أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

بعض الصغار تركوا الذهاب إلى المدرسة تجنباً لوحشية جنود الاحتلال
الفظائع الإسرائيلية تؤثر على أجساد وعقول أطفال فلسطين
* نابلس من ميرال فهمي رويترز :
منذ شهور يصحو ناصر ابو ثابت البالغ من العمر عشر سنوات في منزله في الضفة الغربية غارقا في العرق البارد محدقا في ملابسه وصارخا لانه يعتقد انها مغطاة بالدماء.
وكان التلميذ الفلسطيني قد غطي بالدماء بالفعل في مايو ايار الماضي عندما حوصر بين قتيلين قتلهما الجنود الاسرائيليون بالرصاص اثناء محاولتهم قمع الانتفاضة الفلسطينية.
وتقول والدة ناصر ان ابنها كان يقف بالقرب من نقطة قتال مع مجموعة من الاطفال الآخرين عندما قتل احد اقاربه.
وركض الصبي صوب الرجل ففوجيء بقتيل آخر يسقط فوقه.
وابلغت رويترز من مخيم للاجئين بالقرب من نابلس : كل ليلة يصحو صارخا : امي ازيلي الدم وهو يرتجف وتكون حرارته مرتفعه. وفي الصباح يلتصق بي ولا يكاد يتحدث.
و استشهد اكثر من 570 فلسطينياً في الانتفاضة المستمرة منذ نحو 11 شهرا ضد الاحتلال الاسرائيلي. واثرت الاعتداءات الاسرائيلية على ألوف آخرين فقدوا سلامة عقلهم.
وقالت سهاد الجابي رئيس وحدة الاستشارات النفسية في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية حيث يعالج ناصر «الحروب تسبب صدمات نفسية».
وأضافت : لكن لان هذه الحرب تشن امام اعين الناس مباشرة وليس على جبهة قتال بعيدة فان اثارها تكون اقوى بشكل خاص.
والجمعية ليست هي المركز الوحيد الذي يقدم خدمة اعادة التأهيل النفسي في الضفة الغربية لكنها تضم العدد الاكبر من الاطباء النفسيين. كما انها كانت رائدة في بدء خدمة «الخط الساخن» بعد اندلاع الانتفاضة في سبتمبر ايلول الماضي.
ومرتادو المركز اغلبهم من الاطفال الذين لم يتمكنوا من التعايش مع العنف اليومي والجرحى من المقاتلين او المدنيين واسر فقدت احد افرادها في القتال.
والكوابيس المتكررة والمخاوف الشديدة والانهيار العقلي من بين اكثر الاعراض شيوعا.
قبل الانتفاضة كان المركز يستقبل اقل من 300 حالة سنويا اغلبها لنساء يشكين من سوء معاملة الازواج. لكن الآن لا يتمكن نحو 15 طبيبا نفسيا من متابعة حالات مئات المرضى الذين يتدفقون على المركز كل شهر.
وفي حصص الرسم في المركز يرسم الاطفال الصغار بقع دم واشكالا مطموسة الملامح للقتلى.
وعاش احمد عويس «سبع سنوات» وهو من قرية على مشارف نابلس حالة من الفزع من الذهاب إلى المدرسة. فكان يكذب على امه ويدعي المرض او يخرج للتجول في الحقول المجاورة حتى يحين موعد عودته.
اتصلت امه اسماء صنوبر بالمركز وبعد اسابيع من العلاج اعترف احمد ان الجنود الاسرائيليين احتجزوه لان زملاءه كانوا يلقون الحجارة عليهم.
وأضافت : لا نعلم حقيقة ما حدث لكن شيئا حدث بالتأكيد فهو يحلم انه يختنق حتى الموت. ولم يذهب احمد إلى المدرسة مرة اخرى الا بعد ان فتح القرويون طريقا آخر لها لا يمر بالجنود.
ويحاول الجيش الاسرائيلي دون جدوى ان ينفي ان يكون جنوده يستهدفون الاطفال. فيما يدعي المسؤولون الاسرائيليون ان الفلسطينيين بتشجيع اطفالهم على الخروج للشوارع يعرضون حياتهم للخطر لجذب تعاطف العالم. لكن الفلسطينيين ينفون ذلك.
ويشكو الاطفاء النفسيون في المركز انهم إلى جانب العنف يتعين عليهم مواجهة معتقدات خاطئة سائدة بين الفلسطينيين منها ان من يتلقى العلاج النفسي يجلب العار على اسرته وان الخوف والحزن من مظاهر الضعف.
وقالت الجابي : الانتفاضة فتحت لنا ابوابا كثيرة لكن مازال هناك الكثير من العوائق.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved