|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة، بعد التحية
قبل الدراسة بيوم ملأت ضحكات ابنائي منزلي فرحا وشوقا للمدرسة كنت اراقبهم عن كثب وانا ارى السعادة بادية على محياهم البريء. في الاجازة الصيفية كانوا يسهرون الى وقت متأخر من الليل وفي هذه الليلة لمع ابني حذاءه واحضر حقيبته الجديدة ووضع فيها دفاتره وأقلامه وتفقد ثوبه الجديد ثم اعاده للخزانة وغسل رأسه بالصابون ثم نام وهو يحذرني ألا أنسى ايقاظه باكرا لان غدا اليوم الأول في الدراسة.. وتذكرت حينها طفولتي صحيح انها تختلف عن طفولة ابنائي قليلا ولكن لا أظن ان مشاعرنا اختلفت كثيرا فقد كنت مثلهم اتلهف شوقا للمدرسة.. سؤال اطرحه على نفسي وعلى كل أم هل يستمر هذا النشاط والشوق لدى ابنائنا؟؟ من المؤكد ان نشاطهم وحماسهم قد يقل بعد اسابيع بل قد تجد الأم صعوبة في ايقاظ طفلها للمدرسة او قد يتذمر الطفل ويقول لا اريد المدرسة. هنا نوجه كلمة للمعلمين الأفاضل بأن يرفقوا بالأبناء فهم فلذات الأكباد وان يحاولوا تفهم ظروف هؤلاء الطلاب وعدم الضغط عليهم بالواجبات الكثيرة التي لا تترك لهم مجالا للعب او الراحة.. وإذا اخطأ الطفل فلا داعي للتعنيف وسط الطلاب لان هذا يؤثر في الطالب تأثيراً سيئاً بل على المعلم ان يرشد الطالب وينصحه ويبين له ان سلوكه هذا خطأ يجب ألا يكرره.. والضرب للطفل خصوصا في الصفوف الأولى يجعلهم يكرهون المدرسة فأسلوب العقاب يترك اطفالنا يعانون من عقد نفسية تؤثر على مستقبلهم.. ان المدرس الواعي هو من يستعمل أسلوب التشجيع والمكافأة للطالب وهذا يشكل حافزا للطالب ولزملائه في الدراسة.. فانا كربة بيت أرى كم يكون ابني سعيدا عندما يعود الي وقد شجعه المدرس بكلمة طيبة تجعله يحب المدرسة فابني مثلا يحب مادة الرياضيات ويتقنها لانه يحب مدرس المادة ولان مدرس المادة متفهم مع طلابه دائم التشجيع لهم ولكنه لا يمدح مدرس البدنية ويقول انه دائم العبوس.. عزيزي المعلم تبسمك في وجه أخيك صدقة كما قال الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام.. وهؤلاء الصغار ابناؤك ارسم على وجهك بسمة تفاؤل تشع لها وجوه الصغار بهجة وأؤكد لك بانها سوف تزيدك هيبة ووقارا ولن ينقص من وقارك شيء وسيحبون المدرسة وستكون ايامهم المدرسية كلها مثل اليوم الأول في الدراسة يستقبله الأطفال بحب وشوق وحماس..
أميرة الدوسري - السليل
|
|
|
|
|
