أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

الزواج المبكر
د. عبدالله الرميان
في احدى المناسبات الاجتماعية التف مجموعة من الشباب حول أحد المسنين المرحين وكان محور الحديث (تأخر زواج الشباب، وأسبابه وعلاجه) وهذا موضوع بالغ الأهمية والحاجة إلى الحديث عنه ماسة خصوصاً من قبل العلماء والخطباء والكتاب وأعيان المجتمع وذلك لما يترتب عليه من آثار اجتماعية ظاهرة.
نصيحة هذا المسن لهؤلاء الشباب بل عتبه عليهم لأجل تأخرهم في الزواج وبيّن أن شباب اليوم يصل أحدهم إلى الثلاثين من عمره وهو لم يتزوج وذكرهم بحال آبائهم في السابق ومبادرتهم إلى الزواج حال البلوغ وبين لهم الآثار الايجابية للزواج المبكر.
ونحن مع هذا المسن صاحب التجربة والخبرة الطويلة في بيانه لمصالح الزواج المبكر وآثاره الايجابية والتي منها اعفاف الشباب وتحصينهم استجابة لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
فالزواج المبكر يقضي على أكثر من 90% من الجرائم الأخلاقية المنتشرة في المجتمع بين الشباب غير المتزوجين. ويكفي لمعرفة آثار هذا التأخر السلبية إذ الشاب يضيع قرابة نصف عمره وقوته ونشاطه.
إذ العمر الحقيقي هو فترة الشباب وهو ما بين البلوغ إلى الخامسة والأربعين فالذي يتأخر في الزواج إلى الثلاثين قد أمضى نصف عمره سدى.
لكن مع موافقتنا لهذا المسن في نصيحته إلا أننا مع الشباب في دفاعهم عن أنفسهم حينما ألقوا اللائمة على هذا المسن وأمثاله من أولياء أمور الفتيات الذين بالغوا في المهور وأرهقوا كاهل الشباب بالمطالب المالية وزرع العقبات الكبيرة في طريق العفة.
فغلاء المهور والتكاليف المصاحبة لمراسم الزواج مع ما يحتاجه الشاب من اسئجار مسكن وتأثيثه كل هذه عقبات يصعب على الشاب الذي بدأ حياته الوظيفية حديثاً أن يتجاوزها.
وعندما ذكر هذا المسن هؤلاء الشباب بحال آبائهم ومبادرتهم إلى الزواج حال البلوغ ذكروهم بالمهور في ذلك الوقت التي هي عبارة عن قميص أو قطعة قماش أو ما شابهها إضافة إلى وليمة يدعى إليها أخص الأقارب وأما السكن فحيث يقيم الزوج مع أهله حيث تصبح الزوجة كاحدى أخواته.
إن المجتمع بكامله مطالب أن يقف في وجه هذه المشكلة وأن يسعى لإزالة هذه العقبات لكي يستفيد من ذلك جميع أفراد المجتمع وهذه مصلحة جماعية المشارك فيها بأي وسيلة بكلمة أو خطاب أو مال أو فكرة قد استجاب لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).
إن المجتمع أحياناً يقف في طريق العفة بإقامة العقابات الاجتماعية حتى للقادرين مالياً على الزواج المبكر.
فنظرة الاستنكار وكلمة الإنكار التي تصدر من بعض أفراد المجتمع نحو الشاب الذي يتزوج في العشرين أو دونها طريق آخر لمحاصرة الشباب وزيادة معاناتهم.
والعجب أن هؤلاء الذين أنكروا المعروف سكتوا عن المنكر الذي قد يقترفه بعض الشباب عندما يسافر هنا أو هناك بحثاً عن الرذيلة وجعلوا هذا من باب الحرية الشخصية والتمتع بالشباب.
وتمتع المسلم بشبابه واستغلاله لقوته ونشاطه يكون في المباح بل المشروع من النكاح.
إن وجود هذه العقبات في طريق الحلال مع كثرة وسائل الفتنة والإغراء تجعل الشاب يجرؤ أن يصور حال مجتمعه معه بقول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء
* جامعة أم القرى
qmrrsa@hotmail.com
ص.ب 13663 مكة



أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved