أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th August,2001 العدد:10562الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,جمادى الآخرة 1422

منوعـات

سطام ومجلس أعلى للشؤون الاجتماعية في الرياض
علي الشدي
في زحمة الطفرة المالية وازدهار الأعمال والركض وراء المادة والمظاهر والتفاخر خلال السنوات الماضية أهملنا بوضوح الجانب الاجتماعي على مستوى المجتمع وحتى داخل الأسرة الصغيرة. ولذا نمت ظواهر غريبة علينا مثل تفكك الأسرة والطلاق والتخلي عن الوالدين وإهمال الأبناء وعدم احترام الصغير للكبير وكثرة السفر للخارج وعدم الحياء من التسول وبالتالي تعاطي المخدرات من قبل البعض للتغلب على الضغوط النفسية الناتجة عن تلك الظواهر.
وعلى المستوى الحكومي ظلت الأجهزة المعنية بالشأن الاجتماعي كما هي لم تتطور بالشكل المأمول في أسلوب عملها ونوعية خدماتها وإن كانت قد تطورت من حيث الكمية والاستيعاب وربما عدد الموظفين.
وأوضح مثال على ذلك دور الرعاية الاجتماعية المخصصة لكبار السن والتي يقترح تحويلها إلى أحياء أو قرى مفتوحة لا يشعر ساكنها بالملل ويقوم بالعمل والإنتاج بدل أن تظل مباني مغلقة تجلب الهمَّ وربما المرض لمن يتواجد فيها لسنوات طويلة.
طافت هذه الخواطر بذهني وأنا أقرأ عن جولة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض في عدد من الدور والجهات التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي يعتقد البعض أن شؤون وقضايا العمل والعمال قد شغلتها قليلاً عن الجانب الاجتماعي لكن وزيرها الدكتور علي النملة بأخلاقه العالية يخلق نوعاً من التوازن المطلوب.
وتأتي جولات المسؤولين وبالذات الأمير سطام بن عبدالعزيز القريب من قلوب الناس على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم والمستمع الجيد لآمالهم وآلامهم لتعطي دفعة للعمل الاجتماعي بين الحين والآخر. ولكي نؤمّن الاستمرارية للتحديث والتطوير المستمر للأجهزة ومعالجة الظواهر الاجتماعية فإنني أقترح تشكيل مجلس أعلى للشؤون الاجتماعية في منطقة الرياض برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وعضوية معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية والمسؤولين في بعض الجهات ذات العلاقة والمتخصصين في الدراسات الاجتماعية والنفسية وبعض رجال الأعمال والإعلام. وتكون مهامه في نطاق الجوانب التالية:
* وضع السياسات والبرامج لتحديث وتطوير العمل الاجتماعي والدور الاجتماعية القائمة.
* الإشراف على إجراء الدراسات اللازمة للظواهر الاجتماعية وكيفية معالجتها بطرق علمية مدروسة.
* العناية بأسر السجناء ومتابعة أحوالهم خلال غياب عائلهم خشية الانحراف والضياع.
* الاهتمام بشكل خاص بالظواهر التي تمس الشباب وتؤثر في سلوكهم.
* متابعة ظاهرة التسول ووضع الحلول العلمية للقضاء عليها.
* إحياء العادات الحميدة القديمة كالترابط الأسري واحترام الصغير للكبير ووضع برامج إعلامية تكرس هذه العادات وتحث على التمسك بها.
ويمكن للمجلس المقترح أن يخصص صندوقاً يقبل التبرعات للصرف على الدراسات والبرامج المقترحة.
والخلاصة: أن الحاجة ماسة جداً إلى العناية بالجانب الاجتماعي. ولتكن الخطوة الأولى في منطقة الرياض ثم تعمم في بقية مدن المملكة ومناطقها، فالبناء الاجتماعي والمحافظة عليه أهم بكثير من إيجاد المباني الخرسانية ولا سيما في زمن الضغوط النفسية والنمو السكاني والازدحام الذي حرمنا نعمة الهدوء والطمأنينة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved