أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th September,2001 العدد:10570الطبعةالاولـي الخميس 18 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

وزير خارجية مصربعد العودة من جنوب أفريقيا: الانسحاب الأمريكي غير مقبول وغير مفهوم وأظهر ضعف واشنطن
واشنطن تصورت مؤتمراً لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا برغبتها
* العواصم الوكالات:
صدرت ردود من مختلف انحاء العالم على الانسحاب الامريكي من مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية المنعقد في مدينة ديربان بجنوب افريقيا حيث انطلقت ادانات عديدة للخطوة الامريكية التي جاءت في اعقاب الانتقادات القوية للسياسات الاسرائيلية وما يصحبها من تأييد امريكي.
وقالت مصادر المؤتمر انه يجري حاليا الاتفاق بين مختلف المجموعات حول الفقرة الخاصة بالشرق الاوسط والتي تدور حولها الكثير من الخلافات بين الذين يتطلعون إلى ادانة قوية للكيان الصهيوني والذين يريدون التخفيف من لهجة بيان بهذا الصدد.
وذكرت تقارير في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أن الاتحاد الاوروبي وافق على «صيغة لفظية جديدة تمثل حلا وسطا» باعتبارها أساسا مقبولا لاستمرار المحادثات بشأن قضية الشرق الأوسط التي هددت بعرقلة أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية.
ونقل عن كوين فيرفايكي المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي قوله «بعد مشاورات بين الشركاء. يرى الاتحاد الاوروبي أن المسودة التي قدمتها رئاسة المؤتمر تمثل أساسا مقبولا للتفاوض».
وفي أعقاب الخلاف الكبير الذي نشب بشأن اللغة المناهضة لاسرائيل في مسودة الاعلان الذي سيتبناه المؤتمر. تم تكليف بلجيكا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الذي يتكون من 15 دولة بالمساعدة في صياغة مسودة جديدة للاعلان.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المؤتمر يوم الاثنين بفترة قصيرة، بدا أنه ستتم إعادة صياغة النص موضع الخلاف الذي أدان إسرائيل بشدة لسياساتها تجاه الفلسطينيين. وقادت نكوسازانا دالاميني زوما وزير خارجية جنوب أفريقيا التي تتولى أيضارئاسة المؤتمر، وممثلون لجامعة الدول العربية المجهودات التي تبذل لاعادةصياغة الوثيقة التي تتناول إسرائيل والتي قدمتها الدول العربية والاسلامية.
وغادر الوفدان الأمريكي والاسرائيلي ديربان نتيجة لفشل محاولتهما للتوصل إلى حل وسط، ووافقت مجموعة عمل أساسية في المؤتمر قبل يومين على عبارة تعلن أن العنصرية تعتبر من الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية وكذلك على مقترحات بإنشاء محكمة جنائية دولية للتعامل مع قضية العنصرية.
وفيما يتصل بردود الفعل على الانسحاب الأمريكي أكدت مصر اتفاق أوساط المؤتمر الدولي لمكافحة العنصرية المنعقد في ديربان حاليا على ان انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من المؤتمر يعتبر اهانة كبيرة للامم المتحدة واهانة أيضا لكل الذين حضروا الاجتماعات ولجمهورية جنوب افريقيا مستضيفة الموتمر.
وأعرب السيد احمد ماهر وزير الخارجية المصري عن أسفه للموقف الأمريكي الذي وصفه بأنه غير مقبول وغير مفهوم.
وقال في تصريح له صباح امس عقب عودته إلى القاهرة بعد ان رأس وفد مصر في المؤتمر ان المبدأ الذي حاولت الولايات المتحدة فرضه على المؤتمر والخاص بعدم التعرض للمشكلة الفلسطينية قوبل بمعارضة شديدة جدا من المشاركين في الموتمر.
وأوضح ماهر ان انسحاب الولايات المتحدة لم يحبط الهمم داخل أروقة المؤتمر. مشيرا إلى ان أمريكا حاولت ترويج شائعه بأن هناك العديد من الدول التي سوف تعلن انسحابها من المؤتمر ولكن هذا لم يحدث.
وأكد أن انسحاب الوفد الأمريكي من الموتمر أظهر ضعف موقفه كما ان الرأي العام في المؤتمر لايوافق على الطروحات التي حاولت الولايات المتحدة طرحها والخاصه بعدم صدور قرار بإدانة اسرائيل ووصفها بانها دولةعنصرية.
وأبدى وزير الخارجية المصري استغرابه واستنكاره للموقف الأمريكي قائلا «هل يعقل ان يكون هناك موتمر دولى ينعقد تحت لواء الأمم المتحدة التي لها دور مهم في مشكلة الشرق الأوسط، وكلنا نعمل في اطار قراراتها ويطلب من هذا المؤتمر ألا يرى لايسمع ولايتكلم الا برغبه الولايات المتحدة واسرائيل».
وقال ماهر ان المؤتمر يرى ان هناك دولة اسمها اسرائيل تمارس سياسات عدوانية ضد الشعب الفلسطيني ولايعقل ألا يتناول الموتمر هذا الموضوع. مؤكداان المؤتمر لن يحقق مهمته إذا لم يتناول الوضع في الشرق الأوسط الذي يعد من صميم اعماله.
وبشأن الدور الاوروبي في المؤتمر اوضح ماهر ان اوروبا تحاول ان تلعب دور الوساطة بين الموقف المؤيد لادانة اسرائيل والموقف المعارض.. وقال «ان اوروبا كانت معنا في ضرورة أن تتضمن اعمال الموتمر هذا الموضوع ولم تعلن استياءها من تناوله».
كما انتقدت منظمات بارزة للمسلمين والعرب الامريكيين امس قرار ادارة الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش الانسحاب من مؤتمر الامم المتحدة لمناهضة العنصرية.
وقال مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية «كير» في بيان له انه كان يجب على الادارة الامريكية بدلا من الاستجابة لضغوط جماعات الضغط المؤيدة لاسرائيل أن تبحث أولا عن المصالح الامريكية وليس عن مصالح حكومة أجنبية تتسم بالوحشية وتقوم بممارسات وسياسات مماثلة لسياسة التمييز العنصري لاستعباد الشعب الفلسطيني سواء من المسلمين أو المسيحيين.
وأضاف البيان انه لايمكن لأي أكاذيب سياسية أو فكرية أن تخفي الطبيعة العنصرية الواضحة للايديولوجية السياسية التي توزع كل الحقوق عند الميلاد. مشيرا إلى أن الممارسات اليومية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين من مصادرة للاراضي وهدم المنازل وبناء المستوطنات اليهودية على الاراضي الفلسطينية وعمليات الاغتيال وتدمير بساتين الفاكهة وحصار المدن والقرى واغلاق الطرق والاعتقال بدون محاكمة وتعذيب المسجونين والتمييز الديني والفصل العرقي وغيرها من الكثير من السياسات التمييزية التي تقوم على مفهوم مشوه للتعالي الجنسي الذي ليس له أية صلة بالقيم الدينية.
وفي بيان مماثل قال رئيس اللجنة العربية الامريكية لمناهضة التمييز زايد عسالي اننا محبطون لان وزير الخارجية كولين باول سحب ممثلي دولتنا من هذا المؤتمر الهام لأن المجتمع الدولي ببساطة قرر مناقشة انتهاكات اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أنه ليس بمقدور العالم أن يتجاهل عنصرية اسرائيل وخاصة في الاراضى الفلسطينية المحتلة التي تمارس فيها اسرائيل أكثر نظم التمييز بشاعة في العالم اليوم.
وأضاف البيان «ان انسحاب الولايات المتحدة من المؤتمر يظهر ببساطة كيفية ابتعاد مواقف ادارة بوش عن باقي دول العالم بخصوص هذه المسألة ولكن ومع الأخذ في الاعتبار هذا الاختلاف فإنه ولسوء الحظ تكون دولة في قوة الولايات المتحدة الامريكية غير راغبة في اجراء مناقشة صريحة وأمينة مع المجتمع الدولي بخصوص هذه القضايا الحيوية».
وقال زعماءالحقوق المدنية السود يوم الثلاثاء ان انسحاب الولايات المتحدة من المؤتمر عمل مخيب للآمال ولكنه ليس مفاجأة لأن واشنطن لم تلتزم ابدا بشكل كامل بانجاح الاجتماع.
وقال القس جوزيف لوري الذي اشترك مع الراحل مارتن لوثر كينج في تأسيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية وهي جماعة حقوق مدنية يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة كانت مترددة وتخشى من حضور المؤتمر من البداية.
وابلغ لوري رويترز «لم تكن الولايات المتحدة جزءا كاملا من هذا المؤتمر وادى اقل جدل إلى هروبها» من المؤتمر.
وقال لوري انه على الرغم من انه يشعر انه لم يكن ينبغي للمؤتمر ان يختص اسرائيل بالنقد فإن دولا كثيرة منها اسرائيل والولايات المتحدة تواجه تحديات في التعامل مع مشكلة العنصرية.
واضاف قوله «نحن قطعا لا نعتقد ان اي بلد محصن من النقد بما في ذلك الولايات المتحدة ولا اعتقد اننا نحاول تشويه سمعة الولايات المتحدة حينما نتهمها بالتقاعس عن معالجة العنصرية بشكل لائق. انه يعني اننا نتحداها وندعوها إلى اصلاح احوالها».
وقال جيمس كومتون رئيس رابطة شيكاجو المدنية ان المناقشات التي دارت بشأن اسرائيل القت بظلال كثيفة علي المؤتمر.
ومن جهتها اعربت الهند امس عن الاسف لانسحاب الولايات المتحدة واسرائيل من المؤتمر.
ونقلت وكالة برس ترست الهندية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية هنا القول ان كافة الدول المشاركة بما فيها الهند تشعر بالاسف لقرار الولايات المتحدة واسرائيل.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved