أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th September,2001 العدد:10569الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,جمادى الآخرة 1422

متابعة

المزايا العظيمة لملتقيات خادم الحرمين الشريفين
صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ
الحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، خلق فسوى، وقدر فهدى، والصلاة والسلام على إمام الهدى، وقدوة الورى، خير رسل الله وخاتمهم وعلى آله وصحابته، ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإن رسل الله الكرام صلوات الله وسلامه عليهم قد جاؤوا بالحق والنور لهداية الناس الى الصراط المستقيم ودعوتهم الى اخلاص العبادة لربهم وحده لا شريك له.
وحيث ختم الانبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم، وانقطع به وحي السماء، فلا نبي بعده، كان لزاماً على المصطفين من امته حمل دعوته، والنيابة عنه في التبليغ والبيان، والبشارة والنذارة، واقإمة الحجة على الخلق.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بانه لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين - وفي رواية: قائمة بأمر الله - لا يضرهم من خذلهم او خالفهم الى يوم القيامة، ولم تزل بحمد الله وفضله هذه الطائفة قائمة بهذا الامر، رافعة للواء الحق، محسنة حمل الامانة واداءها صابرة محتسبة مجاهدة.
فلا غرو ان نرى الاسلام اليوم بعد اربعة عشر قرناً من نزوله على محمد صلى الله عليه وسلم لما يزل وسيظل على صفاته ونقائه، وقوته وتماسكه، وقدرته على الاصلاح والاسعاد وجلب خير العباد دنيا وآخرة، وتحقق له قول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:« سيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار» فانتشر الاسلام والمسلمون في اصقاع الارض، ووجدوا في كل دولة، ومدينة.
وتحت ظروف متنوعة واسباب متعددة وجد ما عرف بمسمى الاقليات والجاليات المسلمة في معظم او كل دول العالم غير الاسلامي، وكانت الحاجة قائمة في هذه التجمعات الى مؤسسات وجمعيات ترعى شؤونهم، وتقوم بواجب الدعوة بينهم، وتسعى للمحافظة على هويتهم وقوة صلتهم بأمتهم، وكان واجباً على مجموع الامة التواصل مع هذه التجمعات ومؤسساتها، ومناصرة قضاياها، وبذل المستطاع في خدمتها والتعاون معها على البر والتقوى.
والمملكة العربية السعودية التي قامت منذ انشائها على اساس العمل بالكتاب والسنة وتحكيم الشريعة والقيام بواجب الدعوة، اخذت على عاتقها وفي مقدمة مسؤولياتها التواصل مع المسلمين حيثما وجدوا، والتعاون معهم على الخير، ومناصرتهم في الحق، ووزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد هي المعنية بهذا الامر بحكم اختصاصها، وقد قدمت في هذا السبيل الكثير الجليل من العمل الصالح النبيل.
لقد تميز ملتقى خادم الحرمين الشريفين الثقافي بمزايا عظيمة، فهو اجتماع سنوي لنخبة من اهل العلم والدعوة الاسلامية ، يلتقون، فينتقون اطايب الكلام، ويتواصون بالحق والصبر، ويمنح كل منهم اخوانه المشاركين خلاصة تجاربه وزبدة علمه.
ان من علامات النجاح للمجتمعين سنوياً في هذا الملتقى ان ارتسم هذا الملتقى المبارك في صفحة التاريخ، مؤكداً ثبات قدمه في طريق الدعوة الاسلامية ورسوخها، فقد جدد في اسلوبها وارتقى باهدافها، واحيا معاني الاعتصام بالكتاب والسنة وهدي سلف الامة، وفتح باباً من ابواب التعاون على البر والتقوى.
ويأتي ملتقى هذا العام متواصلاً مع الملتقيات التي سبقته في الاعوام الماضية، واستجابة لتوصيات ملتقى السنة السابقة، فحمل عنواناً رئيساً هو:«المؤسسات الاسلامية في مجتمع الجاليات والاقليات المسلمة..نظرة مستقبلية».
وهو بذلك يواصل خطواته الرائدة، فيضع لبنة متينة في سور حصن الاسلام العلمي والعملي، ويجمع في جنباته عدداً من اهل العلم والفضل، ليتفكروا ويتذاكروا ويتناصحوا، راجين من الله الهداية لاحسن القول واصوب العمل.
لقد كان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ودعمه اقوى الاثر وانفعه على مسيرة هذا الملتقى، ولا يخفى على كل المشاركين والمتابعين لاعمال هذا الملتقى سمو الهدف ونبل الغاية فيه، مما حداهم للثناء بالخير على راعيه والداعية اليه، ودعاء الله له بدوام التوفيق، وقبول العمل، ومضاعفة الثواب والاجر، كما نسأله ان يجزي سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الامير سلطان بن عبدالعزيز خير الجزاء على جهودهما المشهودة المشكورة في مسيرة العمل الاسلامي، والدعم المتواصل لخدمة قضايا الاسلام ونصرة المسلمين.
ان من تمام نعمة الله علينا وفضله توجه صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الى العمل الاسلامي، ورعايته لهذا الملتقى، ومتابعته الدقيقة وحرصه الشديد على نجاحه واستمراره، فقد ترسم مدرسة خادم الحرمين الشريفين، فالله نسأل ان يزيده توفيقاً ويجزيه خيراً، ويهديه للتي هي اقوم.
إن وزارةالشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، وهي تحمل من بين مسؤولياتها مسؤولية القيام على هذا الملتقى تخطيطاً وتنفيذاً، لتحمد الله على الثقة الكريمة، وتسأله العون والتسديد، وتجدد العزم المعقود على بذل الجهود المتواصلة، لانجاحه واستمراره والارتقاء به الى آمال داعمة وراعية وحسن ظن المشاركين فيه.
لقد كونت لهذا الملتقى لجنة تحضيرية من كبارمسؤولي الوزارة، وتفرع من هذه اللجنة لجان متعددة، لتوزيع العمل وحسن اتقانه، وتم تقسيم موضوع الملتقى الى ستة محاور رئيسة، ودورتين تدريبيتين، وفرعت تلك المحاور الى فروع جزئية بلغت عشرين فرعاً، وجرى استكتاب نخبة مميزة من العلماء والباحثين المختصين، بحيث قدمت ورقة مستقلة في كل فرع من فروعه.
ومن نافلة القول الاشارة الى ما بذل في هذا الملتقى من جهود مضنية متواصلة من الاخوة العاملين فيه من اعضاء اللجنة التحضيرية، واللجان الفرعية، والاخوة الباحثين المشاركين باوراق العمل، وكذلك الاخوة في الرابطة الاسلامية بالدنمارك الذين يقام ملتقى هذا العام بالتعاون معهم.
فالشكر والثناء مبذول موفور للجميع على ما قدموه من جهد وتجشموه من صعاب، والشكر موصول لكل الاخوة الحاضرين الذين لبوا الدعوة، وبادروا بالمجيء.
سائلاً الله جل وعز ان يجزي الجميع جزاءه الحسن، وان يجعل هذا العمل في صحائفهم البيضاء يوم القيامة، وان يرزقنا جميعاً التوفيق والاعانة والسداد، وصواب القول وصلاح العمل، وان يحقق لهذا الملتقى اهدافه المرجوة وثماره الطيبة.
* وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد
المشرف العام على الملتقى

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved