أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th September,2001 العدد:10570الطبعةالاولـي الخميس 18 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

تتعرَّض لتخبط إعلام عربي
المقاومة الإسلامية شوكة في حلق الأعداء
في البداية استبيح القارئ الكريم عذراً. اذ ربما يستشف من عنوان هذا المقال التعميم، وذلك من مسماه، فأنا لا أقصد بذلك الاعلام العربي بأكمله ولا كهرم اعلامي، وانما اقصد بعض الاعلاميين او الصحفيين العرب شرقاً وغرباً.. ولا اود الإطالة في مقدمتي هذه وانما سأدخل رأساً في صلب الموضوع وأكشف عن الجرح العميق الغائر الذي يعصرني ويعصر قلب كل مسلم وعربي. وما اكثر الجروح والآلام وما اكثر الفواجع والمواجع. فمن المعروف ومنذ ان نشأت وولدت القضية الفلسطينية بان هناك تآمراً رهيباً وكبيراً وعلى نطاق واسع يحاك وما زال يحاك ضدها. واود ان اقف قليلاً عند هذه العبارة فاقول: ان اي تآمر على هذه القضية الاسلامية المصيرية هو تآمر على الاسلام والمسلمين وهو يدور في هذه الحلقة أو الخانة من التآمر الرخيص القذر من قبل اعداء الاسلام والمسلمين من صهيونية وصليبية وماسونية وغيرها من الطوائف والعشائر الهدامة ومن يندس وراءها وتحت الرمال ويرتدي رداء العروبة والاسلام وكون هذا الامريكي من جهات صليبية او صهيونية او شيوعية او غيرها، فهذا امر طبيعي ومألوف.. ولكن ان يأتي هذا الامر أو التآمر الدنيء ممن ينتسب الى العروبة او الاسلام او ممن يعتبرون انفسهم من بني جلدتنا فهذا هو الامر المستهجن والمستغرب وغير المألوف وان كان قد حصل من قبل في عدة مناسبات واحداث.. واعود الى صلب الموضوع فاقول: ان التآمر على القضية الاساسية ولا اقول قضية فلسطين وانما قضية العرب والمسلمين اقول: ان هذا التآمر وهذه الدسائس الرخيصة والمسمومة ليس امراً جديداً وانما واجهته هذه القضية طيلة مشوارها الخمسين وما زالت تواجه وتتعامل وتتعاطى معه تماماً كما تواجه العدو الاساس.. وهنا اود ان اسوق كلاماً هو لب الموضوع فمن خلال متابعتي لبعض الصحف العربية والفضائيات العربية لمست ان هناك تشكيكاً في دور المقاومة الاسلامية المجاهدة المرابطة الباسلة على ارض فلسطين (ارض المقدسات) وارض الاسراء ومن اقلام استطيع ان اقول: انها مشبوهة تشكك في دور المقاومة الاسلامية الشجاعة الباسلة في وجه الغطرسة والعدوان الصهيوني وللوقوف والحيلولة دون تحقيق أطماعه ومشاريعه التوسعية وتتحدث عن الاصولية الاسلامية وهوية هذه المقاومة وانتمائها وتوجهاتها المستقبلية.
ومما يكتبه هؤلاء الحاقدون انهم يخشون من ان تتأصل الاصولية لدى المقاومة وان تنقسم على نفسها ومن ثم تدخل في صراع فيما بينها. وتحدث عن خشيته من الصراع العربي - العربي .. وهنا اود ان اوجه سؤالاً لهؤلاء القلقين على العروبة ما المبرر لطرح مثل هذا الموضوع الآن وفي هذا الوقت الحرج بالذات.. وهل هذا هو ثمن التضحيات والفداء؟. هل هذا هو ثمن الدماء الزكية التي صدرت ونزفت على ارض فلسطين.. وهو ليس كذلك وان شاء الله لن يكون كذلك مهما تآمر المتآمرون واندس المارقون ولانه لكل قاعدة شواذ واتساءل ايضاً هل هذا هو دعمنا ومؤازرتنا للذين قدموا دماءهم وارواحهم فداء للعروبة والاسلام والمقدسات. وهل بهذه الطريقة نكافئهم على تضحياتهم وصمودهم ووقوفهم في وجه العدو المغتصب المشترك، وهل نحن بحاجة الى المزيد من المغالطات والمزايدات والتصرفات الصبيانية غير المسؤولة.
كفانا مؤمرات وتآمراً. كفانا مزايدات ودسائس.. وكفانا ما نعانيه من تمزق وتشتت وكفانا ذلاً وهواناً.. وكفى لكل هذه الاختراقات للصفوف الموحدة المجاهدة المرابطة.. كفى عبثاً وتلاعباً بقضايانا المصيرية.
فلماذا هذا التشاؤم ان كان تشاؤماً ولماذا كل هذا القلق ان كان حقاً قلقاً ثم لماذا استباق الاحداث وهذه النظرة الضيقة، وما المبرر لهذا الافتراض الاعمى السخيف.. ثم إن الاولى والاهم ما نحن فيه الآن نواجه هجمة صهيونية شرسة وعدواً يتربص بنا الدوائر ويريد ان يقضي علينا جميعاً ويستهدفنا جميعاً وبلا استثناء. ان لم يكن يستهدف البشرية جمعاء ليستعبدها، وهذا هو طمع اليهود كما اقول لهؤلاء المغرضين، اما ان تقولوا خيراً عن هذه القضية والمقاومة الاسلامية الباسلة او تتركوها وشأنها اتركوها وعدوها وعدونا جميعاً وارفعوا ايديكم عنها ثم ما العيب ان تتخذ هذه المقاومة الطابع الاسلامي وان يكون منهاجاً ونبراساً لها إنه العزة والشرف ولن يتحقق لها العزة والشرف الا في هذا التوجه العظيم (ولو كره المجرمون) والحاقدون والمنافقون.
عبدالحميد العبدالله السعدون
الادارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved