أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

محليــات

لما هو آت
أبناؤكم، ، عند السُّؤال
د، خيرية إبراهيم السقاف
نستشرف جيلاً من الرجال والنساء قادرين على مواجهة الحياة بكلِّ عنفوان مُعطياتها، مع كافَّة مُتغيراتها، ولا أحسب أنَّ أحداً يجهل ما هنالك من زحف ساحق لكثير من القيم الأساس التي تمثل «قاعدة» التَّكوين لفروق التّوجهات بين إنسان وآخر، يختصُّ بها المجتمع المسلم دون سواه، ، ، هي في «حرج» مع تكالب المؤثِّرات الوافدة من موجات الحركة القوية الدَّافعة للحياة في أوجهها العامة والخاصة في حياة الإنسان،
ولا أحسب أنَّ أحداً ينكر أنَّ ما يختصُّ به المجتمع المسلم من القيَم يختلف عنه أيُّ مجتمع إنساني آخر، ، ، ، على أنَّ ما في هذا الاختصاص والتميُّز يتعرض مع هذا الزحف السَّاحق إلى أن يظل هذا المجتمع يلفظ قيمه شفاهةً، ويتحدَّث عنها قولاً، بينما في الواقع الملموس المطبَّق لا يفعل، فتسري موجات التَّبدل لهذه القيم فتلحق بالجيل من الرجال والنساء فتهوي بهم القاعدة التي تتحوَّل إلى بناء هشٍّ لا يصمد مع دولبة الحياة في عنفوان سيرورتها، ، ،
لذلك فإنَّ مَن نستشرف قدرتهم على الحياة سيكونون غير قادرين على مواجهة الحياة فلا هم مع هؤلاء، ولا هم مع أولئك، ، ،
ولعلَّ من أسباب التخوُّف على هؤلاء الذين هم «المجتمع» المسلم في المستقبل ما انتشر من مفاهيم، وما هو عليه من واقع سلوك غدا «عادات» داخل الأسر الصغيرة، فالأبناء في منأى عن الآباء، والآباء في منأى عن الأمهات والأسرة موكلة أمورها إلى «الإنترنت» وشاشات التلفاز، ومفاتيح العربات، والهواتف النقالة، فلا توجيه مباشر من قِبَل الآباء، ولا رعاية حذرة من قبل الأمهات، والذي يتولى الآخر هم «الأصحاب» والذين هم بدورهم تحت طائلة التفكُّك الأسري، ، ،
ومن منطلقات هذا الوضع تخفت شعلة القيم التربوية في بناء هذا الجيل، ولعلَّ «السجون» تشهد شهادة حق، ومستشفيات التأهيل، والمراكز الاجتماعية، ومكاتب الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس، وشؤون الطلاب في الجامعات، وبريد الكتَّاب ذوي التَّوجهات الإنسانية، كما أنَّ العيادات النَّفسية لم تعد تخلو من مراجعات مَن هم في مراحل من العمر كان من الواجب عدم زجِّهم في متاهات الاغتراب النفسي، والتصدُّع، ، ،
إنَّ هناك من الآباء وأولياء الأمور من يزجُّون بأبنائهم في السُّجون زجَّاً لعدم قدرتهم على مواجهة مشكلاتهم، وما هي الأسباب؟!
لعلَّ تحركاً عاجلاً نحو إعادة النظر في كثير من القيم المتسلِّلة والهاربة، ولعلَّها مسؤولية مشتركة تبدأ بتأهيل أولياء الأمور في شؤون مسؤولياتهم المباشِرة بإعادة تأهيلهم أنفسَهم، ، ، ، ولا ما يمنع من وضع ضوابط اجتماعية يكون فيها الولي أمام هذه الضوابط مسؤولاً يقع عليه الأمر بإيقاع العقوبة النظامية عليه لأي تفريط يكون ناجماً عن تفريطه، ، ،
فكيف نستشرف جيلاً قوياً آمناً من التَّشوهات النَّفسية، والذهنية، والوجدانية، بل العقلية، والسُّلوكية في النهاية والآباء في منأى والأمهات كذلك، ، ، ،
بل حتى الفئات التي تحرص على مباشرة التربية تضطَّرب في تحييد القيم التربوية في ضوء تكالب اضطرابها أمام الصِّفات التي يمكن أن توسم بها فيما لو أنَّها كانت مع المحافظة أو مع التَّفريط،
إنَّ لا وسطية الآن في أمور النشء في ضوء تكالب المتغيرات، وتداخل المفاهيم، وتبدُّل السلوك الفردي في الأسرة المسلمة، ، ، واللَّه تعالى وضع الابن خامةً بين يدي أولياء، جديرٌ بهم أن يرعَوْه حق رعايته، لأنَّهم مسؤولون عنه حقَّ السُّؤال،

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved