أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

الثقافية

قصة قصيرة
اختناق بطيئ
أحمد القاضي
فتحت باب السيارة، دخلتها، جلست على مقعدها الأمامي، أشعلت سقف السيارة، أطفأت السيجارة في المنفضة أمامي، ملتصق بالمسند ظهري، ثم أغمضت عيني لأرى السماء صافية وقد ظهرت موديلات نجوم قديمة. انتابني شعور بإمكانية عدها. كانت مجاميعها المتقاربة توحي بفشلي في العد. نظرت لصديقي الجالس بجواري مغمض العينين، يمكن عدها أليس كذلك؟!
لم يلتفت قال: مع نهاية عد آخر نجم ستلفظ عيناك زبدها أمامك.
قلت: ليس هناك من بد فنحن أصلاً لا نرى
قال: أترى الطيور التي ربما ضلت طريقها في السماء
قلت: نعم
مارأيك لو أهديها ظلاماً طيب القلب
قلت: لا بأس.
فأطفأ سقف السيارة. قال لي: إنها لن ترى آخر شجرة حطت عليها كدروبنا. وافقته الرأي بعد أن شق سماء عتمتنا طائر حاولت اعتراضه بيدي ولازلت مغمض العينين. قال: لماذا تحد من حريته دعه ربما هو الوحيد من يقوم بشيء مرض. قلت له ونحن..
أجاب: لتفكر بشيء آخر.. الطيران نعم الطيران
الطيران؟ ربما نزاحم براءتها نحن بشرولا تناسق بين أجسامنا والفضاء.
قلت: جرمان صغيران لايزاحمان أحداً
قال: آحادهم كثيرة سيقتلعون حتى الأشجار التي نحط عليها
قالت: لنجرب.
شبكنا بين أيدينا. تنبه صديقي. لكن زجاجات الماء والمفرش الأرضي وباقي العصيرات إنها هناك في الخارج.
لا عليك هناك غيرها في انتظارنا«هكذا أسكته». شددنا قبضتنا إزاء بعض. كنا قد حاولنا قبل ذلك الطيران ولكن تراجعنا في الدقائق الأخيرة فصديقي نسي يلتها قبلاته الحارة لوالديه.
قال لي: نحن في السيارة وبابنا مغلق. أجبته: ومن قال إننا سنخرج.. نحن سنطير.
مددت ساقي وأنا لا أزال مغمض العينين كصديقي لفحات الهواء البارد في خبتنا داهمتنا تدحرجت زجاجات الماء من على المفرش الأرضي صوتها أوحى بذلك.
قال: لن تحاول فتح عينيك بالطبع.
وكيف أفتحهما وهما في الحالين سواء.
بقي أن أذكرك أن فردة حذائك اليمنى مقطوعة وأعتقد عيب نطير بحذاء مقطوع.
قلت: كل هذه الأشياء سنتركها.
: ونطير حفاة.
قلت: وعراة، ام تراها ماذا تلبس الطيور؟.
: ولكن الناس
لابأس الناس الناس
: أأنت متأكد.
: وأقسم لك أيضاً.
وإلى أين سنذهب فالمسافات التي نظن أنها شاسعة سرعان ما تضيق لتصحب عنق زجاجة ما.
قلت: البراغيث تعيش في عنق الزجاجة.
لكن نحن لسنا براغيث.
قلت له: ربما أصغر عند طيراننا، ثم أضاف: ألا تريد شيئاً قبل أن نغادرها؟
آه نعم.. سيجارة
وهل سمعت بسيجارة في فم طائر؟!.
لكنني أحس برغبة جامحة لها.
انس.. قلت لك
قال: هكذا نحن نغتص أفواه الآخرين لقول نعم
: سنجد هناك رغبات ألذ
لكن أين؟!
قلت: في عنق الزجاجة أمامنا.. اننا نطير الآن.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved