أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th August,2001 العدد:10559الطبعةالاولـي الأحد 7 ,جمادى الآخرة 1422

الاخيــرة

وتاليتها..؟
أ.د. هند ماجد الخثيلة
إن المفهوم الجديد لدور عملية الاتصال.. والحوار كعنصر لا يمكن الاستغناء عنه، ليس فقط بين البشر بعضهم ببعض، وإنما بين كافة المؤسسات الاجتماعية، قد أسفر عن أهمية الاهتمام بمشاكل وطبيعة هذا التواصل بين الفرد والآخر، والبيئة المحيطة به في شكل المسؤوليات الاتصالية وما يقابلها من واجبات بقدر ما تنال من حق يكون فيه أطراف العملية الاتصالية مسؤولين أمام الله ثم الناس بتبرير الموقف مع مراعاة الاحترام بينهما حتى في عناصر الحوار.
كثيرون يعتقدون أن من حقهم أن يتصرفوا كما يشاءون، وأنه ما من حق أحد أن يسألهم عن تصرفاتهم تلك، ظناً منهم أنهم فوق السؤال، وهم «الأبخص» فيما يعملون، فإن حملوا أنفسهم عناء الاجابة، قالوا: «حنا كذا»، حتى وإن كان فعلهم تجاوز الكذب إلى الأذى أو حتى خيانة الذات والآخرين.
«حنا كذا» هذه التي يتذرعون بها على سبيل التبرير لأنفسهم أو التغرير بغيرهم ان كانت تعني شيئاً فهي تعني واحداً من اثنين: إما اللا مبالاة بقصد أو غير قصد، وإما الجهل بمنطق التعليل الذي يعني أن يتحمل صاحبه مسؤولية ما يصدر عنه من قول أو فعل.
إن ترديد العبارات الجامدة المتوارثة التي تدل على نمطية مكرورة، يدل بلا جدال على كسل فكري يوازي تفسير الشيء بذاته والتعبير عن الأشياء بظلالها، خاصة وأن التفسير الحقيقي يحتاج إلى جهد فكري، وصياغة فنية لبقة في توظيف العبارات لخدمة الفكرة أو المعنى.
كثيراً ما يسألنا أولادنا: لماذا لا يجوز لنا أن نفعل هذا أو ذاك؟ ولا تكون اجابتنا الا بقولنا «كذا»!
نحن ب «بكذا» هذه لا نتهرب من مسؤولية الاجابة فحسب، لكننا نحيل أولادنا الى المجهول يتخبطون فيه كما يشتهون بينما نحن نغالط الحقيقة، حتى لا نوضح لهم المسالك، ونشفي صدورهم بالرد على استفساراتهم، حتى وان كانت اجاباتنا على أسئلتهم ليست متفقة مع أهوائهم أو الحقائق الكاملة، خاصة وأن أية إجابة قد تفتح مجالاً للحوار يدفع كلا الطرفين الى التفكير أولاً والبحث عن الحقيقة ثانياً.
لكننا نؤثر راحة اللسان، ونمجد كسل العقل.. باختصار نحن نتهرب من مسؤولياتنا إلى ملجأ خطير هو «كسل التفكير».
إدارات المؤسسات العصرية المتقدمة فكرياً، الناجحة في خططها ودرايتها السيكولوجية تضع ضمن برامجها العملية اليومية الموجهة إلى موظفيها فسحة زمنية ثابتة تخصص للحديث ضمن اجتماعات دورية عامة للدردشة الفكرية العالية الصوت إيماناً من هذه الادارات بأن كثيراً من القضايا والحلول الشافية من هذه اللقاءات التي تحلل المواقف، وتعلل الأحداث بشكل موضوعي ومنطقي، يكون جزءاً رئيساً في تنمية أنماط التفكير العلمي السليم. في تلك اللقاءات لا مكان لجواب على أي سؤال ب«كذا»، أو «أننا أبخص» وفي اجاباتنا نقترب أكثر من دائرة التفكير الناجم عن تفسير الشيء بالشيء نفسه، ونحن نعلم أننا لا نقول شيئاً على الاطلاق، وحين نُسأل: لماذا!؟ لا نملك إلا أن نقول «ما أدري.. بس كذا».. وتاليتها؟!
hend majid@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved