أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

القرية الالكترونية

أصحاب مواقع تعرضت للسطو
النت العربية غابة تحكمها اللصوصية فكيف نفكر في التجارة الالكترونية!؟
* كتب - حسين بالحارث:
يحاول أصحاب عدد من المواقع على الإنترنت البحث عن وسائل تحد من عمليات السطو على مواقعهم ومن ذلك استخدام برنامج phpNuke الذي يرى البعض انه قد يحد من تلك العمليات رغم اعتقادهم ان البرنامج لن يمنع السطو وان كان سيقلل من الاستيلاء على المحتوى والتصميم لانه فقط سيجعل الأمر أكثر صعوبة أو يحتاج إلى جهد أكبر ومعرفة أكثر رغم عيوب ذلك البرنامج.
ويقول بعض أصحاب المواقع الكبرى إن السطو لن يقف إلا في حالة إيجاد تشريعات تحفظ الحقوق وتوقف لصوص الإنترنت عند حدهم.ولهذه الظاهره في اعتقادهم أبعاد خطيرة تؤثر على نمو المواقع العربية على الإنترنت كما تحد من جعلها أكثر فائدة حيث يحرص كل انسان ان يحفظ جهوده لنفسه إلى ان يجد قانوناً يحفظ له تلك الحقوق وهو حق مشروع للجميع.
«الجزيرة» تابعت الظاهرة وسجلت عدداً من الملاحظات منها ان المواقع المستهدفة من اللصوص هي تلك المواقع الناجحة بسبب ما بذل فيها من جهود مضنية لأصحابها. وكذلك المواقع ذات المحتوى الذي له قيمة خاصة كالصور النادرة مثلا أما أخطراللصوص فهم سارقو البرامجيات التفاعلية وإجراء بعض التعديلات عليها ثم نسبها لأنفسهم.
ويجدر بنا قبل الدخول في محاورة بعض المتضررين من عمليات السطو تلك ان نذكراننا لاحظنا ان أحدهم قد سرق موقعاً سعودياً مشهوراً بكل مافيه ولم يغير سوى اسم الموقع فيما إمكانيات هذا اللص مكشوفة ومعروفة بمحدوديتها عبر منتدى مشهور حيث يجهل مجرد تركيب برنامج صغير كسجل الزوار ولكنه وبكل فجاجة ووقاحة كتب موضوعا في المنتدى يطلب تهنئته على موقعه الجديد وقد قمنا بتصوير الموقع ثم كتبنا له نسأله عن دفاعه أمام من اتهمه بالسطو غير انه اكتفى بتغيير ألوان الموقع وأماكن بعض الروابط لإخفاء معالم الجريمة.. الغضب.. الشجب.. الاستنكار
كان لقاؤنا الأول مع أحمد بكر عبده صاحب موقع المشاغب لتحميل البرامج وهو من أكثر المواقع تعرضا للسطو بكامل صفحاته. فقال عن موقفه من هذه الأفعال: الغضب.. الشجب.. والاستنكار.. وفي بعض الأحيان أقوم بمخاطبة الشركة المستضيفة لموقع السارق ولكن في غالبية الأحيان لا حياة لمن تنادي..
ماهو حجم الضرر الذي يلحق بكم جراء هذه التصرفات؟ ضرر نفسي في البداية يؤدي بطبيعة الحال إلى قتل أي رغبة في تطوير الموقع أو بذل أي مجهود به أو الإنفاق عليه ماديا طالما ان هنالك من سيحصل على كل هذا مجانا في النهاية بخلاف ان سرقة الموقع تؤدي إلى صرف الزائرين عنه خاصة حين يصبح هنالك أكثر من موقع تقدم نفس مايقدمه الموقع المسروق وبنفس الشكل تقريبا فلا يعود الزائر بحاجة الى دخول الموقع الأصلي.. ولا يخفى عليكم أي ضرر يعود على موقعي نتيجة لذلك..
الكربنة هي السبب!!
- كيف ترون انعكاس هذه الظاهرة على المواقع العربية على الإنترنت؟ من أهم أسباب تخلف المواقع العربية هي عملية (( الكربنة )) بين المواقع..لا أفكار جديدة.. لا مواضيع جديدة.. وبالتالي فسيظل استخدام الإنترنت بالنسبة للمستخدم العربي في نفس النطاق ولنفس الأهداف دائما بدون محاولة ادخال أي فوائد لها مستقبلا (( مثال بسيط.. انظر كم موقع عربي يقدم خدمة الايميل المجاني في الإنترنت وانظر كم موقع للشعر وإرسال الكروت )) المواقع التي تقدم خدمات تكاد تكون معدومة مقارنة بالمواقع التي لاتحتاج سوى إلى عملية قص ولصق من مواقع أخرى.. بخلاف ماسبق وذكرت من قتل أي رغبة في صاحب الموقع لتطويره طالما ان حقه غير محفوظ ولتبقى بذلك غالبية المواقع العربية ((محلك سر)) .
-هل فكرتم في الاتجاه الى جهة ما لحفظ حقوقكم؟
فكرت بالتأكيد ولكني لم اهتد الى جهة معينة يمكن الاعتماد عليها بخلاف المستضيفين الذين ندمت في الغالب على الاتصال بهم..
اذاً هل تطالبون مدينة الملك عبدالعزيز او غيرها بحفظ حقوقكم؟
أعتقد انه من الأفضل إنشاء جهة خاصة لتسجيل المواقع ويفضل ان تكون هذه الجهة تابعة لمدينة الملك عبد العزيز على ان يتم تحصيل رسوم رمزية من الراغبين في تسجيل المواقع لديها وذلك لمجابهة أي مصاريف محتملة وحتى تتسم متابعتها بالجدية..
وتكون مهمة هذه الجهة تلقي الشكاوي من أصحاب المواقع عن أي سرقات لمواقعهم وتحديد ما إذا كان الموقع قد سرق أم لا.. ومخاطبة الشركة المستضيفه رسميا لإلغاء الموقع السارق.. اعتقد ان مستضيفا مثل الجيوسيتيز مثلا لن يعبأ بمائةرسالة احتجاج من صاحب موقع على سرقة موقعه لكني لا أظنه يستطيع تجاهل جهةرسمية تابعة لمدينة الملك عبد العزيز..
ربما لو كان هنالك إمكانية لتتبع آيبي صاحب الموقع السارق ((غالبية أصحاب المواقع يضعون ايميلاتهم للمراسلة في الموقع.. رسالة واحدة فقط ترسلها الى صاحب الموقع ويرد عليها تستطيع منها معرفة موقعه ومن اي شركة يتزود بالإنترنت)) في هذه الحالة يمكن للمدينة إصدار قرار ملزم بأن أي شخص يضبط متلبسا بسرقة موقع ما فانه سيلزم بسداد غرامة محددة وذلك حفظا لحقوق الملكية الفكرية ويمكن ان يكون هنالك اتفاق في حالة ما إذا كان تحرك الجهة واكتشافها للسرقة تم بناء على شكوى من صاحب الموقع الأصلي ان يكون له نسبه الغرامة في هذه الحالة.. وان يكون مبلغ الغرامة بالكامل للمدينة في حالة اكتشافهم السرقة بذاتهم دون ابلاغ من صاحب الموقع.. وسيكون هذا حافزاً للجهة التابعة للمدينة ان تنقب خلف المواقع المسجلة لديها لتحصيل اي غرامات ممكنة..
الأفكار كثيرة والحديث يطول.. ولكن هل هنالك حقا جهة تهتم أو أحدا يفكر في حمايتنا؟!
عقليات صغيرة خلفها
كما تحدثنا الى عبدالله الجطيلي صاحب موقع ومنتدى «ارواح هائمة» فقال: لاشك إن هذه أفعال.. مشينة.. وسيئة إضافة إلى أنها.. أذية.. للآخرين فهي تنم عن عقليات صغيرة وضعف في الإيمان.. والفكر.. والعقل .هل تعرض موقعكم للقرصنة؟
نعم للأسف.. لقد طالت أصابع القرصنة موقعنا.. ولكن نحمد الله إنها لم تتعد التصميم فقط. ولكن حتى سرقة التصميم مزعجة فهي تفقد الموقع تميزة.. إضافة إلى أنك تشعر بالغضب عندما تعلم أن جهدك وتفكيرك قد سرقه آخر.. بدون تعب.
وهذا سبب ضررا نفسيا وماديا ويشعرك بان عالمنا متخلف ولا أخلاقي رغم أننا مسلمون يفترض اننا من يعلم الأخلاق للآخرين.
وهو ضرر كبير في ابعاده لان الكثير من المواقع العربية أغلقت وضاعت جهود.. وأعمال.. ومحتويات مفيدة.. وهناك خسائر كبيرة يتحملها أصحاب تلك المواقع المسروقة
المدينة مسؤولة ماذا يمكنك ان تفعل ازاء هذه الافعال؟
فكرنا في حفظ حقوق الموقع ولكن ببساطة لاتوجد جهة رسمية تحفظ تلك الحقوق.. أو حتى تأمن عليها من اللصوص والمخربين.
لهذا نطالب الجهات الرسمية وبالأخص مدينة الملك عبد العزيز.. لتحمل مسؤولياتها تجاه السعوديين الذين يسهمون اسهاما جبارا في المواقع العربية على الإنترنت.. فنحن بحاجة الى من يحفظ حقوق كل موقع سعودي.. على شبكة الإنترنت.. من هجمات القراصنة ومن سرقة التصاميم.. فالجهود التي يبذلها.. كل شخص.. لإظهار موقعه بالشكل المطلوب.. تستنفد وقتا وتعبا مضنيا وبالتالي فان هذاالتعب يستحق الحماية والتأمين.. ضد هجمات الصبيان.
شركة عربية متهمة
كما التقينا «اليكترونيا» سمحان بن سالم الكثيري صاحب موقع «الكثيري نت»
وهو صاحب قضية غريبة حيث يتهم موقعا يبيع التصاميم بالسطو على تصميم موقعه وبيعه على زبون لدى ذلك الموقع الذي يعرض خدمات التصميم ضمن خدمات أخرى فقال: نعم تعرض الموقع للقرصنة وسرقة التصميم.. ولكنني لا أستبعد أن اللصوص حصلوا على قاعدة بيانات منتدانا أيضاً.. وللأسف فان من قام بذلك هم شركة عربية..!والحقيقة أن البعض يعتقد أن الكثيري.نت تصاميمه مأخوذة من مواقع أخرى..وأحب أن أؤكد هنا.. أن الموقع كاملا ليس إلا جهد شخصي.. على مدى عام ونصف..
الاستئذان يحل المشكلة
هل أوضحتم موقفكم من عمليات السطو تلك وتبينون الفرق بين الاقتباس والسطو؟
الحقيقة أن عملية الاقتباس أو النسخ من الموقع قد لا تدخل تحت مسمى القرصنة إلا في حالة واحدة وهي عند الاقتباس وعدم ذكر المصدر.. وبالطبع كل هذا يهضم حقوق الكثير من المبدعين في الإنترنت.. ويجعل الكثير مترددين في نشر إبداعاتهم الفكرية والأدبية من شعر وخواطر وقصص ورسومات.. إلخ!ويفترض على كل من يقوم بالاقتباس أن يقوم بالاستئذان وبعد ذلك ذكر المصدرالأصلي .
ماهي الأضرار التي لحقت بكم؟
لم يصب الموقع بضرر مادي.. ولكن قد يكون أكبر الضرر.. هو أن تشاهد جهودك تباع في الأسواق.. وتنسب لغيرك.. وفي الأخير تتهم بأنك أنت من قمت بالسرقة.. وليس هم..!
البيع لمن يدفع أكثر
كيف ترون انعكاس هذه الظاهرة على المواقع العربية على الإنترنت؟
لو نظرنا لهذه الظاهره من جميع جوانبها سنجد أنها قد تكون إيجابية نوعا ما.. حيث أن هذا الاقتباس سيساعد على انتشار المواقع العربية.. وبالتالي ازديادها.. ومن قام بالاقتباس اليوم.. حتما سيستفيد من ذلك.. وسيتمكن في المستقبل من التعديل والتطوير.. وبالتالي سيبدع تصاميمه الخاصة.. وأنا لا أعترض أبدا على أي شخص يقتبس من موقعي حتى لو كان بدون إذن.. بالطبع هذا دليل نجاح وشهرة الموقع.. لكن أن تقوم شركات التصميم العربية بسرقة جهود الآخرين وبيعها لمن يدفع أكثر..!
فهذه المصيبة..!
انت في سلطنة عمان فهل لديكم جهة يمكنها حماية حقوقك؟
الحقيقة لا توجد جهه لحفظ الحقوق في الوطن العربي كله.. وقد ذكرت بأنني لاأعترض على الاقتباس من موقعي أبدا.. ولكن نقطة الأعتراض على من يقوم بالاقتباس.. ومن ثم بيعه لمن يشتري..!والحقيقة أنني أتمنى الإسراع في إيجاد تشريعات للانترنت في عالمنا العربي خاصة اذا أردنا مثلا نمو تجارة الكترونية فيجب حفظ حقوق المبدعين ليس في مجال التصميم.. وإنما في جميع المجالات.. رغم اعتقادي أن تحقيق هذا الأمر قد يكون صعباً جداً.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved