أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

في الشأن الاجتماعي
«1»
اصطحب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله صديقه الشاعر حسين سرحان رحمه الله إلى مسؤول كبير لتوظيف الأخير في وظيفة «كاتب» فسأل المسؤول حسين سرحان هل لديك شهادات دراسية وعملية؟ فغضب حسين لهذا السؤال قائلا له: لديّ شهادة الإخلاص.. إن كان لديك أنت شهادات!!
والسؤال لا يزال اليوم يتكرر في الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص دون الانتباه لعبارة السرحان الرائعة التي يتجاهلها كثير من المسؤولين اليوم وهي «شهادة الإخلاص» وشهادة الإخلاص هي للدين والمليك والوطن.
«2»
قال الكاتب الكبير نجيب محفوظ «لو كان لشيء أن يبقى على حال.. فلمَ تتغير الفصول؟».
«3»
الأخيار في هذه البلاد الطيبة كثر بإذن اللّه تعالى لكن هذا الكثر تختلف مقاييسه قولا وعملا فمنهم من يقول أمام الناس سأفعل وأفعل وهو قول وليس عمل ومنهم من يشيع عبر تصريحات صحفية بأنه فعل وفعل وهو أيضا قول وليس عمل هذه الشرائح القائلة بدون عمل تتباهى وتتاجر بالقول لكي يقال: إنهم كرماء وأسخياء وهي تجارة مع الإعلام فقط . وهناك شرائح تفعل بدون قول لأن تجارتها مع اللّه تعالى وما قرأته في مقال الأستاذ عبد الله عمر خياط في عكاظ عن الشيخ حسين شبكشي قوله «إن الشيخ حسين يمنح جل وقته لخدمة الشأن العام من خلال المشاركات المختلفة» وما كتبه ايضا الأستاذ عبدالله باجبير في الشرق الأوسط عن الشيخ حسين شبكشي في قوله «قد يستمد المرء قيمته من ماله أو سلطته أو جاهه أو وظيفته.. ولكنه أيضا قد يستمدها من عمل خير وهي قيمة تبقى بعد أن تزول قيمة المال والسلطة والجاه والوظيفة .. «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». وقد يجمع المرء بين وجاهات المال والجاه وعمل خير ايضا فتتضاعف قيمة الفعل.. ويتأكد دوره في الحياة ويثري العمل الخيري والاجتماعي الذي يقوم به صديقنا الشاب رجل الأعمال «حسين شبكشي».
والعمل الخيري الخالص للّه تعالى صفة نبيلة محببة ترفع صاحبها عند الناس وأهم من ذلك ترفعه عند رب الناس. وحسب هذا العمل شرفا حث النصوص الشرعية عليه وإشادة الناس به من قديم الزمان. وتاريخ الثقافة العربية وغيرها من الثقافات الأخرى سجل قديم جديد يشيد بهذه الصفة ورفعه مكانا عليا وهي صفة واسعة المعنى تتجاوز دائرة بذل اليد وبسطها بالعون والمعروف لأن اليد المبسوطة السمحة تدل على نفسية مبسوطة سمحة وحب للخير وحدب على الناس وثقة عميقة باللّه عز وجل وأنه المالك الحقيقي لكل شيء وأنه ا لرازق المنعم وأنه الغني المدبر وانه الذي يخلف على الإنفاق بمثله وخير منه.
ولا شك أن إجماع كاتبين كبيرين في حجم الخياط وباجبير على تزكية الشيخ حسين شبكشي في الأعمال الخيرية يؤكد التمايز والتميز لهذا الرجل.
قال يحيى بن معاذ الرازي «عجبت ممن يبقى معه مال وهو يسمع قوله تعالى إن تقرضوا اللّه قرضا حسنا يضاعفه لكم التغابن الآية 17 وقال ابن كثير في قوله تعالى «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين» سبأ الآية 39.
قال يخلفه عليكم في الدنيا بالبذل وفي الآخرة بالجزاء والثواب . وقال عليه الصلاة والسلام «كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس أوقال حتى يحكم بين الناس .. قال ابن القيم رحمه الله «إن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم أو كافر ، فإن الله يدفع بها أنواع من البلاء وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرّون به.
وقال الفضيل بن عيّاض «من المعروف أن ترى المنّة لأخيك عليك إذا أخذ منك شيئا لأنه لولا أخذه منك ما حصل لك الثواب .. وأيضا فإنه خصّك بالسؤال ورجا فيك الخير دون غيرك» وكان الليث بن سعد يقول «من أخذ مني صدقة أو هدية فحقه عليّ أعظم من حقي عليه لأنه قبل مني قرباني إلى اللّه عز وجل».
وهذا سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث رحمه ا لله ينشرح صدره إذا رأى سائلا على بابه ويقول «مرحبا بما جاء يغسل ذنوبي».
عندما نزلت الآية الكريمة «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» سارع الصحابة وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو أيوب الأنصاري رضوان الله عليهم إلى إخراج أموالهم للصدقة طمعا في أن ينالوا درجة البر عند اللّه تعالى. وكان ابن عمر رضي اللّه عنه إذا أعجبه شيء من أمواله سارع إلى التصدق به.
«4»
أستعير اليوم قول الشاعر بندر بن سرور رحمه الله مع بعض التصرف عندما أتذكر سجايا وفضائل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز رحمه الله على الناس والأثر الكبير والفراغ الأكبر الذي تركه سموه على الساحة:


ولّي عجوز من وراء قصر شدّاد
سمّت ولدها على طير الفلاحي
تبيه يصير مثل فهد ولا فاد
صار معثور ومكسور الجناحي

مساعد بن سعدون أبو غازي

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved