أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
مفاتيح الرزق
كل إنسان على هذا الكون يبحث عن مصدر من مصادر الرزق، يبحث عن لقمة العيش، له ولمن يعول، وهذا أمر مطلوب ولكن نرى كثيراً من الناس يبحثون ويسعون لتحقيق ذلك معتمدين في ذلك على الأسباب الملموسة فقط كالشهادات الدراسية والمؤهلات العلمية والدورات الفنية والخبرات وغيرها ولا شك أن الأخذ بالأسباب مطلب شرعي ومن كمال التوكل على الله، ولكن لا ينبغي أن يكون الاعتماد فقط على الأسباب وحدها دون اللجوء إلى مسبب الأسباب.
مصادر الرزق كثيرة ومتنوعة وسنتطرق لمصدر من هذه المصادر التي يغفل عنها كثير من الناس. هذا المصدر هو تقوى الله، نعم التقوى! هذه الكلمة الواحدة الصغيرة في حجمها ومساحتها الكبيرة في معناها وتحقيقها، هذه الكلمة التي تتردد على أسماعنا كثيراً حينما نقرأ القرآن وحينما نسمع موعظة أو خطبة أو محاضرة، وحينما يرتكب الإنسان مخالفة شرعية أو معصية من المعاصي يقال له اتق الله.
فما معنى التقوى؟ وما المراد بها؟ وماذا يترتب على تحقيقها؟
وردت التقوى كثيراً في القرآن الكريم منها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً..) وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد..) وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته..) والتقوى وصية من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كما ورد في الحديث: (اتق الله حيثما كنت..) كما أن التقوى وصية الله للأولين والآخرين والأنبياء والمرسلين وللناس أجمعين.
وللتقوى معان كثيرة منها: (امتثال أمر الله واجتناب نهيه) ومنها: (أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية) ومن معانيها: (الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل).
ولقد وردت عدة نصوص تدل على أن التقوى من أسباب الرزق ومفتاح من مفاتيحه ومنها:
أولاً: قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) في هذه الآية الكريمة بين الله جل وعلا ان من تحقق له شرط التقوى فإن الله يجزيه بأمرين:
* (يجعل له مخرجا) أي ينجيه قال ابن عباس: من كل كرب في الدنيا والآخرة.
* (وبرزقه من حيث لا يحتسب) أي يرزقه من حيث لا يأمل ولا يرجو قال ابن كثير في تفسيره أي: «من جهة لا تخطر بباله».
إذا كانت هذه بعض ثمرات التقوى فما أعظمها وأجلها من ثمرات وإنه والله لجدير بنا أن نسعى جهدنا لتحقيق هذه الثمرات: قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن أكبر آية في القرآن فرجاً قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً).
ثانياً: من الأدلة أيضاً على أن التقوى من أسباب الرزق قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
فبين الله جل وعلا أنه لو تحقق لأهل القرى الإيمان لوسع الله سبحانه عليهم الخير ويسره لهم من كل جانب كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنه في تفسيره لهذه الآية، وقال الإمام الرازي في معنى قوله تعالى (بركات من السماء والأرض) المراد ببركات السماء المطر وبركات الأرض النبات والثمار وكثرة المواشي والأنعام وحصول الأمن والسلامة.
يتضح لنا مما سبق ان الله سبحانه وتعالى جعل التقوى سبباً من اسباب الرزق ووعد بالمزيد لمن شكر قال سبحانه: (لئن شكرتم لأزيدنكم) فعلى كل من اراد السعة في الرزق ورغد العيش ان يحفظ نفسه عن المعاصي وليهجر الآثام والمنكرات وليمتثل أوامر الله وليجتنب نواهيه ويصن نفسه عن الحرام وعما تستحق به العقوبة من فعل منكر أو ترك معروف، وبذلك يتحقق معنى التقوى، واتقوا الله حق التقوى.
فرحان بن خليف العنزي
رئيس مركز هيئة العيون بالأحساء

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved