أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd September,2001 العدد:10567الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,جمادى الآخرة 1422

لقاءات

بعد اختتام فعاليات مهرجان حائل السياحي .. الأمير سعود بن عبدالمحسن في حديث لـ :الجزيرة
ندرك أهمية توافر البنية التحتية للسياحة .. وجادون لتكاملها بدعم حكومتنا الرشيدة ومساهمة رجال الأعمال
المهرجان بداية لإنجاز مشاريع سياحية طموحة وانطلاقتنا مبنية على أسس وخطط تطويرية
المجلس الأعلى للسياحة خطوة مباركة وسوف نقطف ثماره.. وخادم الحرمين بنظرته الثاقبة تلمّس أهمية إنشائه
* حوار: مريم شرف الدين
مدينة حائل أو كما يطلق البعض عليها (عروس الشمال) اضافت هذا العام صورة جديدة لواقع السياحة الداخلية وتحقيق جذب سياحي لهذه المدينة الحاتمية من خلال الانشطة الترفيهية والثقافية والرياضية والمعارض والامسيات الشعرية التي طرزت فعاليات مهرجان حائل السياحي (حائل.. بعد حيي) التي استمرت على مدى شهر كامل اكدت حجم القيمة السياحية التي تزخر بها هذه المنطقة.
المهرجان اختتم فعالياته بالحفل الخاص الذي اقامته الهيئة العليا للسياحة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل.. لتكريم الجهات التي شاركت في دعم فعاليات المهرجان من شركات ومؤسسات القطاع الخاص تقديرا منها لهذه المساهمة الفاعلة.
وما تشهده المنطقة من تطور.. ونهضة حضارية ملموسة يستحق تقدير الجميع وخصوصا مقابل المستقبل السياحي المشرق الذي ينتظر هذه المنطقة.
تطلعات سمو أمير المنطقة
وبهذه المناسبة.. أبدى صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل من خلال الحوار الذي اجرته معه «الجزيرة» تطلعاته الكبيرة للدور المنتظر من انشاء المجلس الاعلى للسياحة ومباركته لهذه الخطوة التي تمخضت من النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين.. وتلمسه لاهمية انشاء هذا المجلس الذي سيساهم في تغطية حاجتنا المستقبلية وايجاد اطر ومعايير جديدة تساعد على تنظيم العمل السياحي والارتقاء به نحو المنافسة العالمية في ظل تسارع تطور هذه الصناعة وخصوصا امام الثقل السياسي الذي تتقلده المملكة وموقعها المميز واحتضانها لأطهر البقاع بالعالم اضافة الى مقوماتها الثرية وتضاريسها المناخية التي تخولها للنجاح في هذه الصناعة.
كما اكد سموه من ناحية اخرى على ان المهرجانات السياحية لا تشكل سوى جزء من منظومة متكاملة التي ترتكز على التجديد وعناصر المفاجأة والاهم من ذلك سلامة التأسيس لها من البداية على الرغم من الجهد الكبير الذي يحتاجه كل فرع من فروعها ويتناسب مع كل منطقة من مناطق المملكة.
كما تحدث سموه عن مشكلة غلاء وارتفاع الايجارات والجهود التي تبذلها امارة المنطقة من دراسة هذه المشكلة التي تعاني منها المناطق السياحية في المملكة حتى يمكن تلافيها في المنطقة وإرضاء رغبات السياح فيها والشعور بعين الرضا من خلال المناخ السياحي الذي تسعى المنطقة لتهيئته وايجاد آفاق سياحية تساعد على بلوغ الاهداف المرجوة من هذه الصناعة.
حائل مؤهلة للأوائل سياحياً
نص الحوار مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل:
* سمو الأمير.. بعد أن اختتمت فعاليات مهرجان حائل السياحي (حائل.. بعد حيي) كيف ترون سموكم المكانة التي اصبحت تتبوأها منطقة حائل من الناحية السياحية؟
لا شك أن المنطقة بما حباها الله من مميزات كثيرة ومتنوعة مؤهلة لأن تكون ضمن المناطق الأولى سياحيا في المملكة وقد أوضحنا خلال افتتاح المهرجان هذا العام أن الاحتفال ما هو الا اعلان للبدء في انجاز المشاريع السياحية الطموحة التي نسعى لايجادها في حائل وقد حرصنا حقيقة على اهمية ان تكون الانطلاقة مبنية على اسس راسخة وقوية وفق نظرة علمية فاحصة وخطط تطويرية حديثة تتركز على ايجاد آليات ومشاريع جديدة ومختلفة سوف تختص بها المنطقة لهذا عكف فريق تطوير وتنمية منطقة حائل على اجراء الدراسات والبحوث النظرية والميدانية وقام بجمع المعلومات وتحليلها مع الفريق الاستشاري.
اما المهرجان هذا العام فقد كان بفعالياته مفيدا وحقق النتائج التي كنا نسعى لها ولله الحمد.
* وهل الانشطة الحالية ياسمو الأمير سيكون لها آثارها للتأكيد على مكانتها السياحية إلى جانب المناطق الأخرى التي أصبحت تشكل بانوراما خاصة في هذه الصناعة؟
حقيقة ندرك أهمية المهرجانات السياحية وقدرتها على تفعيل بعض الجوانب المهمة والمساعدة والمكملة في المنظومة التطويرية بالمنطقة ورغم تميز حائل واختلافها عن مناطق المملكة الاخرى الا اننا نسعى نحو ابتكار منحى جديد ومتطور في الاعوام القادمة بدءا باختيار التوقيت الافضل ثم بنوعية الفعاليات وتوسيع دائرة الفئات المستهدفة وتنامي العائد الاقتصادي والاعلامي واستفادة أهالي المنطقة وزوارها الاستفادة المضاعفة وقضاء أوقات ممتعة باذن الله بين روابي جبال أجا وسلمى.
وخلاصة القول إن مهرجانات حائل سوف تحمل خصوصية تميزها عن غيرها بالاضافة الى المشاريع السياحية القادمة التي ستكون حائل أو من يتبنى انشاءها مع تقديم خدمات متكاملة تريح زوار المنطقة وتضاعف اعدادهم مستقبلا بعد ان يجدوا كل وسائل الراحة والترفيه المباح.
قرار حكيم
* بعد تأسيس المجلس الاعلى للسياحة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. كيف تتطلعون سموكم لمستقبل السياحة في المملكة؟
ان تأسيس المجلس الاعلى للسياحة خطوة مباركة ونتطلع له بآمال كبيرة وهو قرار حكيم سوف نقطف ثماره باذن الله في القريب ولاشك ان مولاي خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بنظرته الثاقبة لمس أهمية انشاء هذا المجلس وحاجتنا المستقبلية لتنظيم أطر العمل السياحي والارتقاء به نحو المنافسة عالميا على ضوء تسارع وتطور صناعة السياحة في معظم بلدان العالم اليوم خصوصا وان المملكة بثقلها السياسي وموقعها المتميز واحتوائها على اطهر بقعتين بالعالم والعديد من المواقع الاثرية النادرة والمهمة بالاضافة الى تنوع تضاريسها وطقسها من مكان إلى آخر ووجود المناطق السياحية الجميلة فيها يدعونا للتفاؤل وانعكاس ذلك على اقتصادنا الوطني عبر تنوع موارده باذن الله.
* الدولة ايدها الله تتعامل مع السياحة كصناعة تمثل احد روافد الاقتصاد الوطني كما ذكرتم وتسعى لبذل قصارى جهدها لتوفير كافة المقومات التي تساعد على رفع مستوى هذه الصناعة. لكن سمو الامير امام هذا العطاء السخي من الدولة لايزال المواطن يشكو من ارتفاع وغلاء الاسعار في المناطق السياحية هل من تعليق لسموكم على ذلك؟
اولا يجب ألا تكون نظرتنا عامة واحكامنا قاطعة ويجب عند تحليل اي مشكلة دراستها منفردة دراسة متأنية وحلها بطريقة سليمة ونحن في منطقة حائل درسنا كافة المشاكل والصعاب التي واجهت المناطق التي سبقتنا الى هذا المجال ورسمنا خطة منهجية للقضاء على هذه الشكوى لكي يجد الزائر وسائل الراحة والضيافة باسعار معقولة ومنافسة.
خطوط مستقبلية للسياحة
* في هذا السياق سمو الأمير ماذا عن منطقة حائل؟ وما الاجراءات التي قامت وتقوم بها الامارة للحد من هذه المشكلة؟
لقد تم تأسيس هيئة عليا للسياحة بالمنطقة تتكون من مديري الادارات الحكومية ذات العلاقة وعدد من رجال الاعمال كما كلف فريق مختص وآخر استشاري عالمي لرسم الخطوط الرئيسية لمستقبل المنطقة السياحي ولن يقتصر عملهم فقط على اعداد الدراسة وانما سوف يتابعون
ملاحظة نواحي القصور مستقبلا وكيفية المعالجة السليمة ولكن منطقة حائل عموما تمتاز بأن هذه المشكلة لا توجد بها كما في المناطق الأخرى نسبة لاعتدال الأسعار في الوحدات السكنية فيها وتنامي أعدادها سنويا ومع هذا يجري إنشاء ما يمثل ثلث أعداد الوحدات الموجودة بحائل ولا شك أن استشعار رجال الأعمال أهمية دورهم من خلال المساهمة في الاستثمار في هذا المجال الحيوي عبر بناء مزيد من الوحدات وتقديم خدمات مريحة لزوارها بأسعار معقولة سوف يساهم بدفع عجلة التنشيط السياحي الى الأمام وذلك دون الاستعجال بالكسب السريع على حساب الزائر القادم للمنطقة وإنما تقنينه على سنوات أطول تكون بإذن الله ذات جدوى أفضل وأعم نسبة الى أن هذا المكسب سيدوم وقد سرني حقيقة نسبة إشغال الوحدات السكنية بمنطقة حائل خلال صيف هذا العام التي تجاوزت 97% وسرني أكثر ما عبر عنه زوار المنطقة من أنهم وجدوا ما سرهم في حائل.
توعية شاملة
* سمو الأمير.. هل المواطن في حاجة لشيء من التوعية حتى تكون له القدرة على استيعاب المفهوم الحقيقي للسياحة الداخلية؟
التوعية ضرورية في شتى المجالات وليس في مفهوم السياحة الداخلية فقط ولكن يجب أن تنطلق تلك الفعاليات التوعوية من مفهوم توعوي شامل يصل بأقصر الطرق للمتلقي وأن تكون الفعاليات مستمرة وعلى منهج وليست مرتبطة في وقت معين أو مناسبة محددة كي تأتي بالنتائج المرجوة منها كما أن من المهم أن تنفيذ وفق آليات وطرق حديثة تجذب أكبر عدد ممكن من المستهدفين.
أما المواطن السعودي فهو ولله الحمد على قدر من الوعي والمسؤولية والحرص على كل ما يساهم في تطور ونماء الوطن ولكن لا يمنع هذا من مضاعفة الجهود التوعوية لمزيد من تفعيل هذا القطاع المهم.
متطلبات للتطوير
* سمو الأمير.. هل المهرجانات التي نتعايش معها في كل منطقة في صيف كل عام والروافد الحالية السياحية الموجودة في كل منطقة هل هي كافية لتطوير هذه الصناعة؟
قلت في إجابة سابقة ان المهرجانات هي جزء من منظومة متكاملة والصناعة السياحية ترتكز على التجديد الدائم وعناصر المفاجئة والتشويق وهذا يعني أهمية استمرار العمل وتطويره ثم ان أفرع هذه الصناعة عديدة وكل فرع من فروعها يحتاج لجهود كبيرة ولوقت حتى يأتي بالعائد المأمول ولكن الأهم هو سلامة التأسيس لها من البداية ومعرفة ما يناسب كل منطقة منها وعدم اتباع طرق تقليدية لمجرد إقامة نشاط وإنما لابد أن يكون الهدف واضحا والنظرة بعيدة لتكسب المنطقة تميزا محمودا وتستفيد من هذه الصناعة كافة شرائح المجتمع سواء أهل البادية والحضر.
* وهذا يجعلني أتساءل بالنسبة لمنطقة حائل.. هل قرية مشار تعتبر رافدا كافيا لتحول سياحي يخدم هذه المنطقة؟
لقد تكررت كلمة كافي في أسئلتك أكثر من مرة وهي توحي برغبتك بمزيد من البذل والعطاء لهذا الوطن وأود أن أطمئنك بأن العمل الجاد والمدروس يسير على قدم وساق نحو الاتجاه الصحيح الذي سيعود على حائل وأهل حائل بكل خير في مجال السياحة وغيرها وفي الخطط بإذن الله إنشاء قرية سياحية متكاملة وفريدة على مستوى الشرق الأوسط يمتزج فيها القديم بالحديث والطبيعة بالإنشاءات الحديثة المتطورة مع تقديم خدمات سياحية عالية المستوى بأسعار في متناول الجميع، أما قرية مشار السياحية فهي قد أدت وتؤدي دورها وهي خاضعة لعمليات تطوير مستمرة من القائمين عليها شرعوا فيها من العام الماضي.
خصوصية المنطقة والتنظيم
* لو سألنا سمو الأمير سعود.. عن نظرته للسياحة في المملكة ماذا يقول؟ وهل أنتم مع السياحة الداخلية وممن يشجعونها؟
يجب أولا أن لا نغفل المكانة التي تحتلها المملكة في قلوب المسلمين عامة ولا منهجها الإسلامي وتقاليدها العربية الأصلية وهذه نقاط قوة وتميز للسياحة الداخلية في المملكة بحيث أن هذه المنطلقات تعطيها خصوصية لا تشاركها فيها أي دولة أخرى وهناك الكثير من أبناء الأمتين العربية والإسلامية من يهوى قضاء إجازته في أجواء كهذه وزيارة الحرمين الشريفين خصوصا مع توفر الأمن والأمان وتكامل الخدمات الضرورية ولله الحمد ولكن يجب أن يكون التنظيم محكما وميسرا في مجال التنشيط السياحي وأن يستشعر الجميع أهمية دوره سواء كرجل أعمال أو كفرد أو كهيئات متخصصة في هذا المجال ولا شك أن الكرم والضيافة العربية أمر تشتهر به هذه البلاد ولله الحمد.
وما نجاح موسم الحج إلا لتأكيد على قدرة بلادنا ولله الحمد على النجاح والتفوق في خدمة ضيوف بيت الله الحرام كما أن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني لا تألوا جهدا في سبيل تهيئته كافة السبل نحو راحة مواطنيها والوافدين إليها من كل مكان.
دعم مستمر
* افتتح سيدي صاحب السمو ولي العهد مؤخرا عددا من المشاريع السياحية بمنطقة الطائف في إطار زيارة سموه لهذه المنطقة كيف تثمنون هذه الرعاية من سموه؟
لا شك أن سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بدعمه المستمر لكافة المشاريع بكل المناطق ورعايته لها إنما يجسد الدور الحقيقي لما يقوم به قادة هذه البلاد لنهضتها وعلو شأنها في كافة المجالات.
ولا يفوتني هنا أن أذكر أن لتلك المشاريع الحيوية التي دشنها سيدي ولي العهد مكانة خاصة في نفسي لأني كنت ممن بدأها وعمل على تحقيقها.
* سمو الأمير هل تشعرون ان المسؤوليات تضاعفت عليكم سواء من خلال توجيه المواطن الى السياحة الداخلية واحتياجاته لبعض الروافد التي تخدم هذا الجانب؟ أو المشاريع التنموية التي أصبحت تتطلبها وتحتاجها المنطقة؟
لا شك أن المسؤولية جسيمة وأن احتياجات المنطقة على رأس اهتماماتي وأكثر ما يشغلني هو كيفية تحقيقها في أقرب وقت ممكن ونحن مدركون أهمية توفر كافة جوانب البنية التحتية للسياحة بالمنطقة وجادون في سبيل تكاملها بدعم من حكومتنا الرشيدة ومساهمة رجال الأعمال في ذلك.
مشاريع مستقبلية
* سمو الأمير.. هل من الممكن أن تطلعونا على المشاريع القادمة والمشاريع المنفذة بالمنطقة حاليا؟
لا شك أن المنطقة تحظى بدعم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني وحملت ميزانية الخير العديد من المشاريع كطريق الجوف الذي سيكون له تأثير كبير على المنطقة والمناطق الشمالية والوسطى وغيره من المشاريع المهمة وبفضل الله ثم بدعم حكومتنا الرشيدة فإننا نتطلع الى المستقبل بتفاؤل مفهم بآمال عظيمة وطموح كبير وقد وقعت عقود بعض المشاريع وجار ترسية مشاريع أخرى نأمل أن تسهم بدفع عجلة التطور بالمنطقة أما المشاريع المستقبلية فسندع هذه المشاريع تتحدث عن نفسها فعليا في القريب بما يعود على الجميع بالخير داعين الله العلي القدير بأن يحفظ حكومتنا الرشيدة وأن يديم على هذه البلاد استقرارها وأمانها وأن تشهد مزيدا من النماء بإذن الله.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved