أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd September,2001 العدد:10567الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,جمادى الآخرة 1422

القرية الالكترونية

الحماية والهاكرز
الإنترنت وعولمة الحماية
فهد بن عبد الله الزغيبي
شهدت الآونة الأخيرة العديد من المفاجآت التي هزت العالم شرقه وجنوبه واستفزت حتى أعتى وأقوى الحكومات الحالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وغيرها، هذه المفاجآت التي نتحدث عنها ليست بغريبة في زمن التكنولوجيا والإنترنت ومتوقعة الحدوث في أي زمان وأي مكان وليست مقصورة على تلك الدول بل أنها تهمنا أيضا لأننا وعند دخول خدمة الإنترنت للمملكة أصبحنا في دائرة الخطروخصوصا بعد ارتباط العديد من الجهات الحكومية والتجارية مباشرة بالإنترنت اما من خلال مواقعهم أو من خلال دخول مستخدميهم على الإنترنت من خلال الشبكةالمحلية لتلك الجهة. الإنترنت أصبحت عصبا للحياة في الوقت الحالي وهذا ما اظن البعض يختلفون معي في شأنه ولكن مهما اختلفوا أو لم يختلفوا فإن الإنترنت عصبا للحياة رضينا وإلا انرضينا وحتى إن كان يبدو انها في الوقت الحالي مجرد تسلية وترفيه للبعض إلا أنها أصبحت مسألة ضرورية ومهمة للكثيرين ونأخذ على سبيل المثال منها البريد الإلكتروني ومناطق الاتصالات بالدول الأخرى من محادثات كتابية وصوتية. ما أريد توضيحه أن الإنترنت أصبحت ملكا شخصيا للكثيرين وبخصوصيات المجتمع السعودي أصبحت الإنترنت منفذا للكثيرين بعيدا عن العادات والتقاليد الاجتماعيةالمختلفة والتي يحترمها الجميع ولكنها تفرض عليهم مراعاتها والحرص على عدم كسرها فهي في أعين الكثيرين مثل الزجاج إذا انكسر أصبح من الصعب إرجاعه إلى ما كان في السابق. فتشاهد أنواعا مختلفة وأنماطا عجيبة فهذا المكسور الجريح وذلك العاشق الولهان وتلك الكئيبة الحزينة والأخرى اللامبالية والمتعجرفة ومستخدم مغرور لا يرى الناس شيئا وهذا مصرقع وخفيف دم وآخر مجنون ولا يعترف بقيم وتقاليد ويتحدث عما يحلو له بعيدا متخطيا كل الخطوط الحمراء والبنفسجية. وتجد شريحة كبيرة (من خلال تجربة شخصية) مغرمة بالتلصص على الآخرين ومعرفة أسرارهم وسرقتها إذا أعجبتهم ويستمتعون بالدخول واقتحام أجهزة الآخرين مستغلين بذلك نقاط ضعف كثيرة تحدثنا عنها في هذه الزاوية لما يقارب من العام. هؤلاءالأشخاص لا يهمهم إلا رغباتهم الشخصية وينساقون وراءها متسلحين بالعلم الذي غرهم معرفتهم ولم يعلموا أنه يوجد هناك في الإنترنت من هو أعلم منهم بقدركبير. أيرضى أولئك أن يقوم أحد باختراق أجهزتهم والاطلاع على معلوماتهم وأسرارهم ومن ثم نشرها للعامة أو إطلاع أشخاص آخرين عليها؟ لا يعني أن تكون مالكا للمعرفة أن تستخدمها استخداما سيئا ولكن هذه المعلومة التي عرفتها هي مخصصة لوقت الحاجة فقط. وعلى الجانب الآخر يبرز لنا المستخدمون المساكين بقلة المعرفة واعتقاد بعضهم باستحالة اختراق الآخرين لأجهزتهم والاطلاع على محتوياتها ولكن هذا بالامرالهين أمام بعض مديري الشبكات الذي يعتقد أن كونه مدير شبكة يعطيه الصلاحية لفعل ما يريد وما يشاء بشبكته متناسيا أن هناك من يتربص به من الداخل والخارج. فالإنترنت شبكة موصولة ببعضها البعض بغض النظر عن فواصل الدول والحكومات وبالرغم من أن دول العالم الأخرى محمية من تهكير مستخدمينا الأفاضل والمشهود لهم بكثرة محاولات الاختراق ولكن هذا المنع لم يقف في وجه البعض الآخر منهم. إن مسألة الأمن والحماية أمر شائك ويصعب شرحه مهما أخذنا من الوقت لأنه كل يوم يظهر جديد وحديث في هذا الشأن ولكن الأهم فالأهم كما يحدث في كل مكان ولا عيب في أن نأخذ معلومات وخبرات من غيرنا في هذا المجال. مديري الشبكات والشركات وحتى الحكومات عليهم الانتباه لهذا الأمر بشكل جدي وليأخذوا مثلا لهم في ذلك الولايات المتحدة التي تستعمل أعمال وأساليب القرصنة في مجالات عدة ويوجد هناك شعبة خاصة لمثل هذه الاتجاهات وواجهت الحكومة مؤخرامطلبا من أحد القضاة بأنه يتوجب الكشف عن التقنيات التي تستخدمها الحكومة في عمليات قرصنتها على المشتبه بهم. الصين وروسيا وكوريا الشمالية كونت مؤخرا جيوشا لاستخدامها في ضرب البنية التحتية المعلوماتية لدول أخرى إذا استدعى الأمر وهنالك بعض الدول مثل العراق التي تسعى لتكوين فريق صغير يسمح لها بالقيام بمثل هذه العمليات. الكثيرون يسعون للصدارة في هذا العالم المجنون عالم الدوت كوم وعالم الأصفاروالواحدات ونحن كمستخدمين وكدولة يجب علينا اللحاق بهذا الركب ومحاولة حجزمكان لنا خصوصا أن العالم القادم يعتبر عالم الكمبيوتر والإنترنت ولقد أصبحت في الوقت الحالي الدول تستخدم الكمبيوتر في إجراء عمليات تفجير نووية بدلا من إجرائها في الطبيعة. يجدر بنا أولا وقبل شيء تحديث معلومات مديري الشبكات الأفاضل بما يتواكب مع العصر الذي هم فيه فليس ما درسوه أو تعلموه في أعوم سبقت على فرض أنهم حديثو التعليم ينطبق على الوضع الحالي ففي وقت أصبحت هناك شبكات لاسلكية وبلغ مستخدمو الإنترنت والكمبيوتر حوالي نصف المليار على حسب آخر احصائية ولنفرض أن القليل منهم يملك المعرفة والدراية والخبرة للقرصنة وأساليبها فكيف سيبلغ عددهم؟ كم من شبكة وشخص وحكومة سيتعرض لحركات أصابع هؤلاء الأشخاص؟ وكم من معلومة ستسرق وكم من مليون أو لنقل مليار ستكون الخسائر؟ كل هذه أسئلة يتوجب علينا معرفتها لنعرف مدى الخطر الذي نتعرض له في الوقت الحالي بسبب ضعف شبكاتنا. أنا أعلم حتى في أمريكا هناك شبكات ضعيفة ولكن لم ننظر للأسوأ لماذا لا ننظر للأحسن ونحاول أن نقتدي به؟ أرى من واجب كل مستخدم ولو على سبيل الشك لا اليقين أنه تعرض لمحاولة اختراق أن يقوم بإبلاغ مرجعه وهو في هذه الحالة شركة الإنترنت الموفرة للخدمة ومن واجب تلك الشركة أن ترفع شكاوى مستخدميها لمدينة الملك عبد العزيز ممثلة في وحدة خدمات الإنترنت لتقوم بدورها بالتصرف حيال ذلك ولكن يجب التنويه أن هذه العملية لا تتحمل سياسة راجعنا بكرة" فالمهاجم (الهاكر) ليس بالغباء حتى يستخدم نفس الاشتراك أو البروكسي أو حتى الاسم أكثر من مرة. الجميع مطالب بتأدية دوره في هذا المجال وكما الصحافة أدت دورها في نشر المعلومة وإيصالها لأكبر عدد من الناس ومنها قضية الرمز الأحمر Code Red والتي استمر النقاش حولها لشهر تقريبا ولا زالت مستأثرة بشبكاتنا في إصاباتها ولم يسلم منها إلا القليل رغم أنها كما قلنا في السابق أخذت هالة إعلامية أكبر من قضية فلسطين وقتل الاخوان هناك. الرمز الأحمر سيعود ولو بشكل آخر وسنعود للتحذير مرة أخرى ولكن كما حدث في السابق سيحدث في المستقبل ولن يتغير شيء أبدا وستظل الشبكات معرضة للأخطار بين وقت وآخر وسيبقى الوضع على ما هو عليه حتى تقع المطرقة على الرأس ولكن عند انكساره لن ينفع الندم. أما أنت أيها المستخدم الضعيف والذي ليس بيدك حول ولا قوة على حسب تفكيرك فأقول لك لِمَ لا توصد الأبواب في أوجه أولئك المتلصصين والجواسيس؟ تأمين نفسك يقع على عاتقك وليس على عاتق أحد آخر لذا من واجبك أن تحافظ على تحديث برنامج مكافحة الفيروسات وفحص جهازك من خلالها بشكل دوري (كل أسبوع) وأيضاعليك تركيب برنامج الحماية Firewall ليحميك وينبهك عن تعرضك لمحاولة اختراق من قبل شخص آخر وعليك بالحذر كل الحذر من المناطق غير الموثوقة على الإنترنت وأولها البريد الإلكتروني وآخرها المواقع الشخصية التي توفر برامج وأغاني وفلاشيات للتحميل. باختصار يجب عولمة الحماية والأمن لتصبح أمراً أساسيا ويملك كل مستخدم معرفة ودراية ولو بسيطة وأساسية لتأمين نفسه على الشبكة العالمية أما مديرو الشبكات الغافلون ومن هو على شاكلتهم فلينتظروا إلى أن يتم فصلهم وطردهم من وظائفهم ليقوموا بعدها بتحديث معلوماتهم ومتابعة ما يجري حولهم في العالم.
Shortcut
ليس من الضروري إذا ملكت المعلومة أن تصبح هاكرا يخاف منك الجميع.. همسة في أذن بعض شبابنا. يعاب على بعض المديرين عدم مناقشتهم لمسؤولي شبكاتهم وتنبيههم عن بعض الأخطار وكأن مسؤول الشبكة لا يخطئ ولا ينسى. الكثيرون تعرضوا للاستدراج على الشبكة والسبب الوثوق في من لا يعد أهلا للثقة وبالنسبة لي لا أثق بأحد على الإنترنت. من يدخل غرف الدردشة يصاب بخيبة أمل وما وصل إليه أخواننا وأخواتنا وبناتنا من مستوى التفكير ولا نظلم فئة قليلة ترفعت عن تلك الترهات.
fahad006@hotmailcom.


أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved