أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

متابعة

أمريكا ، ، ، والعالم بعد حرب الطائرات الانتحارية
بعد أن اهتزت أمريكا بعنف
ما هي الخطوة الأمريكية القادمة
اللواء أحمد عبدالحليم: الاتهام العشوائي ، ، أهم ما نحذر منه
* القاهرة مكتب الجزيرة
عثمان أنور إنصاف زكي:
اهتزت أمريكا بعنف فاهتزت معها بلدان العالم أجمع، والهجمات العنيفة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية كانت بمثابة الزلزال الذي أصاب أمريكا والعالم بالدهشة الكبيرة حيث مازال الجميع يعيشون توابع الزلزال وآثار وتداعيات الهجوم العنيف، ويحاولون تفسير ما حدث ويترقبون الخطوة القادمة،
ماذا ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية؛ وكيف يكون انتقامها؛ وممن! وهل تنساق وراء الإيحاءات الاسرائيلية التي تتهم العرب والمسلمين، وفيما سارعت الدول العربية بإعلان شجبها للإرهاب واستنكار ما حدث قامت إسرائيل بالإيحاء أن العرب هم المتهمون، وبرغم أن الكارثة ما زالت تحمل غموضها ولا يوجد ما يرجح أي جهة تقف وراءها إلاّ أن المؤشرات الأولى لما حدث تؤكد أن رد الفعل الأمريكي يتجه للانتقام الشديد،
الجزيرة استطلعت آراء نخبة من المحللين وخبراء استراتيجيين ومفكرين حول خطوة أمريكا القادمة من خلال قراءة أحداث الهجمات التي تعرضت لها،
احتمالات قائمة
يقول الخبير العسكري واللواء الاسبق طلعت مسلم لا بد من الاشارة أولاً إلى أن ما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية يعد كارثة كبرى بكل المقاييس لأن الهجمات ضربت أمريكا في العمق وعلى أرضها واخترقت أمنها القومي وأظهرتها أمام العالم في موقف العاجز والدولة سهلة الاختراق فما حدث من خطف طائرات وضرب المباني الفيدرالية يؤكد أن الدولة ليس بها ، ، ما يمنع أو يقي من حدوث ذلك،
من جهة أخرى يعرف أن الإدارة الأمريكية لها تركيبتها الكلاسيكية وهي تحمل مواقف متناقضة دائماً مع المواقف العربية وهذه الإدارة ووفق المؤشرات الأولى لما حدث تتجه لإثبات تورط الجماعات الإسلامية والعربية التي تتبنى الدفاع عن القضايا الوطنية، خاصة وأن ذلك يرضي بالتأكيد اللوبي اليهودي الذي يتغلغل في معاقل صناعة القرار الأمريكي ويتدخل بشكل سافر في اختيار صنّاع القرار أنفسهم ولذلك فالخشية والخوف قائمان من أن ترتاح الأوساط السياسية الأمريكية لاتهام أعداء إسرائيل ولو بالباطل، والبعد عن النظرة الموضوعية لما حدث والابتعاد عن جميع الاحتمالات الاخرى بما فيها احتمال انطلاق هذه الهجمات من احدى الجماعات المعادية داخل أمريكا،
ويقول اللواء طلعت مسلم إن النظرة الموضوعية لطبيعة الهجوم وحجمه لا يتطابق بأي حال من الأحوال مع قوة وإمكانيات الجماعات الإسلامية أو العربية بل إن حجم الهجمات لا بد وأن يجعلنا نستبعد وقوعها بتدبير من خارج الولايات المتحدة الأمريكية أصلاً، لأنه رغم اتساع نطاق المعارضين للسياسات الأمريكية في شتى أنحاء العالم إلاّ أنهم لا يملكون وسيلة للتعبير عن رفضهم إلاّ عن طريق التظاهر في كثير من الأحيان على المستوى الشعبي أو الاعتراض في المحافل الدولية على المستوى الرسمي،
انتقام عشوائي
يؤكد اللواء والخبير الاستراتيجي أحمد عبدالحليم أن الخطوة الأمريكية القادمة ستكون هي الانتقام الشديد ولكن ممن فلا بد من معرفة أي جهة أو أي دولة وقفت وراء ما حدث،
فهذه الهجمات العنيفة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تخطرعلى بال أحد وجاء تنفيذها بدقة متناهية تفوق الوصف، وهذه الهجمات وطريقة تنفيذها وضعت العالم كله في حيرة مما يحدث ولكن أقول إن الهزة العنيفة التي تعرضت لها الولايات المتحدة كان لا بد أن تحدث لبلد كبير مثلها نتيجة لمواقفها العديدة سواء على مستوى سياستها الخارجية أو الداخلية، فالولايات المتحدة توجد بينها وبين العديد من الجهات والدول قضايا متشابكة ومواقف عدائية واضحة بالاضافة الى عدائها التقليدي للجماعات الاسلامية والعربية التي تتبنى الدفاع عن القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية فلسطين، لا أقول ذلك حتى أقحم القضية الفلسطينية في هذه الأحداث ولكن للتأكيد على أن الانحياز الأمريكي لإسرائيل يعد أحد المواقف السيئة للولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب ذلك توجد قضية الدرع الصاروخي الذي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لفرضه على العالم وهو النظام الذي يحمي الولايات المتحدة الأمريكية من هجوم مضاد بواسطة درع صاروخي مضاد للصواريخ أي أنه يمنح أمريكا فرصة الاعتداء على الآخرين دون تلقي الرد منهم، وقد لقي هذا المشروع اعتراضا أغضب العديد من الدول وعارضته روسيا والصين بقوة وأوروبا بشكل أقل حدة، ومع ذلك تجاهلت إدارة بوش هذه الاعتراضات ومضت في تجاربها لتنفيذ هذا المشروع الضخم الذي يهدد بإشعال سباق التسلح في العالم،
وفي ضوء هذه القضايا وغيرها من الصعب ترجيح جهة ما قامت بهذا العمل العنيف،
وأضاف اللواء أحمد عبدالحليم أن هذا العمل يخرج عن حدود وإمكانيات أية جهة واحدة فعملية خطف الطائرات وتفجيرها في برج مركز التجارة العالمي والبنتاجون عمل متشابك لا تقوم به جهة واحدة ومن هنا يجب على أمريكا ألا تتسرع في أحكامها، وألاّ تنتقم من أي أحد عشوائياً،
تصفية الميلشيات بالداخل
ومن جهته يرى اللواء أحمد فخر رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية لا بد أن نضع في الاعتبار أن قائمة الاعداء المحتملين للولايات المتحدة الأمريكية وسياستها الخارجية يمكن أن تتسع لتشمل مئات من البشر وهذا نتيجة تاريخها الطويل معهم في مواقفها المعارضة لهم غير أن التساؤل الذي يطرح نفسه هو ما مدى إمكانية امتلاك فرد أو جماعة من الخارج على تنفيذ تلك الهجمات الرهيبة التي كسرت أنف واشنطن، ، ، أقول إن هناك شكوكاً كثيرة حول وجود هذه الجماعات لأنه مهما كانت قدرة هذه الجماعات التنظيمية والتكتيكية فإن طبيعة أهدافها وحجم عملياتها وعدد ضحاياها لم يكن يتخطى حدوداً معينة بأي حال من الأحوال، وعلى هذا لماذا لا يكون الخطر من داخل أمريكا وليس من الخارج لأنه في الحقيقة يوجد عداء طويل بين العديد من المواطنين الأمريكيين في الولايات المتحدة البعيدة عن واشنطن والتي بقيت لعهود يهيمنون على الحكومة ومقاليد الأمور ودائماً يعترضون على نظام الضرائب، وقد تعاظم هذا الشعور في عدة ولايات أمريكية مما دفع إلى تكوين جماعات يمينية متطرفة تعادي الحكومة الفيدرالية صراحة، ويرتبط نشأة هذه الميليشيات عادة بالأوضاع الاقتصادية وقد اضطر العديد منهم في الفترة الأخيرة إلى بيع ممتلكاتهم تحت وطأة فوائد القروض البنكية المتراكمة، ولذلك فالخطوة الأمريكية يجب أن تكون على مهل وبتروٍ،
العرب والمسلمون أبرياء
ويؤكد اللواء والمحلل السياسي كمال حافظ أن الهجمات الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن أي إمكانيات شخص أوجهة واحدة أو حتى دولة من دول العالم النامي، وللتعرف على الخطوات القادمة التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة لا بد من محاولة تحليل ما حدث ومحاولة الوصول إلى الفاعل الحقيقي، وأعتقد أن القوى الصهيونية ممثلة في إسرائيل ومخابراتها الموساد هي الفاعل المرجح وراء هذه العمليات فالحركة الصهيونية لم تتورع عن ضرب حلفائها وأصدقائها لتحقيق أهدافها الاستعمارية وهي القوى الحقيقة وراء هذه العمليات التي تمت بإمكانيات عالية ومن الواضح أن العرب المسلمين أبرياء من هذا العمل فليس لهم مصلحة وليس لديهم الإمكانيات لفعل ذلك لأن السياسية العربية اتجهت للتسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي وتخلت عن أية احتمالات للمواجهة بالقوة المسلحة ووافقت على الاشراف الامريكي للتسوية والذي يراهن على التسوية السلمية لا يمكن أن يقوم بمثل هذه العمليات بالاضافة لعدم قدرة المنظمات على تنفيذ هذه العمليات الضخمة فأعمالهم لم تتجاوز نطاق حركتهم في حدود العمليات الاستشهادية المحدودة التي تجرى على الأرض الفلسطينية وليس لدى الاشخاص الفلسطينيين امكانيات فعل ذلك في أمريكا والتدريب على قيادات الطائرت لهذا الغرض، ورغم كل ذلك أخشى أن تتجه نية الانتقام من العرب والمسلمين،
ومن جهته يرى اللواء صلاح سليم أن رد الفعل الأمريكي سوف يتوقف على نتيجة التحقيقات حول مرتكبي هذه العملية التي استهدفت رمز الولايات المتحدة الامريكية الاقتصادي ممثلاً في مركز التجارة العالمي واستهدفت رمز الولايات المتحدة العسكرية ممثلاً في وزارة الدفاع، لكن الوصول إلى نتائج محققه سوف تحتاج أياماً طويلة غير أن النقطة الخطيرة هي أن هيبة الادارة الامريكية قد اهتزت سواء أمام شعبها أوأمام الدول الحليفة ويجب استعادة هذه الهيبة، ومن الصعب أن توجه الاتهامات إلى بعض المنظمات الاسلامية والعربية فهذه العمليات تتجاوز قدرات اي جماعة اسلامية اوعربية ولكني اعتقد ان هناك جهة مخابراتية تقف وراء هذه الاعمال ويجب على امريكا ان تتوخى الدقة في البحث عن أصول وجذور من قام بهذه العمليات وعدم الانسياق وراء ما تروجه إسرائيل لإلصاق التهمة بالعرب ولذلك فأنا أنصح بأن يكون رد الفعل متسماً بالتروي والتأني ومراجعة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية والابتعاد عن المعايير المزدوجة واحترام الحقوق المشروعة للشعوب وبهذا تستعيد امريكا هيبتها كدولة عظمى وتعاقب من قام بهذه العمليات،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved