أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

«الدعوة.. وظيفة من؟»
د. عبدالله بن محمد الرميان
يقام في هذه الايام بمدينة جدة المعرض الثاني ل«وسائل الدعوة الى الله» الذي تنظمه وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تحت شعار «كن داعيا» بعد نجاح المعرض الاول الذي اقيم في المنطقة الشرقية .
وقد اختارت الوزارة هذا الشعار لدعوة كل مسلم لحمل هذه الرسالة والقيام بهذه الامانة والتشرف والتطلع لهذه المهمة.
ولنا في هذه المناسبة ان نتساءل عن هذه الوظيفة العظيمة وهي الدعوة إلى الله من يضطلع بها؟ من اهلها؟
ان الدعوة إلى الله تعالى هي مهمة ووظيفة صفوة خلق من انبيائه ورسله الذين شرفهم الله بهذه المهمة من نوح عليه الصلاة والسلام الذي لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاماً يدعوهم الى عبادة الله تعالى ليلاً ونهاراً سراً وجهراً حتى رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي ختمت به الرسالات وما من نبي بينهما الا وبعثه الله الى قومه مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً كما قال تعالى «ولقد بعثنا في كل امة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت».
وليست هذه المهمة تقتصر على الرسل عليهم الصلاة والسلام بل يتشرف بها اتباع الانبياء الذين يسيرون على هديهم ويقتدون بهم كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم «قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني».
فمن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وتشرف بالانتساب اليه حمل هذه الدعوة وقام بهذه الوظيفة وهذا غاية العز والشرف حيث يقتدي ويهتدي بصفوة الخلق وخيار الناس «اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده».
ولذا عرف الصحابة رضي الله عنهم ذلك فأصبح الرجل منهم يدعو إلى الله تعالى ويحمل هذه الرسالة ويبلغ هذا النور الى قومه بمجرد دخوله في الاسلام حيث كانت وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ان يحملوا هذا الدين ويبلغوه إلى الناس فقد قال صلى الله عليه وسلم «بلغوا عني ولو آية».
وقال عليه الصلاة والسلام «ليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مُبلغ اوعى من سامع».
فهذا ابو ذر الغفاري رضي الله عنه قدم إلى مكة في أول الإسلام وقبل انتشاره فأسلم على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وارشده عليه الصلاة والسلام ان يكتم امره حتى يسمع انه قد ظهر فحمل هذا الدين الى قومه ودعاهم إليه حتى أسلمت غفار بكاملها.
ولم يكتف رضي الله عنه بقبيلة «غفار» بل انتقل الى قبيلة «اسلم» فدعاها الى الهدى حتى لانت واستجابت فجاء بهم الى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته من مكة فقال عليه الصلاة والسلام «غفار غفر الله لها واسلم سالمها الله».
هذا رجل واحد من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم عرف المهمة وقام بها خير قيام وعلم ان من انقذه الله من الكفر لابد ان يسعى لانقاذ غيره.
وهذا الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه من زعماء دوس دخل مكة حال دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فحذرته قريش من الاستماع إليه أو الجلوس معه حتى بلغ به الأمر أن جعل في اذنيه القطن لئلا يتأثر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما نصحته بذلك قريش لكنه رضي الله عنه رجل عاقل رشيد حاسب نفسه في هذا العمل وقال لها: انا رجل عاقل افرق بين الحق والباطل افلا استمع اليه واحكم في امره؟ فالتقى بالرسول صلى الله عليه وسلم وسمع منه فعرف انه الحق من ربه فسارع بالدخول في الاسلام وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله اني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع اليهم وداعيهم الى الاسلام فادع الله ان يجعل لي اية تكون عوناً فيما ادعوهم اليه فقال عليه الصلاة والسلام «اللهم اجعل له آية».
فرجع إلى قومه يدعوهم إلى الهدى فاسلم أهل بيته ونفر من قبيلته وامتنع الآخرون فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه نفور قومه وامتناعهم عن الدخول في الاسلام وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء عليهم بالهلاك جزاء اعراضهم وتكذيبهم لكنه صلى الله عليه وسلم دعا لهم ولم يدع عليهم حيث قال «اللهم اهد دوساً وآت بهم مسلمين» واوصى الطفيل رضي الله عنه بمواصلة الدعوة فقال له «ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم» حتى هداهم الله تعالى للاسلام على يديه رضي الله عنه حيث اقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر مهللين مكبرين.
وهكذا حمل الصحابة رضي الله عنهم الدعوة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغوا بها الآفاق وعلموا ان الايمان بهذا الرسول يقتضي حمل هذه الدعوة وأن الانشغال بهذه الوظيفة خير من الدرهم والدينار كما قال صلى الله عليه وسلم «لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم».
فكن داعياً أيها المسلم إلى ربك بقولك وفعلك واعلم أن هذه الوظيفة خير ما يقضي به الزمن وتفنى فيه الأعمار وتبذل فيه الأموال.
وهي وظيفة لا يقوم بها إلا صفوة المجتمع وخيار الناس واتباع الانبياء حقاً.
* جامعة أم القرى ص. ب 13663
amrr_sa@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved