أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th August,2001 العدد:10561الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,جمادى الآخرة 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
أخطاء الكُتّاب والمخرجين العرب
فهد الحوشاني
يؤكد الكثيرون على أهمية ماتصيغه أقلام كتّاب السينما والتلفزيون والمسرح في تسويق افكار مختلفة بعضها حسن والبعض الآخر سيئ ومضر بمن يشاهده سواء ضررآً مباشراً او غير مباشر.. ويعمم البعض هذه النظرة فيشملون بها الكتاب والمخرجين ودورهم الرئيسي في ذبح القيم والتقاليد.. وفي سبيل الاثارة التي يعتمدها اهل الفن المجرد كان لكتاب السينما اخطاؤهم الكبيرة التي ارتكبوها في حق مجتمعاتهم العربية.
وينضم فريق من علماء النفس والاجتماع ليؤكد على ان المراهقين والاطفال يتأثرون سريعاً بما يشاهدونه على الشاشة الكبيرة والصغيرة من مشاهد بعضها مقصود والآخر جاء تأثيره في ثنايا القصة ونتيجتها النهائية.
وتؤيد هؤلاء العلماء منظمة الصحة العالمية والتي ترى ان السينما مسؤولة عن اجتذاب صغار السن للتدخين حيث ادانت عرض مدخنين في السينما والتلفزيون وتؤكد هذه المنظمة في حربها ضد التدخين ان السينما ومشاهد التدخين مدفوعة بمكر من قبل صناعة السينما لأنها تقدم صورا ايجابية عن التدخين خصوصا لصغار السن.
ويدافع كتاب السيناريو عن انفسهم فيقولون اننا لانقدم دراما تعليمية ولانقدم حلولا لمشاكل اجتماعية في اعمالنا الدرامية، وتأتي النهاية المفتوحة التي يتركها المؤلف اشد تأثيرا من النهاية التقليدية التي تعتمد انتصار الخير على الشر والتي لم تعد الآن هي النهاية المقبولة لدى الكتاب والمخرجين.. وحول اتهام الكتاب بتعليم المراهقين أساليب اجرامية جديدة لم تخطر على اعتى المجرمين يدافع الكتاب عن انفسهم فيقولون ان الكاتب مطلوب منه استخدام الخيال في عمله الفني وابتكار اساليب جديدة حتى في الاعمال التي تحتوي على جرائم حيث يبتكر اساليب جديدة فد لاتخطر على بال المجرمين الحقيقين ولا يجب ان يمنع من تقديم حبكة درامية عالية المستوى حتى لايتحول الى كاتب درامي باهت المستوى وقليل التأثير.. ومع ذلك فان بعض الكتاب يعرفون ان تصوير بعض مشاهد الاغتصاب والقتل والسرقة قد يغري بعض المراهقين بتقليدها.
وفي سبيل تأكيد تأثير الاعمال المسرحية على المراهقين والطلاب يقال ان مسرحية مدرسة المشاغبين احدثت خللا تربويا وسلوكيا ولحقت بها مسرحية العيال كبرت التي اضافت كما كبيرا من الالفاظ والتصرفات غير التربوية الى قاموس الطلاب العرب الذين شاهدوها.
ان الكتاب يقدمون العديد من الاغراءات للمشاهد ويحاول بعضهم من وجهة نظر فنية التعاطف احيانا مع المجرم بل وتصوير بطولاته في اربع عشرة حلقة قبل ان يمسك به رجال الامن في الحلقة الخامسة عشرة فيعلن توبته او يساق الى السجن ويكون ذلك بعد ان تشبع المشاهد بكميات كبيرة من المشاهد والالفاظ والتصرفات التي لا يوافق عليها علماء النفس والاجتماع ولا اهل التربية.
ولقد احسن صنعا وزير الاعلام المصري عندما منع ظهور التدخين والسجائر والشيشة في اي مشهد من مشاهد الاعمال الدرامية التي ينتجها اتحاد الاذاعة والتلفزيون والذي جاء بناء على مذكرة رفعتها جمعية مكافحة امراض الصدر والدرن.
ان منظمة الصحة العالمية ووزارة الاعلام المصرية بما صدر منها تدين تصرفات بعض اهل الفن وأهله في تعاطيهم لأفكار تضر بمجتمعاتهم فقط من اجل الاثارة ومن اجل الفن للفن ذاته وهل يصلح الفن دون ان يسخَّر لخدمة المجتمع؟
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved