أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th September,2001 العدد:10568الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

الانتقال بين شقي قطاع غزة تجربة مريرة ومخيفة
نقاط التفتيش الإسرائيلية تفرق شمل العائلات الفلسطينية
* غزة من نضال المغربي رويترز :
تعيش شريفة بركات الفلسطينية على مسافة 20 دقيقة بالسيارة من ابنتها الكبرى في جنوب فطاع غزة ولكنها كمن يعيش في قارة أخرى.
منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر أيلول من العام الماضي شقت نقطة تفتيش اسرائيلية قطاع غزة المزدحم بالسكان الى نصفين وجعلت الانتقال بين النصفين كابوسا مزعجا اذ تستغرق الرحلة أحيانا يوما بأكمله.
قالت شريفة وهي أم لعشرة أبناء : لا نعرف متى تفتح نقطة التفتيش.
وحتى اذا كانت مفتوحة فان التأخير قد يستمر عدة ساعات.
الناس لا تحتمل هذه المشقة من التأخير والتعرض للخطر بين نقاط التفتيش.
رأت شريفة ابنتها منال التي تعيش في جنوب غزة مرة واحدة فقط خلال الاحد عشر شهرا وذلك في جنازة محمود شقيق منال الذي قتله الجنود الاسرائيليون أثناء صدامات القاء الحجارة في ابريل نيسان.
قالت شريفة «50 سنة» التي يعيش أغلب عائلتها في خان يونس جنوب غزة ان أقاربها لم يستطيعوا الاشتراك في تشييع جنازة ابنها لأنهم تأخروا عند نقاط التفتيش.
وكان محمود واحدا من 547 فلسطينيا استشهدوا منذ اشتعال الانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد توقف محادثات السلام.
أغلق الجيش الاسرائيلي طريق غزة الرئيسي عدة مرات وفي بعض الاحيان يستمر الاغلاق أياما وحال ذلك دون انتقال الفلسطينيين بين مدينة غزة ومدن بجنوب القطاع مثل خان يونس ورفح.
وحتى اذا كان الطريق مفتوحا يضطر سائقو سيارات الاجرة الى الوقوف في صفوف طويلة حتى يسمح لهم الجنود بالمرور.
بات الانتقال تجربة مريرة ومخيفة لدرجة أن عائلة بركات تكتفي بالاتصال بالهاتف الذي لا يفارق شريفة حتى تسمعه عندما تطلبها منال للحديث اليومي.
انتقلت عائلة شريفة بركات الى مدينة غزة بشمال القطاع قبل قيام الانتفاضة.
وسئم حسن علي وهو موظف الوصول الى العمل متأخرا يوميا بسبب التأخير عند نقاط التفتيش لدرجة أنه انتقل من بلدته رفح الى مدينة غزة.
قال : كنت أصل الى العمل عند الظهر تقريبا في وقت يعود فيه الموظفون الى بيوتهم. خفت أن أفصل من العمل ولذلك نقلت عائلتي الى غزة.
وأضاف انه شاهد جنودا اسرائيليين يسيئون معاملة الفلسطينيين عند نقاط التفتيش ويتعمدون تأخيرهم في الجو القائظ وهم يفتشون المركبات.
وتحت شمس حارقة تنتظر السيارات التي وقفت في صفوف طويلة وأغلبها بدون مكيفات دورها لاستجواب سائقيها.
قال علي : يتصرفون مثل سلطة احتلال. يشتمون الناس. واحيانا يرغمون بعضهم على خلع ملابسهم والرقص.
وكثيرا ما يضطر غازي حمد وهو صحفي فلسطيني من رفح الى المكوث لدى أقاربه في غزة عدة أيام لأنه يخشي الا يستطيع العودة الى العمل في المدينة قي اليوم التالي.
قال : أفكر في الانتقال الى مدينة غزة مثلما فعل كثيرون. نقاط التفتيش الاسرائيلية جعلت الرحلة عملية تعذيب.
وأضاف ان الجنود الاسرائيليين يتلاعبون بأعصاب الناس. أحيانا يفتحون الاشارات خضراء ثم فجأة يجعلونها حمراء بحيث لا يستطيع سوى عدد قليل من السيارات المرور.
قال : واذا تحركت عند ظهور اللون الاحمر يقتلونك بزعم انتهاك أوامر الوقوف للتفتيش.
ويشعر الفلسطينيون بالخوف من الدبابات والمركبات المصفحة وحاملات الجنود الاسرائيلية التي تقف في أغلب الاوقات عند نقاط التفتيش.
والجنود متوترون خشية ان تهاجمهم سيارات ملغومة أو مسلحون متنكرون كسائقين عاديين.
كما أن الجنود الاسرائيليين في حالة تأهب دائما لمطاردة ناشطين واعتقلوا مئات الاشخاص عند نقاط التفتيش منذ قيام الانتفاضة.
قال مسؤول أمني فلسطيني لرويترز طلب عدم ذكر اسمه بعض الناس قتلوا غدرا.
يتحجج المحتلون الاسرائيليون تارة بأن الضحايا كانوا يتصرفون بطريقة تثير الاشتباه. وتارة أخرى يتهمون الضحايا وهم ركاب أبرياء بمحاولة الهجوم على أهداف اسرائيلية.
وتفضل شريفة بركات عدم رؤية ابنتها منال لفترة طويلة على المجازفة بالرحلة الخطرة عبر نقاط التفتيش.
قال ابنها محمد : عند الوصول الى نقاط التفتيش عليك النطق بالشهادتين. ثم اشكر ربك لأنك خرجت سالما.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved