أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th August,2001 العدد:10561الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,جمادى الآخرة 1422

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
نقد المنتخب.. فرض كفاية.. أم فرض عين؟!
عبدالله الضويحي
أخطأ الحكم.. ولكن كان بالإمكان أحسن مما كان.!
الإعداد.. القيادة.. الثقافة.. عوامل رئيسة في خسارة المنتخب.!!
ضربة الجزاء أنقذت سلوبودان على طريقة (مصائب قوم.... إلخ)
هل الكتابة عن المنتخب ونقده فرض كفاية..؟! أم فرض عين..؟!
هذا التساؤل اصبح مطروحاً بصورة جدية ومتنامية أكثر من ذي قبل خصوصا في مثل هذه الأيام التي يخوض فيها منتخبنا مرحلة هامة في مسيرته.. أو أي مرحلة مشابهة لمشاركاته الخارجية.. وتحمل أهمية كبرى.
والمعني بهذا السؤال أكثر هم المنتمون للصحافة المقروءة.. بمختلف مواقعهم واتجاهاتهم..!
لقد حوّله البعض إلى (فرض عين) متجاوزا بذلك حكما ينبع من الذات يحدد نوعية (الفرض) وفقا لإمكانات وقدرات هذا (البعض).. إذ (لايكلف الله نفسا إلا وسعها).
مثل هذه الفئة ترى (أو تريد الآخرين ان يروا) انها تدور ضمن اطار القاعدة المعروفة.. في الاجتهاد..
المخطىء.. والمصيب..
والأجر.. والأجران..
غير مدركة انها بهذا إنما تزيد في طول نصف قطر دائرة (الاجتهاد) مما يبعدها شيئا فشيئا عن مركز هذه الدائرة، وهذا ما يؤدي إلى ضعف ارتباطها بهذا المركز عبر تناسب عكسي وفقا لقاعدة (الطرد المركزي)، حتى تجد نفسها مع مرور الوقت خارج إطار الدائرة تماماً.!! وغير منتمية لها.!!
** هل كانت ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الاسترالي في لقائنا يوم الجمعة الماضي مع ايران هي نقطة التحول في المباراة؟! ومن ثم السبب الرئيسي في خسارتنا بهدفين للاشىء؟
وهل كان بالامكان احسن مما كان؟!
لن اجيب على هذه التساؤلات بصورة محددة وقاطعة، لكنني اشير هنا.. إلى ان ضربة الجزاء هذه ابعدت كثيرين عن مناقشة الأمر بواقعية وربما كانت رحمة بسلوبودان (مدرب الفريق) وهذا ما سأتطرق إليه فيما بعد.
على ان مناقشة وضع المباراة ونتيجتها وانعكاس ذلك على الفريق يأتي من ناحيتين.
إحداهما:
ما يجري داخل الملعب.
والأخرى:
خارج الملعب.. وخارج اللعب نهائياً.
** الاولى:
لا مجال للنقاش والمجادلة حول عدم صحة ضربة الجزاء، لكن تناول الموضوع سواء من حيث مرحلة ما بعد الضربة.. او ما يتعلق بحكم المباراة هو ما يحتاج للنقاش.
ولنبدأ بالحكم الذي تم ذبحه من الوريد للوريد واتهامه بالتنسيق المسبق مع حامل الراية!! واتهام الاتحاد الآسيوي وتخطيطه للاطاحة بالمنتخب السعودي!! وما إلى ذلك من آراء!!. في محاولة لإيصال رسالة ما.. تنفي بعض الاخطاء.. او عدم الجرأة في مواجهة هذه الاخطاء.
نعم الحكم اخطأ..
وأعتقد من وجهة نظر شخصية ان الحكم في تعامله مع ضربة الجزاء اخطأ مرتين:
أولاً:
انه كان بعيدا عن الكرة.. وفي موقع لا يسمح له باتخاذ القرار، وعندما شاهد راية رجل الخط تنفس الصعداء، وكأنما كان يبحث عمن يدفعه في احد الاتجاهين لقطع الشك الذي يعتريه.. خاصة انه يدير المباراة امام 120 الف ايراني وعلى ارضهم وبين جماهيرهم. وهو يتحمل المسئولية في موقعه الخاطىء. ويتحمل المسئولية (ثانيا) في قبول رأي رجل الخط الذي كان هو الآخر يقف في مكان ربما كان ابعد من حكم المباراة (لا يقل عن 30 أو 35 ياردة) عن الحدث. باعتبار عرض الملعب 60 ياردة أو 70.
وكان بامكانه مواصلة اللعب.. طالما انه لم يحتسب الضربة، ويتابع ردة الفعل لدى اللاعبين ولدى رجل الخط ومدى اصراره على رفع الراية من عدمها.. (خاصة وان رأيه استشاري، وموقعه لا يسمح له بتحديد قاطع للخطأ).
انا لا ادافع عن الحكم.. ولا ابرىء ساحته مما حدث، لكنني أدعو لمناقشة الموضوع بمنطقية وبما يفيدنا.. (اما الزبد فيذهب جفاءً..).
** مرحلة ما بعد الضربة:
إن مثل هذه الاحداث (ضربة جزاء غير صحيحة) او طرد لاعب.. كما حصل مع صالح الصقري الذي لم يكن له ما يبرره من قبل صالح.. الذي كان لديه انذار.. وهو يرى كيف تسير الاحداث.. ويرى وضع الحكم.. كل هذه الامور تفرض عليه ان يكون اكثر هدوءاً وعقلانية في التعامل والدخول على الكرة.. اما الدفع من الخلف كما حدث.. فلا مجال للنقاش حوله.. فقد نال عليه انذاراً يستحقه وكان الثاني.. ومعنى ذلك الأحمر!
اقول.. إن مثل هذه الاحداث وعدم القدرة على التعامل معها اثناء المباراة، وانعكاسها على اداء الفريق بشكل سلبي تكشف عن ضعف واضح في امور ثلاثة على الأقل:
الاعداد النفسي للاعب أو للفريق بصورة عامة.
ادارة الفريق داخل الملعب.
الثقافة والوعي الكروي لدى اللاعب.
إن مباريات كهذه.. من حيث الأهمية والحساسية تتطلب منا جميعا.. تهيئة اللاعب لأي حدث متوقع اثناء المباراة، وكيف يتم التعامل معه.. وهو دور مطلوب ليس فقط من ادارة الفريق.. أو البعثة ولكن حتى الاعلام.. الذي يشارك في تحمل المسئولية في اعداد الفريق نفسيا.. بل ربما تحمل الجزء الأكبر من المسئولية. وللأسف فإن اعلامنا لم يرتق إلى المستوى المطلوب للتعامل مع الحدث.، والمتابع للصحافة الرياضية لدينا يلمس ذلك عن كثب.
كذلك التعامل مع الحدث اثناء المباراة وهي مسئولية ادارة الفريق بالتوجيه لما يجب ان يكون عليه او استدعاء قائد الفريق وتبليغه رسالة ما.. أو اجراء بعض التعديل في صفوف الفريق باشراك لاعب أو اثنين لتهدئة الوضع وتغيير مسار اللعب.
** الامر الآخر.. كما قلنا يتعلق بادارة الفريق داخل الملعب..
ان قائد الفريق المؤهل هو في حقيقته المدرب والاداري داخل الملعب إلى جانب كونه لاعبا كغيره من اللاعبين، وهو يساعد الجهاز الفني كثيراً ويخفف من مسئولياته.
فهو الذي يقوم بتهدئة الفريق، واخراجه من حالة ما.. إلى اخرى، وربما في بعض الاحيان التدخل في الخطة بما لا يؤثر على جوهريتها بصورة سلبية..
لقد احتج الفريق على ضربة الجزاء..
وتفاهم القائد مع الحكم..
وتم تسجيل الموقف،
وكل هذا مطلوب وضروري، لكن ما بعد ذلك وهم يدركون ان القرار نهائي هو عدم التأثر بالحدث، وان يستأنف الفريق اللعب وكأن المباراة قد بدأت للتو.!
الذي حصل هو ارتباك في الفريق كان من نتيجته طرد لاعب واستقبال هدفٍ ثان.
لقد كان الفريق بحاجة لمن يقوده داخل الملعب، ويدير دفته، والأمر هنا لا يتعلق بالقائد المعين.. ولكن هناك قائد (خفي) ان صح التعبير.. قائد غير متوج.. هو الذي يتولى فعلا قيادة الفريق واعادة ترتيب اوراقه ولعل افضل من كان يجيد هذا الدور في كرتنا المعاصرة للتوضيح كل من خميس العويران، فيصل ابواثنين، فؤاد أنور.
** الأمر الثالث.. يتعلق بثقافة اللاعب ووعيه الكروي.
والثقافة هنا لا تعني الكم المعرفي والثروة اللغوية.. لكنها بمفهومها الشامل والسلوكي اكثر.
لقد مر لاعبونا بالكثير من التجارب والخبرات كلاعبين دوليين.. ولم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتعرضون فيها لمثل هذه المواقف وهم ايضا بحكم ذلك الكم المتراكم من الخبرات يدركون أو يجب ان يدركوا عالم كرة القدم.. وكيفية التعايش معه..؟!
ان ما نقصده بثقافة ووعي اللاعب هو كيفية تعامله مع الاحداث.. وادارته لنفسه.. دونما حاجة لقائد.. او اداري يوضح له ما هو مطلوب منه.. في حدث عارض كهذا.
لا اريد ان استرسل حتى لا أخرج عن الموضوع الرئيسي لكنها تداعيات تجبرني على تذكير جيل اليوم ولو بصورة سريعة دونما تفاصيل وامثله.. بالجيل الذي وضع الكرة السعودية على اعتاب العالمية.. ووضع اللبنة الأولى في هذا البناء.
جيل صالح النعيمة، ماجد عبدالله، صالح خليفة، محمد عبدالجواد، عبدالله الدعيع، فهد المصيبيح، صالح المطلق،.....وزملائهم.
تُرى هل هي ثقافة الاحتراف.؟! عموماً للحديث صلة.. حول هذا الموضوع بالذات ليس وقته الآن.!
اعود الآن للأمور الثلاثة التي تحدثت عنها (الاعداد النفسي، القيادة، والثقافة) وما بعد ضربة الجزاء..
ان الذي تابع المباراة جيدا لمس انه في الثلث الأخير من الشوط الثاني تغير الوضع وتحسن اداء الفريق وهدد مرمى المنتخب الايراني وكاد ان يسجل هدفا وربما اثنين.
لم يكن التغيير وحده هو السبب فهو جزء من العملية.. وبعضه لم يكن موفقا..
لكن هناك عامل آخر مهم.. وهو استيعاب الحدث او (الصدمة).. والتعامل مع الامر الواقع بعد هدوء النفس.. وتقبل الوضع.
اذن.. كان بالامكان احسن مما كان لو تعاملنا مع الحدث بصورة صحيحة وسليمة!
** الاخرى:
خارج الملعب:
قلت في بداية الموضوع إن مناقشتنا للحدث.. يجب ان تتم من ناحيتين احداهما داخل الملعب.. وأعني احداث المباراة وكيفية التعامل معها.. وهو ما تناولته في الأسطر الماضية.
والأخرى خارج الملعب وهو ما انا بصدده في الأسطر القادمة.
والواقع انهما متلازمان.. ولكل منهما ارتباطه وتأثيره على الآخر.
ربما كان من حظ مدرب المنتخب (سلوبودان) ان حدثت ضربة الجزاء تلك.! فقد انقذته من سهام كثيرة تم اخراجها من كنانتها وبريها ووضعها في اقواسها.. وتم تصويبها نحوه استعدادا لإطلاقها. فكانت ضربة الجزاء هذه بمثابة (مصائب قوم عند قوم فوائد).. وتم توجيه السهام الى حكم المباراة.. وربما كان ذلك (مؤقتاً)!!
انا لا ابرىء ساحة سلوبودان من بعض الاخطاء التي حدثت في المباراتين.. ولكن هل يتم تدارس الاخطاء ومعالجتها بهذه الطريقة؟!
أليس هناك جهاز فني في الفريق؟! وجهاز رقابي في اتحاد الكرة.؟! يمكن لهما مناقشة المدرب والوصول معه لقناعات مشتركة لمصلحة الفريق بدلاً من هذا الاسلوب.؟!!
وهل نرضى بأن يكون الاتحاد السعودي لكرة القدم مثلا للتعامل مع المدربين؟! حتى اصبحت القنوات الفضائية تتساءل بصراحة.. هل سيتم عزل المدرب بعد هذه النتيجة؟!
وهل.. وهل.. الخ. وكل ذلك جاء بمباركة من اعلامنا خاصة المقروء منه..!
لقد هيأ هذا الاعلام نفسه ل(ذبح) سلوبودان.. وقد حد شفرته.. ولم يبق الا التنفيذ! وهيأ معه الرأي العام لتقبل الوضع.. وذلك طوال الأسبوعين الماضيين وفي احرج الاوقات.!
وتم تعيين المدرب البديل.؟!
وتم ربط مصيره بنتيجة مباراة البحرين..!! ثم بمباراة ايران..!! وكان مصير المدرب ونجاحه مرهونا بمباراة ما..!
وتمت المباراتان.. وحدث ما حدث وتكشفت الاسباب.!!
انني اتساءل وغيري:
كيف يمكن للاعب ان يثق في مدربه وهو يرى هذا النقد والتقليل من قيمته.!!
وكيف ان نعمق هذه الثقة بينهما وهي مطلب أساسي للنجاح.؟!
وكيف يمكن للمدرب ان يعطي ويعمل في جو مريح ومناخ ملائم وهو يرى اعلانا صريحا يحدد مصيره بنتيجة مباراة.. تتحكم فيها امور عدة.!!
لقد قلت في مقالة سابقة وتحديدا قبل انطلاق التصفيات ان الامانة الصحفية والسبق الصحفي، والاثارة الصحفية امور متشابكة، وان الشعور بالمسئولية والرقابة الذاتية يجب ان تسود.. وتضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
للأسف.. مازالت بعض الصحف لدينا تمارس نوعاً من الاثارة الصحفية والسبق الصحفي غير المدروس او المقنن بهدف التسويق والترويج دون مراعاة للمصلحة العامة.. ودون وازع من رقابة ذاتية أو شعور بالمسئولية. أو إدراك لمدى انعكاس ذلك على العلاقة بين اجهزة المنتخب ومن ثم على المنتخب بصورة خاصة.
وسيأتي يوم وتذكرون كلامي هذا جيدا عندما ينتهي عقد سلوبودان اما بطلب منه نتيجة لما يلقاه أو من اتحاد كرة القدم لقناعات معينة.. أو لأي سبب آخر.. لتظهر هذه المطبوعات وكل منها يدعي السبق الصحفي في انه أول من اشار الى ذلك.. حتى لو كان انهاء العقد بعد سنين من الآن!!
انني اتساءل:
اذا كنا اخطأنا في التعاقد مع سلوبودان اقول وافترض.. اذا كنا.. ام لم نخطىء.. فهل من الحكمة انهاء عقده الآن؟!
ألا يمكن معالجة الوضع بحكمة؟! وروية من خلال اجهزة المنتحب الفنية والرقابية وغيرها بما يعود بالمصلحة العامة للمنتخب وللكرة السعودية بصورة عامة، وهي معالجة قد يكون لها اثرها على المدى البعيد وليس المحدود فقط؟!
مجرد تساؤل؟!
والله من وراء القصد
البريد الالكتروني:
raseel@la.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved