أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

نعم الله تعالى وواجبنا نحوها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يقول الله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ويقول تعالى: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) ويقول سبحانه وتعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث).
إن الانسان العاقل حينما يتدبر ويتفكر في نفسه وما تحويه من حواس وقدرات وما يعيش فيه من نعم وأمن وخيرات حينما يتدبر ذلك يشعر بنعمة الله تعالى عليه مما يدعوه الى تقديرها وشكر الله المنعم عليها. أما اذا اخذ الانسان في بَلاَدَة الاعتياد فإنه ينسى فضل الله تعالى عليه مما يجعله يغفل عن تذكر نعمة الله وعن شكرها.
إننا حينما نتأمل أحوال بعضنا نرى أنهم يتقلبون في نعم الله تعالى وكأنهم جديرون بها من غيرهم وينسون ما يعانيه الآخرون.
خذ مثلا من يعيش في أمن وصحة ورغد من العيش ينسى ما تعيشه بعض الدول من ويلات الحروب عافانا الله والمسلمين منها، وما يعانيه المرضى على الأسرة البيضاء باختلاف انواع امراضهم، وما يقاسيه الفقراء من الجوع والمساغب وقلة ذات اليد، وما كان يعيشه الرسول صلى الله عليه وسلم وأهله من خشونة العيش، حتى إنه يتلوى يومه من الجوع ويمر الشهران ولم يوقد في بيته صلى الله عليه وسلم نارا ما يجد طعاما يُطبخ فطعامهم الأسودان التمر والماء. فلنعقد مقارنة بسيطة بين اصناف النعم التي نتمتع بها وبين ما كان عليه الرسول من خشونة العيش لنشعر بعظم النعم ونشكر الله عليها، ونُشعر أهلنا وأبناءنا بما كان عليه الرسول وكان عليه الاجداد من شظف العيش حتى يعرف الجيل الحديث حجم تلك النعم ورغد العيش ويعرفوا قدرها ويشكروا الله عليها.
إذاً يجب على كل ذي نعمة ان يعرف قدرها ويوقرها ويستشعرها ويحمد الله عليها ويصرفها في طاعة الله تعالى حتى تستمر مصداقا لقوله تعالى: (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وفي الاثر:
ان الله ليرضى عن العبد ان يأكل الأكلة ويحمد الله عليها ويشرب الشربة ويحمد الله عليها جعلنا الله من الشاكرين.
وإنه مما يؤسف له ما نراه من بعض الناس هداهم الله تعالى وخاصة في المناسبات من إسراف وتبذير فلنتعقل في ذلك ولنحترم نعم الله ولنصن النعمة ولنأخذ منها بقدر ولنصرف ما يتبقى على المحتاجين ولنحذر كل الحذر من اهانة النعم رميها مع الفضلات أعاذنا الله من زوال النعم وحلول النقم وحفظ الله لنا أمننا وإيماننا وأدام علينا نعمه وجعلنا من الشاكرين إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبدالعزيز بن محمد الحميدان - الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved