أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st August,2001 العدد:10554الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,جمادى الآخر 1422

مقـالات

ماذا يعني مستقبل أطفال التوحد..
عبدالله محمد الرشيد
عندما يرزق الإنسان بطفل أي طفل لابد أن يخطط لمستقبل هذا الطفل فيضع الأهداف والآمال، وبمرور الأيام يحاول دفع ابنه الى تلك الأهداف التي اختارها له.
إذا كان مستقبل الأطفال العاديين يسبب قلقا لأسرهم من باب أولى أن يسبب مستقبل أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قلقا أكبر، لكن ماذا نعني بالمستقبل؟ هل هو التعليم أو الوظيفة أو الزواج، وهل لذوي الاحتياجات الخاصة نفس المستقبل، أم أنه يتفاوت من شخص الى آخر بسبب قدرات الفرد، لقد شاهدنا وسمعنا عن فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لديهم إعاقات سمعية أو بصرية أو حركية يعملون في مجالات مختلفة ويمارسون حياتهم العادية كأشخاص عاديين عندما يحصلون على حقوقهم التعليمية والمهنية إذ إن هناك فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يزال مصير مستقبلها مجهولاً إنهم أطفال التوحد فكثيرا ما يكتب ويتداول بما يتعلق بالأطفال التوحديين لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو مصير هؤلاء الأطفال عندما يكبرون، ولماذا نلاحظ قلة ما يكتب أو يتداول عن التوحديين البالغين؟ الجواب يمكن في سببين السبب الأول التوحد لم يكتشف إلا حديثا وبالتالي ان غالبية الأطفال التوحديين لم يصلوا الى مرحلة البلوغ أما السبب الثاني عدم وجود إحصائيات أو دراسات تتعلق بأعداد الأطفال التوحديين وتتبع حالاتهم في الوطن العربي، كما في الدول المتقدمة في مجال التوحد التي كان لها السبق في هذا المجال، فقد أظهرت دراسات المتابعة التي أجريت على بعض أولئك الأطفال التوحديين أنهم قد يكملون دراستهم الجامعية ويعيشون حياتهم العادية الى حد كبير إذا كان التوحد الذي لديهم حالة سبيرجر «توحد بسيط» على سبيل المثال «تمبل كاردل» امرأة لديها توحد وهي تعمل الآن أستاذاً مشاركاً في جامعة كلورادو وأيضا «دانا وليز» لها أكثر من كتاب عن التوحد، ويلاحظ في المؤتمرات العالمية يكون هناك متحدثون لديهم توحد.يا ترى ما هو مصير البالغين أو شباب التوحد في المملكة، يلاحظ أن ما يشغل تفكير الأسرة أنه هل يمكن أن يتزوج ويعمل كأقرانه العاديين، سئل الدكتور طارش الشمري عن إمكانية الزواج وما شروط ذلك فأجاب قائلا: زواج التوحد من حيث المبدأ ممكن لكن يعتمد على عدة أمور منها مستوى قدرات الفرد المعرفية والإدراكية والقدرة على تحمل المسؤولية، فإذا توفرت متطلبات تحمل مسؤولية الزواج من وظيفة وقدرة القيام بالواجبات الأسرية، وما يترتب عليها، فمن حيث المبدأ ممكن ليس هناك ما يمنع زواجهم إلا إن الأغلبية العظمى من الأفراد التوحديين في العالم لم يتزوجوا، انتهى كلامه.
أما ما يتعلق بالعمل والتأهيل المهني فهو جانب مهم جدا خاصة تلك البرامج التي تقوم على المنهج السلوكي لتعديل السلوك، فالجانب المهني مهم جدا في برنامج الطفل التوحدي فهو ينمي الجانب الاجتماعي والجانب التواصلي، وجانب العناية بالذات وتهيئة الفرد عندما يبلغ مرحلة الرشد بأن يكون لديه مهنة، فالمجالات التي يمكن أن يعمل بها الأطفال التوحديون عندما يصبحون كبارا تعتمد على قدراتهم وإمكاناتهم وعلى ما يتوفر لهم من خدمات لتدريبهم على مهن معينة ويمكن أن يعملوا في مجالات مختلفة منها العمل في تنسيق الحدائق والعمل في تصنيف وفرز الأشياء كالورق والعمل في مجالات الفن التشكيلي والعمل في تصنيف الكتب في المكتبات العامة وتجليد الكتب والأشغال اليدوية والعمل في مجال النجارة، إلا أنهم لا يستطيعون العمل في مجال التفاعل مع الآخرين نظرا لقصور التفاعل الاجتماعي مثل موظفي الاستقبال.
لكنهم لن يستطيعوا العمل إلا بعد التدريب والتأهيل، وهذا يحتاج الى مراكز متخصصة للتأهيل المهني تخدم فئة التوحد وإلى برامج تأهيل مهني داخل مراكز رعاية أطفال التوحد، وبالرغم من وجود مراكز أهلية تقبل الأطفال التوحديين إلا أن أغلب تلك المراكز لا تقبل سوى الحالات البسيطة أو المتوسطة والأعمار الصغيرة ولا تشمل البالغين أو من هم في سن المراهقة، هذا من جانب التأهيل والتدريب، أما من الجانب الآخر والأهم وهو مجال التوظيف، فالأمر يحتاج الى توعية القطاع الحكومي والخاص على كيفية التعامل والأسلوب الصحيح مع فئة التوحد، إن إقناع أصحاب العمل وتقبلهم لفئة التوحد والتزامهم بمبدأ إتاحة فرصة العمل لكافة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة سيؤدي الى زيادة فرص العمل أمام التوحديين. في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يلاحظ إعفاء أصحاب العمل الذين يساهمون في توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة من الضرائب من باب أولى أن يساهم مجتمعنا الإسلامي في توظيفهم وتقديم الحوافز والأولويات للقطاعات المساهمة في توظيفهم.لأن ديننا الحنيف يحث على فعل الخير والتعاون، الجدير بالذكر أن الاتجاهات التي تسود في المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة يكون لها دور فعال في نجاح توظيفهم.وأخيرا لكي نحقق آمالنا ومستقبل أطفالنا لابد من العمل الجماعي والتخطيط للحصول على جميع حقوق التوحد للاندماج في المجتمع من برنامج التدخل المبكر حتى مجال العمل.
'جامعة الملك سعود كلية التربية تربية خاصة
ص.ب: 537 الرمز البريدي 11942
جوال 055105172، 015458154

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved