أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th August,2001 العدد:10558الطبعةالاولـي السبت 6 ,جمادى الآخرة 1422

الثقافية

الغربال
أ. د عبدالله بن محمد أبو داهش
قال إبراهيم بن مسعود الألبيري (.... نحو 460ه):


تمر لداتي واحداً بعد واحد
وأعلم أني بعدهم غير خالد
وأحمل موتاهم وأشهد دفنهم
كأني بعيد عنهم غير شاهد
فما أنا في علمي بهم وجهالتي
لمستيقظ يرنو لمقلة راقد

قلت: هذا واقع مشهود، يصدق فيه قول الحق سبحانه وتعالى: «كل مَنْ عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام»، وقوله جل ثناؤه: «وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفئن مِتَّ فهم الخالدون، كل نفس ذائقة الموت، ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون»، إذن فالموت واقع ما دونه دافع، والردى حتف لا ريب فيه.
لقد تأسى الألبيري وحزن، فلداته يقدمون لمصارعهم فرادى وجماعات، وهو يعلم علم اليقين حقيقة فواته، ولحاقه بهم، إذ يحمل موتاهم، ويشهد دفنهم، وهو لشدة إيمانه، وخشيته من التغافل يقول:
..... ..... ..... ...... كأني بعيد عنهم غير شاهد
جميل هذا الشعور الإيماني الصادق، وذلك اليقين الحقيقي الراسخ، والله عالم الغيب والشهادة يدبر الأمر، ويسيره، له الأمر كله، وهو السميع العليم: «يؤمن المسلم بأن لهذه الحياة الدنيا ساعة أخيرة، تنتهي فيها، ويوماً آخر ليس بعده من يوم، ثم تأتي الحياة الثانية واليوم الآخر للدار الأخرى، فيبعث الله سبحانه الخلائق بعثاً، ويحشرهم إليه جميعاً ليحاسبهم، فيجزي الأبرار منهم بالنعيم المقيم في الجنة، ويجزي الفجار بالعذاب المهين في النار»(1)
أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها
(1) أبو بكر الجزائري، منهاج المسلم 44.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved