أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th September,2001 العدد:10577الطبعةالاولـي الخميس 25 ,جمادى الآخرة 1422

الريـاضيـة

نظرياً.. وبلغة الأرقام:
وماذا بعد سلوبودان؟
المدرب صفحة يجب أن تبقى مفتوحة حتى إشعار آخر!!
عبدالله الضويحي
** قال لي صاحبي وهو يحاورني، وقد كنا في حديث متشعب حول استغناء الاتحاد السعودي لكرة القدم عن خدمات مدرب المنتخب السيد/ سلوبودان.. ولما يمض على قرار الإقالة أكثر من يومين:
*وماذا بعد انهاء عقد سلوبودان؟!
*ومتى يتوقف هذا المسلسل؟!
*و....و.... و؟!
تشعب الحديث والنقاش مما يصعب نشره ليس لأسباب تتعلق بخطوط حمراء.. أو غيرها.. رغم صراحة الحديث ووضوحه.. إذ إن هذا أمر مطلوب، طالما أنه يدور في اطار المنطق والعقلانية، ولكن لأن التوقيت غير مناسب.. حيث يخوض المنتخب مرحلة هامة في تصفيات كأس العالم عن قارة آسيا.. لكن هذا لا يمنع من طرح ذلك النقاش والرأي في الوقت المناسب عقب انتهاء التصفيات!
** وأردف صاحبي:
* وماذا عن المرحلة القادمة؟!
* وهل نطوي صفحة سلوبودان؟!
كما طالب البعض؟!
* وهل انهاء عقده.. وطي صفحته سيمنحانا بطاقة التأهل إلى النهائيات؟!
* هل أخطأنا في التعاقد معه؟!
قلت:
القضية ليست اننا أخطأنا أو لم نخطئ..!! فحكم كهذا لا يمكن أن يتم في عجالة كهذه، إذ تحتاج المرحلة التي قضاها سلوبودان لتقييم شامل ودقيق.. فليس شرطاً أن يكون العيب في المدرب فقط.. إذ ربما هناك اخطاء أخرى تحتاج لمعالجة.. لكن انهاء العقد كان أفضل الحلول المطروحة.. بغض النظر عن مرارته من عدمها.. ولعلك لاحظت كيف تغير شكل الفريق في مباراته أمام العراق وارتفاع روحه المعنوية.
** قال:
وهل تعتقد أن الفوز على العراق دليل التفوق وانقلاب في مستوى الفريق سيقودنا إلى التأهل؟!
قلت:
أنا لم أقل ذلك.. والفوز على العراق.. أمر طبيعي بوجود سلوبودان أو رحيله لفارق المستوى الفني.. ولأن الفريق العراقي يعاني فنياً ولياقياً.. وكان التخوف فقط من عوامل أخرى لا علاقة لها بالأمور الفنية سبق أن أشرت إليها عن نظرة الفرق المشاركة للتصفيات وموقفها منها في مقالة سبقت بدايتها. وهو ما حدث حيث كانت الروح المعنوية لدى الفريق العراقي مختلفة تماماً.
ووصول الفريق العراقي لمرمانا وتهديده واضاعة أكثر من فرصة.. كان بسبب اخطاء في خط الظهر.. ويجب تلافيها، لكن المؤكد ان روح الفريق السعودي تغيرت.. والمهم ان الفوز جاء بالنقاط الثلاث وهذا هو المهم في هذه المرحلة.
** قال صاحبي:
لكنه من الناحية الفنية اعني الفريق السعودي مازال يعاني من كثير من الأخطاء سواء في خط الظهر أو الخطوط الأخرى؟!
قلت:
هذا صحيح.. لكن ما لا يمكن ادراكه أو معالجته من الناحية الفنية يمكن معالجته من الناحية المعنوية، وعموماً لدى الفريق راحة خلال هذا الاسبوع «الماضي» وستكون فرصة لمعالجة الوضع واعادة ترتيب الأوراق من جديد.. وقد جاءت في الوقت المناسب.
واضفت:
المهم.. اننا إذا كنا اخطأنا في التعاقد مع سلوبودان.. فإننا نخطئ أكثر إذا طوينا صفحته بهذه السرعة وبهذه البساطة.
وهذا المفهوم يجب أن يكون سائداً في كل تعاقداتنا مع جميع المدربين.. وعلى جميع المستويات، ومختلف الأصعدة.. على أنه بالامكان أو من المفروض أن نطوي هذه الصفحة بصورة مؤقتة بدلاً من تركها مفتوحة.. مسببة لنا الازعاج كلما نظرنا إليها.. على أن نعود إلى فتحها في الوقت المناسب، وقراءتها قراءة جيدة، والتمعن فيما بين سطورها فهي مليئة بالكثير من الفقرات التي يمكن الاستفادة مما فيها لمرحلتنا القادمة، وهي فقرات تتعلق كل منها بموضوع مستقل، يمكن دمجها فيما بعد لتشكل وحدة واحدة.. أو منظومة متكاملة..
فاتحاد الكرة.. والإعلام،..
وسلوبودان.. والجهاز الفني.. واللاعبون.. كلها تشكل عقد هذه المنظومة.
** وماذا عن التأهل؟!
سأل صاحبي.. وأضاف:
وهل إنهاء عقد المدرب سيمنحنا ذلك؟!
وهل التجارب السابقة.. دليل على نجاح خطوة كهذه؟!
قلت:
أما ربط التأهل ببقاء المدرب أو عدم بقائه.. فذلك في علم الغيب، وان كانت هناك مؤشرات فنية في بعض الأحيان تساهم في بلورة رأي حول هذا الموضوع، أما قياس تجربة ما.. بتجارب سابقة، فإن نجاح تلك التجارب ليس بالضرورة ان يكون مؤشراً لنجاح التجربة الجديدة إذ إن لكل تجربة ظروفها.. وعوامل نجاح خاصة بها.
صحيح ان التغيير يلعب دوراً كبيراً في هذا النجاح.. خصوصا عندما تتوفر الكفاءة والمقدرة لكن تظل البيئة المحيطة بالتجربة وعواملها ذات تأثير عليها.
** وكأنما كان صاحبي متهيئاً لسؤال بدأ ترتيبه بعناية ليطرحه بمجرد توقفي برهة ولو لالتقاط الأنفاس.. إذ بادرني قائلاً:
كأني بك ترمي إلي شيء معين.. أو تدور حول الحمى دون أن ترتع فيه..! فهل أفهم من قولك ان التجربة هذه المرة قد لا تنجح.. ربما لأن الظروف تختلف..؟!
وبنفس السرعة بادرته بالاجابة قائلاً:
لا تذهب بعيداً..!! فما طرحته هو رؤية عامة حول موقف ما..!!
أما ما يتعلق بالمنتخب فناصر الجوهر كفاءة تدريبية عالية أثبت نجاحه أكثر من مرة، ولاعبو المنتخب السعودي أيضاً على قدر من الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية.. وبشيء من التنظيم يمكن أن يتحقق المراد بإذن الله، لكن نجاح الجوهر والمنتخب مرهون بعد توفيق الله بتوفير المناخ الملائم الذي يساعد على النجاح.
** تعني من اتحاد كرة القدم؟!
وأكثر أهمية من قبل الإعلام الرياضي والجمهور.. وتعاملهم مع الموقف بعقلانية.. سواء في المدح.. أو النقد.. أو تغطية الأحداث من خلال التحرك في نصف دائرة.. بدلاً من التنقل المفاجئ بين طرفي القطر عبر زاوية 180ْ.. حسب نتيجة المباراة!!
** وهل لا زلت متفائلاً بتأهلنا للمونديال..؟! أجبني بدقة ووضوح؟
يا سيدي.. لا أريد أن أعزف على مقولة ان «الأمل لازال موجوداً» فهذا أمره، طبيعي لأننا أمة طبعها التفاؤل.. ولأن الواقع النظري للتصفيات يؤكد ذلك، ولأن الناحية العملية بإمكانها اثباته!
* كيف؟!
قبل أن أجيبك على تساولك لابد أن أشير إلى نقطة هامة، وهي أن الأمل يحتاج إلى العمل..
والعمل يحتاج إلى الدقة.. ومراجعة الأخطاء وتلافيها وفق أسس سليمة وصحيحة.. والاعتماد على النفس بعد الله في الوصول إلى الهدف والنظر إلى مواقف الآخرين ونتائجهم على أنها عوامل مساندة وداعمة.. لكنها ليست أساسية.
أما تساؤلك كيف..؟! فإن الشرح يطول.. ويحتاج إلى استخدام لغة الأرقام والحسابات.. وشرحت لصاحبي الموقف الحالي للفرق.. وعطاءاتها ومستقبل كل منها..
كان ذلك قبل مباريات الأسبوع الماضي حيث التقت البحرين مع تايلند «1/1» وفازت إيران على العراق «2/1».
بعد هاتين النتيجتين عدت إلى كلامي ووجدته لم يتغير من حيث الجوهر.. والرؤية العامة وإن حدث تغير فهو في بعض الأرقام والنتائج لكنها لا تؤثر على الرؤية العامة للمرحلة القادمة.
فبالنظر إلى المرحلة السابقة.. ومن خلال متابعة الفرق ومستوياتها.. وبغض النظر عن الرصيد النقطي لها.. فإن المنافسة حسب رأيي ستنحصر في النهاية بين المنتخبين السعودي والإيراني لأسباب ثلاثة.
1 تواضع مستوى العراق وتايلند واستبعادهما من المنافسة.
2 خبرة المنتخبين الإيراني والسعودي في التعامل مع مثل هذه النهائيات.. إلى جانب الرصيد النقطي لإيران حتى الآن.
3 قلة خبرة البحرين.. في مثل هذه التصفيات التي تحتاج لنفس طويل وعناصر جاهزة.. وهو ما قد لا يتوفر للبحرين إلى جانب مواجهتها للسعودية وإيران «مرتين» في مباريات لا تقبل انصاف الحلول لهذين المنتخبين.
هذا بصورة عامة.. وبلغة الأرقام والتطبيق النظري على أرض الواقع يمكن أن نقرأ المرحلة القادمة وفق ما يلي:
بالنظر إلى رصيد كل فريق في المرحلة السابقة وحتى الآن نجد:
إيران «7» نقاط من 3 مباريات بمعدل 3.2 نقطة في كل مباراة.
البحرين «5» نقاط من 3 مباريات بمعدل «6.1» نقطة في كل مباراة.
السعودية «4» نقاط من 3 مباريات بمعدل «3.1» نقطة في كل مباراة.
العراق «3» نقاط من 4 مباريات بمعدل 75.0 نقطة في كل مباراة.
تايلند «نقطتان» من أصل 3 مباريات بمعدل 66.0 نقطة في كل مباراة.
ومن هنا يتضح ما سبق أن أشرت إليه باستبعاد العراق وتايلند.. وإذا ما نظرنا لمباريات البحرين القادمة خاصة أنها لم تقابل بعد إيران «مرتين» أقوى الفرق حتى الآن.. مما يعني احتمالية انخفاض معدل التسجيل النقطي لديها.. فإن هذا يشير إلى انحصار المنافسة بين السعودية وإيران على خطف بطاقة التأهل المضمونة.. قبل الدخول في الملاحق..
** كيف تسير إيران والسعودية؟!
في مقالة سابقة وقبل بدء التصفيات وبناء على نتائج تصفيات 94، 98 للمونديال.. قلت ان الحصول على 16 نقطة من أصل 24 كاف جداً ليمنح صاحب هذا الرقم بطاقة التأهل.
وحتى الآن.. يتضح أن هذا هو الاتجاه السائد وعليه يمكن أن ننظر لطريق كل من إيران والسعودية حتى النهاية.
أولاً:
إيران:
لدى إيران الآن 7 نقاط من 3 مباريات.
ومعنى ذلك انها تحتاج إلى تسع نقاط من أصل 15 نقطة «5 مباريات» وهو أمر ليس صعباً.. قد تحصل عليها من العراق وتايلند والبحرين في المباريات التي ستقام في طهران.
ثانياً:
السعودية:
لدى المنتخب السعودي الآن أربع نقاط من 3 مباريات، ومعنى ذلك أنه يحتاج إلى 12 نقطة من أصل 15 «خمس مباريات» وهو أمر يبدو صعباً من حيث لغة الأرقام.
لكن إذا تركنا الرقم جانبا.. ونظرنا إلى المباريات القادمة.. لوجدنا أن ذلك غير مستبعد بل ربما كان في متناول اليد.
فالمطلوب هو الفوز في أربع مباريات على أن تكون احداها أمام إيران، وإذا نظرنا إلى واقع الفرق.. وطبيعة التنافس.. ونتائج المرحلة السابقة.. نجد أن الأمل قوي بإذن الله.
المهم هو الحرص على النقاط.. حرصاً لا تشوبه الحساسية.. ولا يؤثر على الأداء.
أداء منطقي لا يعتمد الهجوم المندفع على حساب الخطوط الخلفية خصوصاً أمام فرق تجيد الارتداد السريع واقتناص الفرص.
أيضاً:
عامل مهم.. لو استطاع المنتخب السعودي كسب مباراة تايلند القادمة.. ثم مباراته مع إيران «الاياب» التي ستقام في السعودية.. لوقف في مركز واحد مع إيران.. وربما تصدر مؤقتا حسب نتيجة إيران مع البحرين هذا الأسبوع. حيث يبدأ التنافس من جديد بين هذين المنتخبين وفقا لنتائج كل منهما مع الفرق الأخرى.
ولا شك أن معنوية المنتخب السعودي في هذه الحالة.. لو وصلت الأمور إلى هذه النتائج ستكون أفضل.. بما يساهم في دفعه خطوات إلى الأمام.
عموماً.. هذه رؤى نظرية، وتبقى النتائج العملية مرهونة بما يتحقق على أرضية الملعب.
الجوهر ... سامي
فتش عن الإعلام
ما تعرض له مدرب منتخبنا الوطني الخلوق ناصر الجوهر، وقائده سامي الجابر عقب مباراة المنتخب الودية أمام الإمارات والتي خسرناها بهدفين للاشيء في الدمام من قبل بعض الجماهير من تصرفات أقل ما يقال عنها إنها «غوغائية»، وهي غوغائية بالفعل لا يمكن تصنيفها تحت أي بند من بنود النقد.. أو حتى مجرد الاعتراض على النتيجة.. والمستوى.
وإذا قلنا مع رفضنا المطلق لهذا القول ان ما تعرض له ناصر الجوهر.. جاء لكونه مدرباً للفريق ... فماذا عن سامي؟!
لا تقولوا لأنه القائد! فلقد تعرض المنتخب في فترات سابقة لعدة هزات ولعدة اعتراضات وتشجيع مضاد وللأسف من بعض الجماهير.. لكن أياً من ذلك لم يطل قائد الفريق..
لا أريد أن أتحدث عن سامي.. ولا أن أخصه بالحديث.. وإنما أتحدث بصورة عامة عن الحدث الموجه للجوهر وسامي أيضاً والذي يعتبر في حقيقته ومضمونه موجهاً للمنتخب الذي يمثل الوطن باعتبارهما رمزين من رموز هذا المنتخب.
لكننا نتساءل:
لماذا سامي.. والجوهر؟!
وهو سؤال معطوف على ما أشرت إليه من أن قائد المنتخب لم يتعرض في يوم من الأيام لمثل ما تعرض له سامي في أوقات تعرض فيها مدرب المنتخب لمثل هذا الهجوم وان كان المدرب وطنيا وطالب هؤلاء «الجماهير» بإبعادهم وهتفوا ضدهم في المدرجات.. وهو أمر مرفوض تماماً.
إن ما تعرض له ناصر الجوهر وسامي الجابر هو في حقيقته نتاج طروحات إعلامية لا مسؤولة من قبل بعض الإداريين في الأندية وبعض الصحفيين وللأسف وقنوات فضائية أعطت الفرصة لجماهير رأت في أولئك مثلاً تحتذي به.. ومعيناً تنهل من آرائها وتوجهاتها، فأضحت هذه القنوات الإعلامية بمختلف توجهاتها المقروءة، والمرئية.. مجالاً خصباً لتصفية الحسابات وحبلاً متيناً لنشر الغسيل واذكاء روح التعصب.. الخاسر فيه هو المنتخب والرياضة السعودية.. فهي التي ستدفع الثمن في النهاية ما لم تكن هناك وقفة حازمة من قبل المسؤولين لتصحيح مسار النقد والسير به في الطريق الصحيح.. أياً كان مصدره.. وأياً كان موقعه..
والله من وراء القصد..
* البريد الالكتروني:
raseel@la.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved