أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th September,2001 العدد:10570الطبعةالاولـي الخميس 18 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

صوت الحقيقة لابد أن يسمع
ليت الآباء يعطون أبناءهم وبناتهم حرية اختيار الشريك!!
عزيزتي الجزيرة...
بدأ الليل يلملم ظلامه ويستأذن نجوم السماء في الرحيل.. وكالمعتاد جلست الى مكتبي افتش في اوراق الماضي وحافظته الذكريات وريثما أنا كذلك هبت نسمة هواء بعثرت اوراقي القديمة.. فوجدت من بين هذه الأوراق مالفت انتباهي، رسالة سقطت على الأرض.. أخذتها بلهفة وفتحتها اذ بي اجدها من صديقة لي بعثتها مسبقاً تحكي معاناتها...
ولأن صوت الحقيقة لا بد ان يسمع فإني اود ان اسرد وجهة نظر لربما يوافقني البعض عليها..
قصة زميلتي بدأت منذ خمس سنوات مضت.. حيث تزوجت من شخص لا يناسبها من حيث المستوى الثقافي.. عاشت معه في احدى الدول العربية وانجبت منه بنتاً وولداً.. ولكن وقع ابغض الحلال وافترقا مطلقين، وليت الأمر انتهى لهذا الحد فقد انتزع منها ابنها البالغ من العمر سنتين و فر هارباً به!!
الزواج هو النظام الأمثل الذي يحقق للانسان الأمن والاستقرار والسلامة، وكل معوقات السعادة.. إنه بناء محكم بديع يجمع ما بين رجل وامرأة..
قال تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» إن أصعب شيء تواجهه المرأة في حياتها هو لحظة اختيارها لشريك الحياة.. حيث إنها ستتحمل - وحدها- نتيجة اختيارها فإما أن يكتب لها السعادة أو الشقاء..
ولكن!؟ ماذا اذا فرض هذا الزوج عليها فرضاً واقترنت به..!؟؟ زميلتي كذلك ارتبطت بزوج لا يحمل حتى الشهادة الابتدائية لم يخطر ببالها يوماً أن تكون مع زوج هو أقل منها فكراً..
الطامة الكبرى أن هذا الزوج يحتقر ثقافتها بكل جرأة ويسيء معاملتها فقط لأنها أعلى منه منصباً وأغزر منه ثقافة..!!؟
هو لم يبارك خطواتها العلمية..
ولم يكن حافزاً للمواصلة وتحقيق المزيد..
ومع ذلك هي رضيت به بحكم أن هذا قدرها.. ولكن هو لم يقبل بها رغم تضحياتها الجمة.. فطلقها!!!
يقال: إن المرأة العصرية بالدرجة الأولى شريك كامل للرجل في جميع مسؤوليات الحياة الحديثة بكل سرعتها وكل مشاكلها..
فهل هذا صحيح!.. وما رأيك أيها الرجل؟
كم يؤلمني جداً هذا الظلم الواقع من قبل الزوج «الطبل» الذي لا يفقه معنى الحياة الزوجية..
الحقيقة التي توصلت إليها بعد إمعان التفكير أن هناك نماذج من الرجال تنتابهم حساسية مفرطة.. أقصد الغيرة المفرطة ازاء نجاح زوجاتهم..
المرأة تقدم الكثير الكثير، توفق ما بين عملها وحياتها الاسرية، والمقابل وجود زوج يحتقرها ويزدريها..
اتساءل فعلاً عن دواعي ذلك الاحتقار والازدراء من قبله وهو من حبذ- مختالاً- الاقتران بزوجة مثقفة تربي له جيلاً متعلماً..
اتساءل عن هذا الزوج.. ألم يكن راغباً في أن تحاوره زوجته بثقافتها الواسعة.. ألم يكن يريد أن تبدي له رأيها الصائب حين يسألها أو يستشيرها في قضية عامة أو أمرما..؟!
كل الازواج عامة يطمحون بأن تكون شريكة العمر زوجة ذات شخصية قوية واثقة بنفسها وواثقة من قدراتها وامكاناتها.. شريكة فعالة تملك القدرة على اتخاذ القرار المناسب..
ولا أعتقد أن هناك زوجاً يفضل عكس ذلك..!!
وما أراه فإن القلة القليلة من الرجال ليغارون فعلاً من زوجاتهم لكونهن أعلى فكراً ورؤى.. وما هم الا ضعاف الشخصية أو بهم اضطراب نفسي..
ليت الآباء يعطون ابناءهم وبناتهم حرية اختيار الشريك. وليت كل زوج اقترن بزوجة واعية ومثقفة أن يتمسك بها ما دامت قد رضيت به زوجاً وألا ينتقص من قيمتها ويحط من شأنها ويحتقر ثقافتها..
عليه أن يلزم الحوار وحسن المناقشة وأن يكون دافعاً لها إلى الأمام لتواصل مسيرتها الثقافية بكل طموح.. ولاسيما وأن هذا هو السبب الرئيسي الذي سيجعلها تصل إلى سحابات الأفق البعيدة بكل نجاح وتفوق وسعادة..
يشترك الزوجان في خوض معركة الحياة حلوها ومرها.. ضبابها ووضوحها.. والعلاقة الخاصة بينهما هي من أدق الاسرار في الحياة الزوجية.. فلا تجعلاها تتسرب إلى الغير.
والى لقاء جديد وتقبلوا تحياتي
بدرية القاسم
عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved