر الضحل والوعي المفقود!.
عزيزة القعيضب

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved