أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd September,2001 العدد:10567الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,جمادى الآخرة 1422

منوعـات

وعلامات
«أمٌّ تخلّت، وأب مشغول».!
عبدالفتاح أبو مدين
* أمس الأول، توجهت أفواج أبنائنا وبناتنا، إلى مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم، يحدوهم وأولياء أمورهم الأمل في التحصيل المفيد، الذي يهيئهم لخدمة بلادهم وبناء مستقبلهم.. ذلك أن الحياة عمل، وقبل ذلك تحصيل معرفي، كل إنسان وإنسانة، حسب توجهاتهم وقدراتهم، وما يقدر لهم، خلال مسيرة التحصيل العلمي.. نرجو الله سبحانه أن يعينهم، ويأخذ بأيديهم إلى النجاح والى الفلاح!.
* إن هذه الألوف من الطلبة والطالبات، وراءهم آمال، في تلك البيوت التي انطلقوا منها إلى مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم.. آمال الأمهات والآباء وأولياء أمورهم، بمختلف وشائج القربى.. يترقبون في قلق نتائج تحصيل أولئك الأبناء والبنات، والآل ينفقون ويكدحون، ويهيئون كل الأسباب المتاحة، لأبنائهم وبناتهم، لكي يمضوا في التحصيل الدراسي، ويتفوقوا، ويحققوا نتائج يتمنى جميع أولياء أمورهم، ولعل الأمهات، في طليعة حاملات تلك الآمال القلقة والمقلقة، نحو نجح وتفوق وتميز تلك الأكباد التي تمشي على الأرض!.
* إنني لا أقول جديدا، ولا أقول شيئا غريبا، حين أذكر، بأن هؤلاء الأبناء والبنات، يحتاجون إلى رعاية أخرى، غير المأكل والمشرب وتوفير الملابس، ونقلهم من منازلهم إلى مدارسهم وجامعاتهم والعودة بهم، بوساطة سائقين، أو بولي الأمر وأبنائه الكبار.. الخ!
* لذلك، وضعت عنوان هذه الكلمة، تلك الشطرة من بيت شعر سمعته.. إنه العناية في دواخل المنازل، والمتابعة في المدارس والجامعات، واختلاط الأبناء والبنات، بتلك الصداقات، والمذاكرة، والمستوى الدراسي من خلال التحصيل.. إنها هموم كثيرة، غير أن المسؤولية لا تتجزأ ، إذا تذكرنا الحديث النبوي والتنبيه الشديد :«كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته»!
* إذا كانت تلك الحال، كما صورها الشاعر، وهي بالتأكيد، لا تنسحب على الجميع، غير أنها تمثل شرائح كثيرة! فإذا تخلت الأم عن رسالتها، وهي مدرسة كما صورها الشاعر، وتتحمل أكثر الأعباء وأهمها.. ثم الأب، وهو كفة التوازن، إذا تخليا عن رسالتهما، تصبح الحال كما قال الشاعر:


ومن رعى غنما في أرض مسبعة
ونام عنها تولى رعيها الذيب

* هذا المعنى الذي قاله الشاعر لا يرضي أحدا.. غير أن الحال التي نبصرها على الساحة في مجتمعنا، هي ما قاله الشاعر الأول: «أمّ تخلت وأب مشغول».. إذا من يرعى الأمانة، ومن يتحمل المسؤولية، وكيف نرجو نجحا عوضا عن الإنفاق والتعب، إذا لم نواصل أداء الرسالة كما ينبغي !؟
* إنها حال مقلقة.. إلا أن أولياء الأمور الآباء والأمهات، إذا أدوا رسالتهم وأماناتهم، فستكون إن شاء الله العواقب سليمة ومرضية. وأنا أذكر، ونحن في بداية عام دراسي جديد، ولا أريد إطالة الحديث في هذه القضية الهامة، من خلال هذه الزاوية، ولكني سأذكر بإذن الله من وقت لآخر.. وأقول للآباء، تابعوا تحصيل أولادكم، واذهبوا إلى مدارسهم وكلياتهم، لتعرفوا مسيرة أبنائكم، وراقبوهم في غدوهم ورواحهم، وغيابهم وسهرهم.. وأقول للأمهات ذلك، كونوا عونا وراعين وموجهين وناصحين، لا تتكلوا على الخادمات والسائقين! وتحملوا أماناتكم كاملة، فالله سائلكم عنها غدا، إذا فرطتم فيها، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.. واعطوا أبناءكم وبناتكم حقوقهم عليكم، في الرعاية والمتابعة والسلوك والغياب عن البيوت، ومن يخالطون ويخالطن ، قبل الوقوع في المحظور، من جراء التفريط والتقصير، وأنتم المسؤولون أولا وآخرا.. والله سبحانه وتعالى يقول :« إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved