أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
«الدور بين المسرح وواقع الحياة 12»
فهد الحوشاني
الحياة مسرح كبير مقولة مشهورة سنحاول ان ننطلق منها لنتعرف على وجه الشبه بين الدور في الحياة والدور المسرحي ، فعلى مسرح الحياة يؤدي كثير من الناس عدة ادوار بل انه ربما يؤدي ادوارا مختلفة متباينة في يومه وليلته، وتلك الادوار هي التي تشكل اجزاء«شخصيته» التي يعرفه من خلالها اسرته«زملاؤه في العمل »اصدقاؤه القدامى اصدقاؤه الجدد الخ.
ولو تمعنا أي واحد منا لوجدناه عبارة عن عدة ادوار، فالرجل يمارس دور الأبوة ذلك الدور لشخصية «نمطية» ولهذا الدور مواصفات خاصة ومتطلبات ثابتة وواجبات وحقوق معروفة في المجتمع ومواصفات هذا الدور محددة الا أن الاختلاف في الاداء الذي يرجع الى مالدى الشخص من ايمان باهمية هذا الدور الذي يقتضي منه انماطا معينة من الحوار والادائيات الخاصة والتي تعلمها دون نص أي شفاهة من تربيته الدينية واسرته ومجتمعه، ومنذ دخوله عتبة باب داره وانسلاخه من دوره السابق كموظف والذي أداه حتى الساعة الثانية والنصف.. يقوم بأداء هذا الدور وربما ينجح فيه وربما يفشل بحسب مالدى هذا الشخص من قدرات ومهارات واستعدادات وراثية فليس كل الاباء مؤهلين للقيام بهذا النوعية من الادوار بينما ينجحون في القيام بأخرى وهذا ربما يفسر الكثير من المشاكل الاسرية التي نتجت عن تساهل بعض الاباء في ادوارهم ونتيجة لضعف في قدراتهم واحيانا خروجهم عن النص او حتى خروجهم عن متطلبات الشخصية فيكون«ضعيفا» في ادائه او«منفعلا متشنجا» في تطبيقه او يكون ناجحا. ومن عوامل نجاح الرجل «بدور» الاب هو نجاح المرأة التي تقوم بدور رئيسي وهو دور الام وهو ربما يكون دور«سنيد» لدور البطل وهو الاب وفي بعض الاسر يكون الاب هو من يقوم بدور«السنيد»! وفي الصباح يلزم هذا الرجل القيام بدور آخر وهو دور الموظف وهذا الدور يتفرع الى عشرات بل المئات من التصنيفات المهنية مثل المدرس والطبيب والمهندس وغيرها وتفرض بعض تلك المهن الوظيفية «اكسسوارات وملابس خاصة مثل الطبيب المهندس الطيار الخ..» ويبدأ بالتهيئة النفسية والشكلية للاندماج في هذه الشخصية منذ ارتدائه «لملابس» الدور وحمله بعض «الاكسسوارات » مثل الاقلام الحقيبة ملف الخ ولو اخذنا موظفا في دائرة او مؤسسة كنموذج فما ان يصل ذلك الرجل الى مقر عمله حتى يستعيد دوره«كموظف» ويبدأ الاندماج منذ دخوله بوابة المبنى ورفع يده تحية للعاملين الواقفين احتراما له والذين يشكلون في بعض المؤسسات ادوار«الكومبارس» ولكن قد يتجاوز بعضهم بدوره ليصل به الى مصاف الادوار الهامة ويدخل ذلك الموظف المكتب ليضغط بسرعه الجرس طالبا من المستخدم او العامل الاسيوي القهوة او النسكافه والشاي حسب نوعية واهمية الدور والامكانيات«الانتاجية» للمؤسسة، ثم يبدأ الرد على المكالمات ومقابلة الجمهور ليبدأ تكرار الكثير من اللزمات الوظيفية الموجودة سلفا كخطوط عريضة للدور مثل اهلا وسهلا.. اية خدمة او وش عندك؟ تعال بكرة؟ او أية مصطلحات حفظها تخص الدور ثم يصل الدور الى ذروته عندما يطلبه رئيسه المباشر فاذا كان ذلك الرئيس يقوم هو ايضا بدور المتسلط المتعجرف فان صاحبنا سوف يحمل مجموعة اوراقه ويبدأ خطوات سريعة مرتبكة ويصلح ملابسه ويبدأ محاولة السيطرة على نفسه الذي اصبح له صوت.. وتبدأ خطواته سريعة ولكنه عندما يصل الى المكتب الذي وضع فيه من «الديكور» «والاكسسوارات» و«الاضاءة» واحيانا«مؤثرات صوتية» تنطلق من الراديو او جهاز التسجيل كل تلك العناصر المسرحية توجد لكي تدل على المستوى الوظيفي لشخصية المدير ونوعية دوره.. وللحديث بقية..
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved