أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th August,2001 العدد:10561الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,جمادى الآخرة 1422

منوعـات

وعلامات
مع: تأملات وذكريات.! (6)
عبدالفتاح أبو مدين
* الحديث عن قضايانا الاجتماعية ومشاكل الحياة لا ينتهي، لأننا نعيش الحياة، ولأن مشاكلنا تتجدد معها، لأنها تسير فيها ومعها، جنباً إلى جنب.. ذلك أن الإنسان يمضي عمره، وهو يخطئ ويتعلم من أخطائه، إذا كان ذا حس وممن يدرك ما يحدث منه، وأنه يفيد من ذلك.!
* أنا مع الحياة بمشاكلها ، في كلمتين، تشغلان الصفحات من 37 41، يقول الكاتب الأستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله:
«وربما كان من أسباب تعاستنا بهذه المشاكل، أننا لم نفهمها، ولم نحاول أن نفهمها كما يجب». وأرى أن من أسباب تعسنا غياب الصدق واستمراء الكذب.. ذلك أن الصدق هو السبيل إلى الخير وإلى الحق وإلى طريق مستقيم.. ثم الوعي ومعرفة كل إنسان حدوده، وما له وما عليه.. إن الاستقامة سبيل النجح والسعادة. قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لسائله الذي استنصحه:« قل آمنت بالله ثم استقم». أما شقوتنا، فإن مردها انحرافنا عن سواء السبيل، وصدق الله العظيم القائل: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا».
* إن الكاتب العزيز يعلن قول الحق: «ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك». ويقول كاتبنا : «إن واقع المشاكل كما أتوهمه مفيد.. يشحذ قوى الإنسان وعضلاته النفسية، ويحركها بقوة في مواجهة تيار الحياة، فإنها لم تكن حياة إلا بهذا الصراع الدائم العنيف بين الرغبة والواقع».
* ويرى كاتبنا أن جو المشاكل لذيذ، لأنه يحرك ذهن الإنسان وحوافز الفكر.. ويتساءل الكاتب: «لماذا يضيق أحدنا بمشكلة عابرة قد يصبح بعدها من العباقرة».. و قد هذه تشكيكية، وأشك أن المشاكل تجعل صاحبها أو متتبعها من العباقرة. ذلك أن العبقرية مسكونة في صاحبها، وأي سعي يبعثها.!
* كما يرى الكاتب أن «المشكلة فرصة طيبة لقطع الوقت، لأنها تشغل الإنسان بالتفكير في أوقات الفراغ». أقول ربما كان ذلك في زمن مضى، أما اليوم، فلا وقت عند الإنسان أن يصرفه إلا فيما يعود عليه بالنفع، ذلك أن بركة الزمن قد افتقدها وذهبت مع عصورها المنقضية. والإنسان القارئ كما يرى كاتبنا، توقفه مشاكل الآخر فيما يقرأ ويطالع.. ويدعو الكاتب إلى أن نساير مشاكلنا على أنها أولى من غيرها بهذه المسايرة.
* ولعل من فلسفة الحياة، كما يلمح الكاتب ، أننا نستفيد من وقوع المشاكل والتفكير في حلولها، وتتسع مداركنا، وأن المشاكل تحبب إلينا الحياة، وربما تبدو أكثر إمتاعا وإغراء بالسعادة.
وإني أؤيد هذا المنحى، ولكن للذي يتأمل ويتعظ. قال الله تعالى: «وما يذكّْر إلا أولو الألباب».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved