أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
«احفظوا أيمانكم»
سلمان بن محمد العُمري
اليمين وهو الحلف بالله تعالى يكون لتأكيد قضية أو حالة ما، وقد شرعه الله تعالى في حالات معينة، وطلب منا سبحانه أن نحفظ الأيمان، وخصوصاً الأيمان المغلظة المعظمة لما فيها من أخطار، وأحيانا أخطاء قد ترتكب، وخصوصا وأنها تأتي بحالات فيها من الغضب الشيء الكثير، وفيها من المصاعب الكثير، ويكون الإنسان غالباً خارجا عن طوره أثناءها.
لقد استمرأ العديد من البشر اليمين، فصار عندهم كشربة الماء سهلا ميسراً يقولونه بأي لحظة وبكل ظرف، وقد يكون اليمين أحيانا تغطية من الكاذب والعياذ بالله على كذبه، وقد يكون لنيل الكثير من الرضاء والعطاء، وقد يكون لتأكيد ما عجز المرؤوسون عن تأكيده، وقد يكون لإثبات حصول الامر الغريب، وفي كل الأحوال لا يجوز إلقاء الأيمان ذات اليمين وذات الشمال، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن ينطوي الأمر على خداع أو كذب، فأن تشهد الله تعالى على كذبك هذا أمر كبير، وعقابه كبير كبير، والمؤمن لا يكذب بأي حال من الأحوال.
أحياناً قد نرى من يحلفون بغير الله، وهنا يكون الإثم أكبر، لأن بالأمر شركاً والعياذ بالله، والشرك لا يرضاه الله تعالى لعباده إطلاقاً، حتى ولو كان اليمين حلفاً بالرسول صلى الله عليه وسلم أو صحابته رضوان الله عليهم أو غير ذلك.
الحلف المتواصل المتكرر بحيث إن البعض يحلف بين كل جملة وأخرى، وهذا أمر ذميم كريه لا يقبله العقل، وتأباه الفطرة السليمة الطيبة المباركة، لأن فيه ضرراً كبيراً على الإنسان وإخوانه ومحيطه ومجتمعه.
من الحلف الخطير الحلف الذي يراد به ظلم الإنسان زوراً وبهتاناً، أو الحصول على مكاسب غير مشروعة، أو الحلف بأمور يرفضها الشرع الحنيف والفطرة المباركة، وهذا ايضا نرجو الله أن يبعده عن الجميع لخطره الفادح.
إن الحلف بأشكاله التي ذكرناها نسعى لاستئصاله كلية من أنفسنا، ونرجو لإخواننا أن يستطيعوا ذلك، وأن يمكنهم الله تعالى من ذلك، ويبقى الحلف لأمور شرعها الله تعالى، وبهذا تصفو القلوب، وتعود للحياة بهجتها، والله المستعان.
alomari 420 @yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved