أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st September,2001 العدد:10565الطبعةالاولـي السبت 13 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

150 دولة تشارك بوفود رسمية و40 دولة أخرى تمثل في المؤتمر في ديربان
تجارة الرقيق التي لا تزال رائجة واحدة من أهم القضايا أمام مؤتمر مكافحة العنصرية
* نيروبي د.ب.أ:
الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صدر في كانون الاول/ديسمبر 1948 لا لبس ولا إبهام فيه إذ يقول إنه «لا يجوز الاحتفاظ بشخص في الرق أو في السخرة، وتحظر السخرة والاتجار في الرقيق بجميع أشكالهما».
ولكن «الاستعباد» الذي يعاني منه 27 مليون شخص في العالم بطريقة أو بأخرى، كما تؤكد منظمة «مناهضة الرق»، يجعل هذا النص حبرا على ورق.ويناقش مؤتمر العنصرية التابع للامم المتحدة الذي بدأ أعماله امس «الجمعة» في ديربان هذا الموضوع الساخن، وخاصة تجارة الرقيق في أفريقيا. فمن سخرية القدر أن المناطق الواقعة على امتداد الساحل الافريقي الغربي التي كانت موطنا للرقيق الاصليين في القرن السابع عشر هي نفسها التي تشهد ازدهارا للاتجار في الرقيق في العصر الحديث. حيث يضطر ضحايا العبودية إلى العمل في المزارع والمصانع والمنازل وكعاهرات. ومن النماذج الصارخة لاتفاقات السخرة نص في عقد عمل سلم لفتاة نيجيرية وتصدت له الشرطة في أسبانيا يقول «أتعهد بأن أدفع لعمتي مبلغ 40 الف دولار وألا أبلغ الشرطة بذلك، وفي حالة عدم الوفاء فمن حقها أن تقتلني وأسرتي في نيجيريا» فقد تم إغراء الفتاة التي تبلغ من العمر عشرين عاما بالعمل في أوروبا في الخدمة في مطعم. ووافقت في الحال ثم وجدت نفسها تعمل في الدعارة مثل كثيرات قبلها.
وفي القرن السابع عشر كان حوالي عشرة آلاف من الرقيق يرحلون إلى أمريكا من نقاط على امتداد الساحل الغربي الافريقي، وفي الوقت الحاضر تباع آلاف الفتيات من نيجيريا وغانا والسنغال والكاميرون وساحل العاج «لأسياد» أوربيين وينتهي الحال بمعظمهن إلى الاشتغال بالدعارة.
وتؤكد منظمة «ووتكليف» المناهضة للاتجار في الايدي العاملة من النساء والاطفال ومقرها العاصمة النيجيرية أبوجا أن حوالي 130.1 فتاة من نيجيريا وحدها تم تهريبهن من الكاميرون إلى فرنسا خلال العامين الماضيين.وكان تجار الرقيق في الماضي من الاوربيين والعرب والبرازيليين ولكنهم الآن يأتون من أفريقيا نفسها، فالتجار المحليون يقومون بتجميع الفتيات وبعضهن لا يجاوز سن الثانية عشرة ثم يتم اقتيادهن في رحلة طويلة سيرا على الاقدام بلا توقف أو حشرهن في حافلات متهالكة.وتقول تيتي أبو بكر زوجة نائب الرئيس النيجيري إنه «يتم ترحيل حوالي 69 فتاة شهريا في المتوسط بهذه الطريقة. وإذا احتجت الضحايا على الخاطفين يكون مصيرهن التهديد بالضرب المبرح أو بالقتل».
وقد أعربت منظمة يونيسيف لرعاية الطفولة التابعة للامم المتحدة عن قلقها إزاء العدد المتزايد للاطفال الذين يتم الاتجار فيهم في هذه المناطق ففي بلدان مثل بنين ومالي وتوجو يبيع الوالدان أولادهم بمبلغ 15 دولارا تقريبا للطفل. وغالبا ما يدخل في روع الآباء والامهات أن الاطفال سيجدون عملا في المزارع مما يتيح للابن أو الابنة كسب مال للانفاق على التعليم والعودة إلى الوطن ذات يوم.ويتم شحن هذه الاعداد الضخمة من البشر إلى مزارع الكاكاو والبن في ساحل العاج، كما تؤكد منظمات المساعدة الانسانية، ويفيد تقرير لليونيسيف أن 15 ألف طفل تم بيعهم منذ عامين قد أرغموا على العمل الشاق في الحرث بالحقول، وقال ساليا كانتي مدير منظمة «انقذوا الاطفال» في مالي «يتم احتجاز الاطفال في المزارع وكأنهم سجناء. ويتعرضون للضرب وكثيرا ما يتعرضون للاعتداءات الجنسية».
هذا ومن ناحية أخرى فقد توافد القادة وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم إلى ديربان بجنوب أفريقيا لحضور الافتتاح صباح امس «الجمعة» للمؤتمر الدولي حول العنصرية الذي يعقد تحت مظلة الامم المتحدة، وكان من بين الزعماء الذين اكتمل وصولهم حتى وقت متأخر من مساء أمس الاول قادة الجزائر والجابون وتوجو ورواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو والبوسنة والهرسك. وذكرت التقارير أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان أول من وصل من الزعماء السبعة عشر المتوقع حضورهم القمة. ومن بين الزعماء الآخرين وصلوا مبكرا الرئيس الكوبي فيديل كاسترو ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا..
وفي هذه الاثناء أكد رؤساء حكومات كل من بنما ونيجريا وموزامبيق والرأس الاخضر ولاتفيا والسنغال وزامبيا أنهم سيشاركون في المؤتمر. وسيقوم رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي بافتتاح المؤتمر كما هو مقرر رغم وفاة والده أمس الاول.
ويشارك حوالي 000 .15 شخص في المؤتمر والانشطة المصاحبة له ومنها قمة للشباب وملتقى للنساء ومؤتمر للمنظمات غير الحكومية تعقد بالفعل منذ أيام في ديربان.وارسلت 150 دولة وفودا رسمية، إلا أنه تم تمثيل أكثر من 190 دولة في المؤتمر الذي يهدف إلى التوصل إلى نظرة عالمية موحدة في معالجة قضايا العنصرية والتفرقة والتمييز بكافة أشكالها بما في ذلك معاداة الاجانب التفرقة التي قد تكون قائمة داخل بعض الدول ضد بعض مواطنيها.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved