أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th August,2001 العدد:10561الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,جمادى الآخرة 1422

الاخيــرة

شارون وبوش
عبد الله بن إدريس
لم نتعود من أمريكا يوماً من الأيام، ومنذ زرعت الشجرة الخبيثة «إسرائيل» في فلسطين أن قالت أو فعلت ما ينمُّ عن عدالة في الرؤية بين الحق الفلسطيني التاريخي والباطل اليهودي الغاصب المحتل.
بل العكس دائماً في هذا الأمر هو الصحيح، فهي التي فرضت الباطل وأقامت دولة لليهود في أرض لا يملكها الا الفلسطينيون العرب.
وأمدتها بأمصال الحياة العدوانية المجرمة.. من مال وسلاح وبشر وتأييد سياسي أعمى.. لا يرى من طريقه الا ما يقوده إليه اليهود.
لذلك لا يحق لنا أن نستغرب هذا الموقف الذي يحرض به «جورج بوش دبليو» مجرم العصر ارئيل شارون على ذبح الفلسطينيين وتجويعهم وحصارهم وهدم منازلهم.. ومنع مجلس الأمن من حمايتهم.
ولكن المستغرب أن يتحول هذا الرئيس الأمريكي ليكون المدافع عن جرائمها ووحشيتها المفرطة، مخالفاً بذلك كل المواثيق والقرارات الشرعية الدولية التي كانت أمريكا ضمن المؤيدين لها والمصوِّتين عليها.
* * *
إن هذا التحول العجيب في الموقف الأمريكي قد فاجأ العالم العربي والاسلامي، بل وجميع دول العالم.
لقد كنا مخدوعين بالموقف الأمريكي من السلام وها هو بوش يكشف عن الوجه الحقيقي ويعلن أمريكا شريكاً فاعلاً في محاولة ذبح الشعب الفلسطيني والقضاء عليه.. ولكن هيهات، هيهات..
إن الشعب الفلسطيني شعب حيٌّ وشجاع.. ومصممٌ مهما كانت التضحيات والمآسي، على دحر الاحتلال اليهودي لأرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس إن شاء الله .
ولي أن أسأل من الأحق بأن تكون له دولته المستقلة مثلاً «تيمور الغربية» التي اقتطعها الصليبيون الغربيون من جسم دولتها الشرعية «إندونيسيا» أم فلسطين هي الأحق بأن يجلو عنها المحتلون اليهود، وتقوم دولتها المستقلة على أرضها بعاصمتها القدس ؟!.
إذا كان مجرم العصر «شارون» قد أقنع «بوش» حتى قلب له الصورة فجعل الحق «الانتفاضة» باطلاً.. والباطل الصهيوني حقاً فإن لذلك ثمناً بعد ثلاثة أعوام من الآن..! وهو ضمان «الصوت» اللوبي اليهودي لترشيحه في رئاسة ثانية.. وما أظن اليهود بقادرين على الوفاء، فهم طينة خبيثة لا تنبت الا الشر والغدر.
وهكذا.. دواليك.. تبقى قضية العرب والمسلمين الأولى.. قضية فلسطين.. كرة بين أقدام أمريكا المتأثرة باللوبي اليهودي وإسرائيل الأمريكية، إلى أن يجعل الله للمسلمين من أمرهم رشداً.. فيعلنوا عزمهم الصارم للوقوف أمام هذا التحدي الوقح لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم.. «وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون» و«لله الأمر من قبل ومن بعد».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved