أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th September,2001 العدد:10577الطبعةالاولـي الخميس 25 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

«صفاتُ العقل الأول وشاهده.. وما هو: العقلُ الثالث»؟
صالح بن سعد اللحيدان
العقل هبة من الله تعالى يهبه لمن يشاءُ من خلقه، وأصل العقل أنه يعقل الخطرات، ويعقل الأفكار قبل صدورها فتبقى حبيسة داخل النفس، أو أن العقل يعقلها فلا تخرج أبداً كعقل الراعي الناقة أو البعير لئلا يهرب فيفر بنفسه بضياع أو بموت بواد مهلك لا يدري أوله وآخره، والعقل مأخوذ من: العقال وهو رباط قوي غير ضار يربط به يد البعير حينما تكون على الأرض فيعقلها فلا تذهب بعيداً أبداً، وأحياناً تُربط يدا البعير معاً برباط بينهما قليل المسافة، وأحياناً أُخرى تُربط يده مع رجله الموازية لها، وللعقال عند أهل الإبل عدة استعمالات لعدة أسباب، ومن هذا وهو من باب التوليد أُخذت كلمة عقال أو: (العقال) وهو ما يُجعل على الرأس لحفظ ما يُلبس تحته ونحو ذلك، والعقل ثلاثة أنواع:
1 موهوب.
2 مكتسب.
3 لا شيء.
أو هو: بين بين لكنه إلى الحماقة أقرب ومن علامات هذا العقل:
1 حب الذات.
2 سرعة التصرف.
3 سرعة الحكم.
4 سرعة قبول الوشاية.
5 الحسد، لأنه رد للقضاء والقدر.
6 الرضاء والغضب في آن.
7 المركزية في التصرف.
8 دوام حمل الحقد.
9 كثرة الندم.
10 كثرة الكلام والضحك.
11 تبييت السوء.
12 إلصاق التهم.
13 ضعف الشخصية.
14 عدم تقدير العواقب.
15 الاستهانة بكل أحد.
16 حب التعلق بالحياة.
17 السرور بزوال النعم.
18 ضعف الوازع جدا.
19 الترصد، وحب الوشاية.
20 القلق... والهم .
21 خوف المرض.
وصاحب هذه الصفات قد يعلو وقد ينجح لكنه علو ونجاح هبهاب مهين وضابط هذا العقل «حب الثناء ودوام المجاملة والتزلف».
وسوف أعرض نتاج عقلية من الطراز الأول موهوبة قديرة جازمة حازمة ورعة حيية صادقة دافقة مهيبة ويكفي أنه إمام قال ذلك عنه خصومه وموافقوه آناً بعد آن، قالوه صراحة وتعريضاً، ودانوا له بالعشر أنه سيد إمام، سوف أعرض نتائج هذه العقلية فقط ليرى من لم ير كيف هو وخلاه ذم في كتابه (الذائع الصيت) «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» يقول أحمد بن تيمية في ص 4/5 (وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاماً يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من سنته، دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا وجد لواحد منهم قول، قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه).
ثم هو يقول «وجميع الأعذار ثلاثة أصناف:
أحدها عدم اعتقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله. والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ».
فهو يُريد أن العلماء ذوو الفهم والادراك والإحاطة ذوو التخصص العالي مع تقوى وورع إذا وجد بينهم خلاف حول مسألة ما فإن لكل عذره، لكن هذا لا يكون إلا لذوي العلم على ضابطه فلا يصح اتهام أحد أو تنقيصه بشيء ما فإن له من العذر ما له ولا يكون إلا الصحيح.
أما الثوابت فلا خوف حولها، ثم ذهب يُبين الأسباب سبباً سبباً تلك الأسباب التي تُوجب تقدير الاجتهاد من صاحبه يقول في ص 5 من طبع مؤسسة مكة وتوزيع الجامعة الاسلامية بالمدينة: (أن لا يكون الحديث قد بلغه، ومن لم يبلغه الحديث لم يكلف أن يكون عالماً بموجبه، وإذا لم يكن قد بلغه وقد قال في تلك القضية بموجب ظاهر آية، أو حديث آخر، أو بموجب قياس، أو بموجب استصحاب، فقد يوافق ذلك الحديث تارة، ويخالفه أخرى).
ثم بدأ يُعلل ويُورد الشاهد في ص 18/19، وجاء بالسبب الثاني فقال «أن يكون الحديثُ قد بلغه لكنه لم يثبت عنده إما لأن محدثه أو محدث محدثه أو غيره من رجال الإسناد مجهول عنده أو متهم أو سييء الحفظ، وإما لأنه لم يبلغه مُسندا، بل متقطعاً، أو لم يضبط لفظ الحديث مع أن ذلك الحديث قد رواه الثقات لغيره باسناد متصل».
ثم علل وأورد الادلة كما في ص 19/21، وقال في ص 21 «السبب الثالث: اعتقاد ضعف الحديث باجتها قد خالفه فيه غيره مع قطع النظر عن طريق آخر سواء كان الصواب معه أو مع غيره». ثم قال (ولذلك أسباب) فأوردها هناك.
ثم في ص 25 قال وهو السبب الرابع (اشتراطه في خبر الواحد العدل الحافظ: شروطاً يخالفه فيها غيره).
ثم قال وهو السبب الخامس (أن يكون الحديث قد بلغه وثبت عنده لكنه نسيه). ثم أطال هنا إلى ص 29.
وفي ص 30 قال في السبب السادس: (عدم معرفته بدلالة الحدث تارة لكون اللفظ الذي في الحديث غريباً عنده مثل لفظ «المزابنة» و(المخابزة) الخ.
وجاء في ص 37 عن السبب السابع قال: (اعتقاده أن لا دلالة في الحديث)، ثم علل وفرَّق وبيَّن وأورد الشواهد بواسع من النظر مكين.
وفي ص 38 بيَّن السبب الثامن ليقول (اعتقاده أن تلك الدلالة قد عارضها ما دل على أنها ليست مُراده) مثل هو يمثل ويورد النواهض على هذا السبب.
وقال في السبب التاسع ص 39: (اعتقاده أن الحديث معارض بما يدل على ضعفه أو نسخه أو تأويله إن كان قابلاً للتأويل بما يصلح أن يكون معارضاً بالاتفاق) ثم مثل وعلل.
وفي ص 43 في السبب العاشر قال هناك: (معارضته بما يدل على ضعفه أو نسخه أو تأويله) الخ..
يورد الإمام إبن تيمية أسباباً عشرة معها غيرها بجانبها من العلل والادلة وهو يفعل ذلك ليُبين سماحة الشريعة فيما جاء فيها من أحكام عليها ما عليها من النصوص وأن خلاف أهل العلم في قضية ما من القضايا مرده للفهم لا لذات النص.
وفيما نقل الاجماع في سفره الخالد (منهاج السنة) فيما نقل الاجماع على تحريم البدع المفضية إلى الشرك فيما نقل ذلك إنما نقله لأنه مفض إلى الكفر. فهذه ثابتة كصعود جبل النور للتبرك والبكاء وجبل ثور وغدير خم.
والكتاب نسخة من نسخ له كثيرة دالة على جودة عقله وصفاء ذهنه وتوقد قريحته، وإضافاته الاجتهادية حيث اجتهد الرجل في أكثر من مسألة، وإن كنتُ لا أوافقه رحمه الله تعالى في بعض ما أورد من: الأدلة بسبب ضعفها، لكنه يبقى إماماً مجتهداً حكيماً عاقلاً صدوقا صريحاً لم أر عالماً ولم أر طالب علم إلا وهو بحاجة ماسة إلى علم وعقل هذا الامام.
ويكفيه سؤدده تفضلاً من الله بسعة فضله حتى ساد وأجاد وأخلص وصدق ولم يزل لهذا الرجل فضل السبق على من جاء بعده رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
«الصَّبر»
سنين ليست بشيء
وتمر
أثناء هجوعنا
ذارفة
لدمع يسيل
يقذف بالزبد
حواضر الربيع
لكن لا تنام
تدع له
سبيل العروج
مركبها
في علو مكين
فلا يبطل ظنه
في القديم
ويعلو
مطمئناً
ويسجد
لرب الوجود
ويفيق
ولا ينسى
ضرب
الضاربين
والوشاية
في أفول
والسَّفه
والحسد
والجهل
الدفين
ويصمت صمت
الرزين
ويعلو بربه
يستعين.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved