أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th September,2001 العدد:10569الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
احموا الانتفاضة قبل أن تخنق في عامها الأول
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ونحن على أعتاب انقضاء عام على بدء الانتفاضة الفلسطينية المباركة، يلوح في الأفق مواجهة سياسية عربية غربية، ففي الوقت الذي تشهد الساحة العربية تحركاً عربياً تقوم به أكثر من دولة عربية وبالذات الدول التي أصبحت أكثر أهتماماً بالشأن الفلسطيني ونعني بالإضافة طبعاً إلى تحرك السلطة الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات، نعني المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وسوريا والأردن، فهذه الدول التي تعمل لوضع صيغة عملية لمساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق اهدافه نشطت في الايام الأخيرة سواء على صعيد تحرك قادتها حيث شهدت بعض العواصم العربية قمماً عربية ثنائية، أو لقاءات وزارية ثنائية وثلاثية، والهدف المعلن كما تشير التصريحات والبيانات التي تصدر بعد كل اجتماعات مساعدة الشعب الفلسطيني ودعم الانتفاضة الفلسطينية ومواجهة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
هذا التحرك الذي يتواصل، بل ويتكثف في هذه الأيام يعده المراقبون مخاضاً عربياً يسبق اتخاذ قرار حازم وحاسم بعد أن فاض الكيل بعد تزايد العدوان الاسرائيلي الذي تجاوز كل «الخطوط الحمر» التي كان متعارفاً عليها، والعواصم العربية أصبحت موقنة تماماً بأن الشارع العربي سئم التصريحات التي تتحدث عن دعم الانتفاضة الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان الاسرائيلي، في حين لم يفعل العرب شيئاً رغم تواصل ذبح الفلسطينيين وتصاعد العدوان الاسرائيلي الذي وصل حداً لا يطاق فبالاضافة إلى القتل اليومي واغتيال القادة الفلسطينيين وهدم أحياء فلسطينية بالكامل واعادة احتلال المدن.. لايزال العرب صامتين.. موتى لا يتحركون...!! وحالتهم حالة غريبة لم يشهدها تاريخ ولم تعرفها مناطق اخرى في العالم، فلم يحصل أن ظلت منطقة اقليم تتفرج وتعدد القتلى في حرب تجري في اقليمها سوى المنطقة العربية التي تشهد العدوان الاسرائيلي والحرب المتواصلة ضد الفلسطينيين ويكتفون بعدِّ الشهداء...!!
هذا الوضع الغريب اوجد حالة من الاشمئزاز والغضب في الأوساط العربية وهي وان لم تظهر نفسها إلا في حالات متفرقة في تظاهرات أو مؤتمرات إلا أن حالة الغضب هذه تتنامى وتتسع ولذلك فقد تحركت القوى الغربية وأوكلت مهمة التحرك لأوروبا بعد ان وجدت عجز امريكا وانحيازها بالكامل لاسرائيل يجعلانها عاجزة عن استيعاب ما يحصل على الساحة العربية متوهمة أن الأمة العربية قد استكانت وأنها ستقبل بعرض «سلام الاستسلام» الذي يكرس الاحتلال الاسرائيلي.
وبما أن التحرك الأوروبي محكوم بقدرة ما تحققه أوروبا في ظل الدعم الامريكي المطلق لإسرائيل وحماية واشنطن لها من اي ضغط دولي، فإن كل ما يعرضه الأوروبيون نوع من «التهدئة» وتطمينات هي في النهاية تخدم اسرائيل وتصب وفق مخططاتها، ومن ضمنها اقتراح عقد لقاء بين عرفات وبيريز الذي أقصى ما يمكن أن يحققه وقفاً لما يسمونه بالعنف.. ومثل هذا الوقف هو إبقاء الحال على وضعه وعلى المتضرر أن يذهب إلى مجلس الأمن حيث الفيتو الامريكي في خدمة بني صهيون.
امام هذه الحالة ماذا يمكن أن يفعله العرب..؟!
لا حاجة بنا إلى دراسة استراتيجية ولا الى تنظير كالذي نتابعه على الفضائيات العربية.. شيء واحد يترجم ما تؤكده البيانات والتصريحات العربية بعد كل اجتماع، والتي تؤكد جميعها على دعم الانتفاضة ومساندة الشعب الفلسطيني.. والدعم يتم بتجاوز عقدة الخوف ممن يحمون باطل وعدوان اسرائيل.. بحماية الانتفاضة مما يدبر لها من اجهاض.. وحماية الانتفاضة تتم بمدها بعنصري الحياة والاستمرار... السلاح والمال.. السلاح للرجال الذين يدافعون عن كرامة العرب.. والمال للشعب الصامد حتى يبقى يواجه أشرس عدوان.
كيف يتم ذلك وبأي أسلوب .. هو ما يجب أن تبحثه الاجتماعات واللقاءات العربية التي نرجو ألا تتبعها تصريحات ولا بيانات.. بل عمل جاد وحقيقي وصادق.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved