أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st August,2001 العدد:10554الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,جمادى الآخر 1422

المجتمـع

كيف نهيئ الأطفال الجدد لدخول المدرسة
تشجيع شقاوة الأطفال أفضل سبيل لضمان انسجامهم وتفوقهم
* لقاء/ وسيلة محمود الحلبي:
أبناؤنا الصغار والذين سيدخلون المدرسة لأول مرة ترى ماذا قدمت لهم الاسرة قبل التحاقهم بالمدرسة.. وما أهمية مايقدمه الأهل لأطفالهم في مرحلة ما قبل المدرسة وما مدى تأثير ذلك في النجاح الذي يحققه الأطفال لاحقاً؟
تعتقد الغالبية أن النجاح في المدرسة الآن يعتمد إلى حد كبير على مساعدة الأهل لأطفالهم خلال فترة ما قبل المدرسة، وأكثر مما كان عليه الجيل الماضي الأطفال بعمر ثلاث سنوات الى خمس سنوات يحتاجون إلى مساعدة تفوق ما يحتاجه الأهل أنفسهم..
ترى ما نوع هذه المساعدة؟
تقول الاستاذة فوزية محمد معلمة لغة عربية خبرة في التعليم (15) عاماً: هناك مجموعة من الاشياء بمقدور الأهل القيام بها ليساعدوا في تطوير أطفالهم، وهي حب الاستطلاع والعطاء والتفاهم والتعاون.
هذه العوامل توفر افضل الأسس للتعلم لاحقاً، وان تساؤل طفل ما قبل المدرسة بكلمة (لماذا؟) هو ما يفتح الباب علي مصراعيه لاكتشاف كنز التعليم لاحقاً. ولكي تشجعي طفلك على استخدام عقله ومساعدته على استنتاج الحلول الممكنة، ولبناء فكر نقدي لديه ولنمو مهاراته الادراكية ينبغي عليك عدم الاجابة على سؤال الطفل بشكل فوري.. بل امنحيه الوقت ليفكر ويحاول الاجابة هو.
ولابد ان أوضح ايضاً بأن الاهل غالباً ما يعقلون كم يمكن لطفلهم ان يتعلم، من تصرفاته التي تتصورون أنها تتسم بالسخافة، فاطلاق العنان لمخيلة الطفل تدربه على العطاء أكثر مما يتدرب عليه في العمل الاكاديمي وتشجيع الطفل في الالعاب أفضل اسلوب لتحضيره لمرحلة المدرسة.
* أما أخصائية التعليم الخاص نورة القاسم فقالت: بهذا الخصوص هناك الكثير من الأمور التي تساعد على بناء مهارات التفاهم أكثر من تعليم القراءة والكتابة، فمهارات الاصغاء والتكلم تعرفنا متي تطلب المساعدة وكيف نتبع التعليمات فالمحادثات العادية مع طفلك توصل لى تدفق في المعلومات وبناء الثقة وتؤدي إلى تفاعل الطفل ومدرسه.
ويرتبط النضج الشخصي بالنجاح المدرسي، فالطفل الذي تعلم الاصغاء والتركيز والثقة بمن يكبره سناً، والسيطرة على انفعالات الغضب، كل ذلك له فوائد كبيرة عند البدء بالنشاط المدرسي ويمكن للأهل المساعدة في تطوير هذه الأمور.
* كيف نعرف الاطفال الاذكياء؟
وتجيب الاستاذة فوزية محمد عن هذا السؤال بقولها هناك أطفال يبدون موهبة في عمر السنة والنصف فيدندنون بإغاني الحضانة، ويحبون الاستماع الى الموسيقى، والبعض في عمر الثلاث سنوات ونصف يحاولون العزف على البيانو، وممكن أن يلون رسمة ما، ممكن ان يكوّن أشكالاً متنوعة بالمعجون.
وهنا لابد ان أوضح ان هناك ذكاء للحس الحركي الجسدي ولكن كيف نكتشفه: فأقول للامهات: هل يعبر الطفل عن مشاعره بالحركة الجسدية؟ هل لديه موهبة المحاكاة والتقليد؟
هل لديه حس التوازن والتنسيق؟ هل يتمتع بالرقص والنشاطات الجسدية الأخرى؟
والمعروف ان بعض الأطفال يبدأ المشي ببلوغهم الشهر العاشر من العمر قبل بلوغهم السنتين يقودون دراجة بثلاث عجلات ودراجة بعجلتين عند بلوغهم الرابعة والنصف من العمر. فهؤلاء يمتلكون حساً عالياً في التوازن، سريعي الحركة البديهية يتعلمون ارتداء ملابسهم وربط أشرطة أحذيتهم، ويمتلكون موهبة التقليد والمحاكاة.
* ما أهمية هذه المهارة؟
وتواصل فوزية محمد مجيبة على التساؤلات بالقول: يجمع ذكاء الاحساس بالحركية الجسدية بين موهبتين مرتبطتين ببعضهما (قدرة السيطرة على حركات الجسم وقدرة تدبير ومناولة الاشياء بمهارة) الرشاقة تغرس في نفس الطفل حساً عظيماً من الثقة والتي بدورها تؤثر ايجابياً في نواح أخرى من الذكاء وهي مطلب أساسي للرياضيين والبهلوانيين. (والمهارات الدقيقة كالكتابة) وتنطلق هذه القدرات يداً بيد مع تلك التي تعبر عن الانفعالات بالجسد، موهبة التمثيل الطبيعي تعمل على تطوير الملاحقة والتصور والاحتراس والتركيز والتعبير والثقة بالنفس.
* كيف نعمل على تشجيع الطفل؟
وتقول الاخصائية نورة القاسم اجابة على هذا السؤال لابد من تهيئة جو للطفل تختبر حدود قدراته الجسدية بأمان، وتحديد مواعيد اللعب في الملعب بشكل منتظم، تعليمه رياضة السباحة، والجمباز ودروس الحركات الجسدية، ولابد من تأدية تمثيليات تحريرية للمفردات اللغوية تشجيعاً لقدراته الطبيعية في التمثيل؟ وتزويده بلعب وتجهيزات الدمى المتحركة، وتوفير مجموعات من الالعاب التركيبية والانشائية وقبول مساعدته في الاعمال المنزلية.
* الذكاء الشخصي كيف نكتشفه؟
تجيب نورة القاسم بهذا الخصوص قائلة: لا بد ان نعرف أولاً: هل يتفاعل الطفل مع شخصيات القصة أكثر من الحبكة الروائية.
هل يلاحظ عواطف أمه وعواطف الآخرين؟
هل يبدي الثقة بالنفس في أوضاع غير مألوفة له؟
قد يظهر بعض الاطفال العطف على المحتاحين، ولديهم ادراك متطور لمشاعر واحتياجات الآخرين، وادراك لمزاجهم الخاص. تُظْهِرْ رسوماتهم تفاصيل دقيقية لتعابير الوجه ويدركون أمزجة الغير، ويمتلكون السيطرة على انفعالاتهم عند مواجهتهم أوضاعاً جديدة، ويقدرون مشاعر الآخرين.
إن الادراك الذاتي والقدرة على فهم الغير من المواهب الغالية التي يمكن ان يمتلكها الأطفال، الذين يمتلكون هذه الناحية من الذكاء يمكنهم التأقلم للعمل بمفردهم ومع الآخرين، وتساعد هذه المهارة في التغلب على المشكلات التي تواجههم في المدرسة فيجدون سهولة في بناء علاقات صداقة تدوم طويلاً وتمكنهم من النجاح في بناء صداقات مع مختلف الأعمار، ويكتسبون حب واحترام الآخرين.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved