أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th September,2001 العدد:10569الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

الغانم جاء بالمختصر المفيد
وإليكم بعضاً من سبل السعادة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد اطلعت على ما كتبه الأخ خالد بن عبدالله الغانم بجريدتكم الغراء بعنوان «بين سعادة المؤمن وسعادة الكافر»، يوم الأحد 7/6/1422ه أسأل الله تعالى لك التوفيق يا أخ خالد لقد اشتمل مقالك على المختصر المفيد في المقارنة بين سعادة المؤمن وسعادة الكافر لاسيما في كلامك في السطرين الأولين في مستهل المقال وهو قولك «تتميز سعادة المؤمن عن غيرها بأنها سعادة روحية تنبع من أعماق النفس بينما سعادة غير المؤمن حسية تنتهي بانتهاء المؤثرات الخارجية.
وما أجمل هذا الكلام وما أنفعه لمن تأمله وأضيف إلى ما ذكره الأخ خالد فأقول: إن السعادة مطلب بحث عنه عقلاء الأمم وصنفوا فيه التصانيف فمنهم من قال إن السعادة في جمع المال وبعض الناس يظن أن السعادة في حصول المنصب وظن آخرون أنها بكثرة البنين فلم يجدوها في هذه الأسباب إذاً فما هي السعادة وما هي الحياة الطيبة؟
لقد كتب كثير من الكتاب في هذا الموضوع منهم كاتب إنجليزي في كتابه «كيف تعيش سعيداً»، والعجيب أن هذا الكاتب انتحر في آخر عمره!! لأنه أراد أن يدل الناس على السعادة فما وجدها لأن الله يحرم السعادة كل من لا يهتدي إليه.
«فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء» وأتى الكاتب الأمريكي «كارفيجي» في كتاب «دع القلق وابدأ الحياة»، وأسس أسساً وسن قواعد للسعادة بزعمه فهو يقول: ينبغي أن يسير من يريد السعادة على هذه الأسس والعجيب أنه ايضا قتل نفسه بسكين في حمام! وما اهتدى لأنه كصاحبه الأول إذن فما هي السعادة؟ وما هي المطالب التي تحصل بها السعادة؟
نذكر بعضها لعلنا نحققها لنحوز على تلكم السعادة المنشودة:
أولها: الإيمان والعمل الصالح: قال تعالى «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».
وقال: عليه الصلاة والسلام «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن اصابته سراء شكر كان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن».
الثاني:الإحسان إلى عباد الله عز وجل فأنت كلما أحسنت بمالك أو بجاهك أو بخلقك أو بشفاعتك إلى عباد الله شرح الله صدرك وأزال همومك وغمومك وأحزانك جزاءً وفاقاً ولذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدقات الكلمة الطيبة «والكلمة الطيبة صدقة».
الثالث: ذكر الله تعالى واللجوء إليه وكثرة الدعاء «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».
الرابع: أن تتخلص من الأفكار الرديئة الماضية فلا تفكر في المآسي التي مرت بك والغموم والأحزان التي انتهت وأدبرت بل تستغفر الله عز وجل من الذنب ولا تضيع زمانك بالاشتغال بذلك.
الخامس: الا تشتغل كذلك بالمستقبل اشتغالاً يلهيك عن الحاضر فإن بعض الناس يتعجل هموم أيامه المقبلة زواجه تخرجه بناءه وظيفته معيشته وهو لا يدري أيعيش أم يهلك فيومك يومك فحسب يقول عليه الصلاة والسلام: إذا اصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.
السادس: ألا تجعل قلبك مغذياً للحوادث والمشاكل العائلية والاجتماعية لأنك كلما اشتغلت بها كلما انهارت أعصابك وأصبت بمرض نفساني وأصبت بهم وغم لا يكشفه إلا الله عز وجل.
السابع: ألا تستسلم للفرغ واحرص على العمل والشاط وملء الفراغ بالمفيد من الذكر والعبادة وقراءة الكتب النافعة ونحو ذلك مما يصرفك عن الفراغ القاتل.
الثامن: أن تدعو كل صباح ومساء أن يذهب الله غمك وهمك وحزنك وجزعك وأن يكون معك وهناك دعاء مأثور في ذلك.
التاسع: أن تعدد نعم الله عليك سبحانه وتعالى فكم لله عندك من نعمة؟ «وما بكم من نعمة فمن الله»، «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار».
فقد أمدك بفؤادك وببصرك وبسمعك وبأعضائك فعدد هذه وتفكر في الناس فأنت صحيح وغيرك ينام على الأسرة البيضاء، أنت معافى وغيرك مبتلى، أنت تعيش الهواء الطلق وتشرب الماء البارد وغيرك في السجون، وأنت تتمتع بشيء من المال وغيرك لا يملك كسرة الخبز.
وأنت تتمتع بعقلك وغيرك أذهب الله عقله وأنت في الإسلام وغيرك كتب الله عليه الشقاء في الدنيا والآخرة وأنت تحب الصالحين وتتمني أن تكون منهم وغيرك يحب الأشقياء ويتمنى أن يكون منهم.
فعدد هذه النعم الكثيرة تشعر بالسعادة أسأل الله لي ولكم سعادة ظاهرة وباطنة وحياة طيبة عامة وخاصة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
المرجع: كتاب مجتمع المثل لأبي عبدالله القرني.
زيد بن فالح الربع الشمري
الحدود الشمالية قرية المركوز

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved