|
| عزيزتـي الجزيرة
أختي المعلمة: ها نحن في استقبال عام دراسي جديد فبماذا يا ترى سنستقبله؟ وبأي شيء سنستغله؟ وهل فكرنا بأساليب جديدة متطورة ينعكس أثرها إيجابيا على المجتمع بأكمله؟
هل يا ترى جعلت للعام الدراسي المقبل حظاً وافراً من تفكيرك وهمِّك أم تركتيه لوقته؟
إنَّ الله إذا علم من العبد صدقاً في الإقبال عليه وفي الاهتمام بأمر دينه وأمر المسلمين رَزَقَهُ ووفقه وسدد خطاه ويسّر أمره، وإذا كان همه الآخرة جمع الله شمله وكفاه همه وأتته الدنيا وهي راغمة.
فلتسأل كل واحدة منا نفسها ما هو الهم الذي تحمله بين جنباتها؟
أهمّ الآخرة أم غيره؟ فإن كان همّ الآخرة فذلك فضل من الله ونعمة «وبالشكر تدوم النعم».فعندما يكون هم المعلمة الآخرة فإنها ستخلص العمل لله سبحانه وتعالى وستحمل هم الدعوة إلى الله أياً كانت مادتها التي تدرسها وسترعى الامانة التي بين يديها وتحافظ عليها. كيف لا؟ وهي تعلم انها ستُسأل يوم القيامة عنها وانها راعية ومسؤولة عن رعيتها. كل ذلك يجعل من المعلمة مبدعة لا تزيدها الأيام إلاّ ابداعاً ولا الخبرات إلا تألقاً ورقياً ويجعل من مدرستها بستاناً يزدان بوجودها فيه، كلنا يود ان تكون تلك المعلمة التي تسعى لإثراء المجتمع بجيل صالح راقٍ ينفع مجتمعه وامته، وكلنا لا يود ان يكون تلك المعلمة التي وقفت همتها عند حد المادة وأصبحت اهتماماتها دنيوية والتي نسأل الله ألا تكون موجودة بيننا لأنها إن وجدت فتلك والله هي الطامة الكبرى لأنها ستكون عيناًً عمياء وأذناً صماء عن كل ما من شأنه أن ينفع مجتمعها وطالباتها عندها سينقلب عملها من أشرف العبادات إلى أحط المخالفات.رزقنا الله وإياكم الاخلاص في القول والعمل،
ووفقنا وإياكم لما فيه صلاح الدنيا والآخرة.
شيخة غنام القريني - المزاحمية
|
|
|
|
|
