أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th August,2001 العدد:10559الطبعةالاولـي الأحد 7 ,جمادى الآخرة 1422

المجتمـع

د. طبارة استشاري طب العيون:
الماء الأبيض قد يحوِّل أيامنا إلى سوداء!!
* حوار مسفر القحطاني:
قال الدكتور خالد طبارة استشاري طب العيون «للجزيرة»، بأنه من الضروري على كل فرد مراجعة طبيب العيون لفحص النظر. وتحدث في لقاء «للجزيرة»، عن الماء الأبيض وطرق فحص العيون وأشار إلى أن الساد أو الماء الأبيض هو عبارة عن اعتام العدسة داخل العين والتي من شأنها الرؤية الطبيعية. والمياه البيضاء ليست غشاء رقيقا على العين وليست ورما أو مرضا معدياً.
ومن المهم جداً معرفة هذا المرض حيث انه سبب رئيسي في فقدان البصر لدى كبار السن في المملكة العربية السعودية، كما يصيب عادة الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الخمسة والخمسين عاماً، فهناك ما نسبته 75% من الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الخمسة والستين عاماً يصابون بأحد أنواع مرض الساد، كما يصيب هذا المرض بعض صغار السن وربما الأطفال الرضع أيضا نتيجة عيوب خلقية في العين أو أمراض وراثية عامة.
وغالبا ما يهمل علاج الساد، ويرجع ذلك لسبب التخوف من العلاج أو لرفض الاقتناع أو الاعتراف بأن البصر قد أخذ في التدهور، ومن الممكن علاج الغالبية العظمى من حالات الإصابة بالماء الأبيض جراحياً بنجاح، إذ تؤدي جراحة استخراج الساد أو العدسة العاتمة من العين إلى استعادة البصر وذلك بنسبة 95% من مجموع العمليات الجراحية التي تجرى.
وعن أسباب تكون الماء الأبيض قال د. طبارة: التقدم في العمر: يؤدي إلى تصلب الألياف البروتينية المكونة للعدسة وبالتالي تبدأ في فقدان شفافيتها، وهذا النوع من الإصابات بالساد هو أكثرها وجوداً ويمكن أن يصبح مرضا وراثياً، ومن الممكن اكتشاف هذا المرض في وقت مبكر وذلك إذا ما قمت بإجراء فحص دوري كل عامين على الأقل خصوصا بعد سن الأربعين. كما تعتبر الأمراض التي تصيب الجنين «مثل الحصبة الألمانية»، أو الأمراض الوراثية من أهم العوامل المسببة لظهور الساد عند الطفل وقت الولادة، وكإجراء احتياطي وقائي ينصح بتحصين صغار السن ضد الإصابة بالحصبة، من ناحية أخرى فعلى السيدات الحوامل تجنب الاختلاط بالأشخاص الحاملين لأمراض معدية.
وقد تؤدي ضربة شديدة على العين أو اختراق جسم حاد لها أو التعرض للحرارة الشديدة أو لأي مواد سامة، إلى الإصابة بعتامة العدسة أو الساد، ومن الممكن أن تظهر دلائل هذا المرض مباشرة أو بعد عدة أشهر أو حتى عدة سنوات. ولتجنب الإصابة ضع نظارات وقائية عند استخدام الآلات أو المواد الكيميائية، النظائر المشعة، أو عند قيامك بتقطيع الأخشاب .. الخ.
وواصل طبارة حديثه قائلا: قد تؤدي بعض أمراض العيون الأخرى كالجلوكوما «الزرق»، والتهاب القزحية وأورام العين إلى الإصابة بالساد، كما أن هناك بعض الأمراض الأخرى التي لها تأثير على العدسة «كالسكر»، والتي من الممكن أيضا أن تسبب الإصابة بالمياه البيضاء. من ناحية أخرى فإن تعاطي بعض أنواع الأدوية من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بالساد. وهناك إمكانية للوقاية من هذا المرض، في بعض الأحيان وذلك بتوخي العناية الطبية السليمة في المراحل الأولى للحالة. وقد تتأثر إحدى العينين بالساد أو كلاهما معاً كما أن الساد قد يحجب جزءا بسيطا من الرؤية أو قد يحجبها كلها، ويأتي فقدان البصر تدريجيا، وقد يثبت البصر في مرحلة معينة أو يتدهور بسرعة.
وقال الدكتور طبارة بأن أعراض المرض هي:
عدم وضوح الرؤية أو وجود عتامة تحجب الرؤية، تكون هناك حاجة إلى تقريب الأجسام نحو العين بصورة كبيرة وكذلك تزداد الحاجة لوجود الضوء عن ذي قبل.
ازدياد الحساسية للضوء والوهج: قد تظهر الأضواء مزدوجة ليلاً أو قد تسبب انعكاسات أو عدم وضوح في الرؤية مما يشكل صعوبة بالنسبة لقيادة السيارة ليلاً.
الشعور بوجود غشاوة على العين ويؤدي هذا الإحساس إلى الرمش المتكرر أو إضفاء صبغة صفراء على المرئيات.
الحاجة المتكررة إلى تغيير النظارات وكلما تقدمت الحالة فلا يفيد فيها تغيير النظارات.
التحسن المفاجئ في الرؤية: قد تتحسن الرؤية للأشياء القريبة وذلك بصفة مؤقته، لكن كلما تقدمت حالة الإصابة بالساد ساءت الرؤية.
تغير لون بؤبؤ العين: قد يتحول اللون الأسود الطبيعي إلى لون رمادي مشوب بالأبيض أو ربما يتحول إلى اللون الأصفر أو الأبيض.
لا ينتج عن المياه البيضاء التي تصيب العين أي شعور بالإزعاج أو الاحمرار أو زيادة في إفراز الدموع أو التهاب العين، لذلك يجب الانتباه إلى الأعراض المذكورة سابقا وذلك حفاظاً على النظر حيث ان حدوث هذه الأعراض ينذر بوجود مضاعفات داخل العين نتيجة التقدم الشديد بالسادة أو حدوث أي أمراض عرضية بالعين، ويجب استشارة الطبيب المختص على وجه السرعة.
وعن تشخيص المرض ذكر الدكتور طبارة بأنه يمكن لأخصائي العيون أثناء فحص دقيق وغير مؤلم للعين تشخيص هذا المرض، إذ يمكن رؤية الساد أو العتامة في العين على شكل بقع أو مناطق ضبابية وذلك باستخدام أجهزة وأدوات خاصة بفحص العين. وعن علاج هذه الحالة قال الدكتور طبارة: إذا كان للإصابة بالساد تأثير على العمل أو أسلوب الحياة فالجراحة هي الأسلوب العلاجي الوحيد ولكن قبل تقرير هذه الجراحة يجب على المريض والطبيب مراعاة الآتي:
مدى خطورة المرض واستفحاله، إذا أهمل المريض في العلاج في الوقت المناسب حسب إرشادات الطبيب.
درجة تأثير المرض على الأنشطة العادية للمريض والأداء الوظيفي خاصة الأعمال الحساسة التي تتطلب نظرا دقيقا.
مخاطر المضاعفات الناتجة عن الجراحة في حالات الساد المتقدمة جداً.
الحالات الصحية الأخرى والتي قد يكون لها تأثير على الجراحة، كوجود أمراض أخرى في العين، مثل ارتفاع ضغط العين «الزرق»، التهابات العنبية.
فحص دقيق للعين يتم إجراؤه في المستشفى أو في عيادة طبيب مختص.
إعطاء المريض علاجا لمرحلة ما قبل الجراحة وذلك لتفادي حدوث دوار للمريض وكذلك لتهيئة المريض نفسيا وعصبياً.
تنظيف العين وما حولها بمادة مطهرة وذلك قبل إجراء الجراحة مباشرة.
التطورات الحديثة في علاج مرض المياه البيضاء
وتحدث الدكتور طبارة عن التقدم في علاج مرض المياه البيضاء قائلاً:
يعتبر استخراج الساد جراحياً من العين هو العلاج الحاسم الوحيد لهذا المرض، ولقد كانت إزالة العدسة بكاملها مع المحفظة هو الأسلوب المتبع في الماضي، ولتحسين الرؤية بعد استخراج المياه البيضاء يتم وضع عدسة داخل العين والتي كان يتم خياطتها أو تثبيتها في القزحية لمنعها من التحرك من مكانها. رغم التحسن الذي طرأ على العدسات المثبتة في القزحية إلا أن الكثير من أخصائيي العيون كانوا غير متحمسين إزاء توسيع البؤبؤ لفحص الشبكية بعد العملية وذلك خشية تحرك العدسة من مكانها، ولقد تم حل هذه المشكلة جزئياً عن طريق استخدام عدسات الحجيرات الأمامية. ويتم إدخال هذه النوعية من العدسات فيما بين القزحية والقرنية، ومع ذلك فإن هذه العدسة كانت تسبب تلفا لبطنية القرنية مما دعا الكثير من أخصائيي العيون إلى التوقف عن استخدام عدسات الخزانة الأمامية. ولقد أدى تطوير الأساليب الجراحية إلى استحداث وتطوير الأساليب الجراحية المستخدمة في استخراج المياه البيضاء من العين وزرع العدسات داخل العين وإن اتباع هذه الطريقة الجديدة في استخراج الماء الأبيض من المحفظة، هي محاولة للمحافظة على المحفظة الخلفية إن عملية استخراج الماء الأبيض من المحفظة يتم إجراؤها تحت المجهر حيث يتم عمل شق صغير في المحفظة الأمامية للعدسة ومن ثم استخراج نواة للعدسة، وبالنسبة للمواد القشرية فيتم استخراجها عن طريق إذابتها ومن ثم شفطها، ومع وجود مساحة بؤبؤية خالية وكذلك محفظة خلفية سليمة يتم زلق العدسة داخل كيس المحفظة، يتم كل ذلك دون المساس بالجسم الزجاجي مما يقلل الفرصة لحدوث أي مضاعفات بعد العملية وتتكون العدسة التي يتم زرعها داخل العين من مواد ليس لها أي نشاط كيميائي أو بيولوجي لذلك فهي لا تسبب أي تحسس أو ردود أفعال داخل العين.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved