أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd September,2001 العدد:10567الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,جمادى الآخرة 1422

القرية الالكترونية

عندما يكون العرب قتلة وإرهابيين ولصوصاً في قاعات الحوار على الإنترنت ينكشف المستور ويتعرى الوعي
هل تسهم الإنترنت في تسميم العقول أم تعيد صياغه جيل كامل ؟
الرياض مبارك البيشي:
عندما يطيش الحوار على الإنترنت يصبح خارج نطاق المنطق والعقل ويتحول إلى كتل من الطوب ترمى في وجوه الزوار والمتابعين عندما نقول ان الشبكة العالمية هي عالم بلا قيود وحرية غير موجهة تصدم الوعي وتشل العقل احيانا أكثرلا تستغرب عندما تسمع عن بيع لحوم البشر وعن تجارة الاطفال وعن التدريب على طرق الانتحار وصنع القنابل وتجارة المخدرات وكل ما يمكن ان يدركه العقل أو لا يدركه. نوافذ الحوار على هذه الشبكة تشل العقل ويزيد الأمر سوءاً عندما تتحول إلى اداة مثالية يمكن استخدامها في إعادة تشكيل وعي النشء والاطفال يتعلقون إلى حد القناعة بكل ماهو مدهش والأكثر دهشة عندما نقول هل من المعقول ان تشاهد لعبة تدمر الوعي هل يعقل ان يقوم موقع عربي بعرض وطرح سؤال لا يقال عنه أكثر من انه كارثة، استمع إلى هذا الموضوع المطروح للحوار في موقع عربي يعتبر الموقع الأكثر شهرة بين المواقع العربية للحوار يدورحول لعبة ولكن الاستفزاز في طرح الموضوع برمته. استمتع بقصف المدينة المنورة.. واستمتع بقتل العرب هؤلاء للأسف نحن نتكلم كثيراً ونعترض كثيراً ونستنكر كثيرا ولكن ان يكون هناك أي تصرف ايجابي كلا فالأمر ببساطة حدث جرى وهلم جرا. لقد تعبنا ولم يعد بالامكان ان نتحمل أكثر من ذلك فرجاء اغلقوا الموضوع أو اطرحوا أفكاراً عملية نستطيع من خلالها ان نخفف ولو قليلا من تلك النيران المشتعلة داخلنا الآن.. هل تصدق هذا هو مجال الحوار المطروح والذي يقوم على اساس تباين الاراء حول لعبه تنطلق من فرضية حرب الخليج ففي أثناء تقدم القوات الأمريكية تجاه العراق من ناحية الكويت قامت القوات العراقية باحتلال السعودية من أجل الالتفاف حول القوات الأمريكية ووصلت إلى المدينةالمنورة وجعلتها المركز الرئيسي لقيادة الجيش العراقي وعلى اللاعب أن يقصف هذا المركز لعبة الدلتا فورس واحدة من مجموعة من الألعاب التي يهان فيها العرب سواء بإظهارهم بمظهر القتلة أو الإرهابيين أو باحتلال الأراضي العربية وهذه الألعاب انتشرت بسرعة في العامين الماضيين ومعظم هذه الألعاب من إنتاج أمريكي أو إسرائيلي. وهذا النوع من الألعاب التي يقوم فيها اللاعب بالتحكم في الجنود من خلال الفأرة بما يسمى الألعاب الاستراتيجية حيث يقوم اللاعب بوضع خطة معتمداً على قدرات وإمكانات كل جندي لديه من أجل تنفيذ المهمة المكلف بها.
لعبة أخرى من هذه الألعاب الاستراتيجية وهي أيضاً إحدى ألعاب الحرب الوورجيمز وهي لعبة الرادارات أو الإنذار الأحمر وفي هذه اللعبة يختاراللاعب جيشا ليلعب به والملاحظ هنا أن أقوى الجيوش في اللعبة هو الجيش الأمريكي بينما أكثر الجيوش شرا وقتلا هما الجيشان الليبي والعراقي. واللاعب في هذه اللعبة يختار جيشا ليلعب به وجيشا آخر أو عدة جيوش ليلاعبها والملاحظ أن الجيشين العربيين الوحيدين الموجودين في اللعبة هما الجيشان الليبي والعراقي والهدف من اللعبة هو سحق الجيش الآخر واحتلال أراضيه والملاحظ في الجيشين الليبي والعراقي قوتهما الهجومية فهما تقريبا يبيدان كل ما في طريقهما من جيوش وأفراد ومدنيين ولكن قوتهما الدفاعية ضعيفة للغاية فبعد أن ينتصراللاعب قليلا في بداية اللعبة سرعان ما ينهزم. ولعبة الإنذار الأحمر لعبة أمريكية أيضاً وهي لعبة حرب ولكنها ليست لعبة استراتيجية حيث اللاعب هنا يقود الطائرة الشبح التي استعملتها أمريكا في حرب الخليج ونجد أن معظم مهام هذه اللعبة مستوحاة أو تدور حول حرب الخليج ونجد أن بعض المهام تشمل قصف آبار البترول العراقية وقصف معسكرات ومطارات الجيش العراقي إلى هنا والأمر عاد ولكنك تفاجأ بأن في إحدى هذه المهام والتي يقوم الكمبيوتر بشرحها لك قبل أن تقوم بالمهمة هى قصف المدينة المنورة من أجل تحريرها من الجيش العراقي. يطرح الموقع الموضوع ويبحث اراء وتعليقات حوله والمدهش ان ما عبر به المتحاورون قد اظهر مدى التردي في الفكر لدى الكثير واظهر ان الطرح الواعي والمضاد بالمثل مفقود، أمة تعلق وتنظر ولكن لا تصنع لا تبدع لا تقدم ما يجذب الانظار وكما يقال لا يفل الحديد الا الحديد ولكن هيهات ان يحدث ونحن نستمع إلى تعليقات أكثر انهزامية من الموضوع، يقول احد المتحاورين: لقد استطاعت أمريكا واسرائيل ان تزرعا العداوات الطائفية بيننا كسبيل وحيد للتفرقة واضعاف قوتنا التي لم تجد اسرائيل من سبيل لتحقيقها سوى زرع شخصيات عربية مريضة وغارقة في خيانة أوطانها بلا استثناء ... وياللأسف ما هو مصيرالعرب اليوم ... لولا رحمة الله لما وجدنا رغيف الخبز. ياللهول يلقى بالأمة على أشخاص ماذا افاد جيلاً من الشباب مثل هذا الرأي مع الأسف المزيد من التخبط والدوران في فراغ. محاور اخر أكثر تفاؤلاً وأقرب إلى منطق العقل وبدا اقرب إلى الصواب في معالجة قضية تمس جيلاً كاملاً يقول: اود ان اخبركم بان الرد العربي على هذا النفاق قد بدا.. اللعبة العربية الاولى بالابعاد الثلاثية والرسومات الرائعة و التي تتكلم عن القضية الفلسطينية اذهبوا و سجلوا الديمو لهذه اللعبة من الموقع الخاص بها: www.underash.com. وبدأ المشاركون أكثر تفاؤلاً بالتسابق إلى الموقع الذي ورد في الحوار وللاسف لم نجد ما يشفي الغليل بل وجدنا الحوار يأخذ مناحي عدة ويصل بأحد المشاركين إلى السلبية الكاملة والأسف على حالنا كعرب في التعامل مع القضايا والحوار حتى النقاش يظهر ان الصوت المرتفع يغلب ولو لم يكن صوت عقل وان السلبية سلاح نستخدمه عند المواجهة. يقول احد المشاركين. للأسف نحن نتكلم كثيراً ونعترض كثيراً ونستنكر كثيراً ولكن ان يكون هناك أي تصرف ايجابي كلا فالأمر ببساطة حدث جرى وهلم مجرا لقد تعبنا ولم يعد بالامكان ان نتحمل أكثر من ذلك فرجاء اغلقوا الموضوع أو اطرحوا افكاراً عملية نستطيع من خلالها ان نخفف ولو قليلا من تلك النيران المشتعلة داخلنا.. نيران كما يذكرها ولكن ماهو الحل لم يقدم احد منطقا يؤكد على وعي لم نجد حلا معقولاً أو منهجا واضحاً مجرد اراء واراء في حوار عقيم لم يكن من الاصل وجوب طرحه ودعوة الاخرين لكي يكشفوا عورات فكرهم بل المسئولية على من يتوقع ان تكون الإنترنت من خلال مثل هذه الحوارات مجالاً لرفع الوعي اننا ندهش أكثر وأكثر عندما نشاهد منتديات الحوار ومنابر الرأي المفتوحة تساق إلى ما نستطيع تسميته بالكارثة على وعي ابنائنا. هل تحتاج المدينة إلى جيش من المراقبين والمتابعين لمثل هذه السموم هل البحث عن الدهشة يسهم في طرح هذه الكوارث لتصدم وعي ابنائنا.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved