أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th September,2001 العدد:10577الطبعةالاولـي الخميس 25 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
بين فن الكبت..وسيكلوجية البوح!!
نجلاء احمد السويل
ربما تشعر بالسعادة وانت تعاشر اشخاصاً وربما لا تشعر بذلك والسبب هو شخصيات هؤلاء الافراد، فهناك من الناس من ترتاح وانت تتعامل معه سواء من ناحية اجتماعية كالصداقة او من ناحية مهنية كالوظيفة او حتى من الجانب الاسري الزوج او الابناء مثلاً..الا ان الشخصية الكتومة هي من النماذج الصعبة جداً بل والوعرة من حيث الوصول اليها وقد تفوق في صعوبتها صعوبة الشخصية المزاجية المتقلبة وذلك لان المزاجية تجعل صاحبها راضياً احياناً وغاضباً احياناً، يبوح في اوقات ويتحفظ في اوقات اخرى. الا ان الفرد الغامض الكتوم هو فرد لا تستطيع ان تدرك بسهولة ما يدور في داخله بل لربما اعتقدت احياناً بما هو غير صحيح او غير وارد في داخله. اذاً يظل طرازاً صعب الفهم والطامة الكبرى ان تعيش مع فرد يمتلك هذه الشخصية في اي مجال من المجالات التي ذكرتها كميادين للتعامل..
انت لا تدري كيف يفكر وماذا يريد؟ وقد يضيع منك الوقت وانت تحاول فقط ان تلتقط منه اياً من المعلومات او الاحداث التي تساعدك على الاقل على التعايش معه لتلبية مصالح او منافع معينة يتطلبها الواقع احياناً!! ولكن يظل سؤال هام لابد وان يطرح..
ترى ما الذي يجعل بيننا شخصيات كتومة تبلغ احياناً صعوبتها الى تقريبية الانعزال بين داخلها وخارجها من حيث الاخبار والاحداث والمستجدات..ما الذي يصنع لنا شخصيات تتقوقع على ذاتها وتنحصر في محور لا يتجاوزها. هي قد تعاني من فهم هذا الكتمان ولكنها لا تدرك كيفية التنفيس..اغلب هذه الشخصيات تتعرض لضغوط نفسية وتوترات تنعكس على الاصابة بامراض جسمية كالقولون والمعدة وامراض القلب ولا يعني هذا ان هذه الامراض توجد فقط في ميدانهم ولكنها تنتشر غالباً في هذا النموذج الكتوم الذي لا يترك لذاته فرصة التعبير ويحرم عقله من متعة الالقاء والتحاور مع الآخرين في اي حدث يعتقد انه لابد وان يستقر بداخله.
اما المحيطون به فلا ابالغ حين اقول انهم مكافحون وشجعان فعلاً اذا استطاعوا انه يستخرجوا منه داخله ما يمكن استخراجه ومساعدته على نقطة البوح والاسترسال والتنفيس عن الذات وتخفيف اثقال ما يدور داخلهم..مَنْ يعاشر مثل هؤلاء يدرك حتماً صعوبة هذا الامر..ويتلمس بلا مبالغة العناء النفسي الذي يشعر به مَنْ يحاول الغوص في عمق المحيط والتوصل لما في داخل ذات ذلك الانسان.
فهل نستطيع ان نعلِّم اطفالنا سيكلوجية البوح..قد يبدأ الطفل حواره في الحياة بعشرات من الاسئلة اليومية التي غالباً مانصدها ولا نجيب عليها إما لا نشغالنا او لاستماعنا لها بعد عناء يوم طويل، الامر الذي يدفعنا الى كبت ما يسأل عنه الطفل ومرة تلو الاخرى يتعلم حقيقة فن الكبت. لهذا لابد ان نحاول نحن بمهارة ابوتنا دائماً ان ندفعه الى الافصاح عما مافي نفسه ونرغمه بصورة دافئة التحدث عن ذاته واحداثه حتى يعتاد اسلوب البوح هذا البوح الايجابي الذي نحتاجه.
e.mail:najla2001@maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved