أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

المديرية العامة للسجون:
نأخذ من الدين الإسلامي نظامنا ومن القرآن تشريعنا
سعادة الاستاذ عبدالرحمن بن سعد السماري
جريدة الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر سعادتكم على مقالكم في زاوية مستعجل عن السجون في المملكة العربية السعودية وما أوضحتموه عن واقعها (سجوننا أحسن من سجون السويد)
الاستاذ الكريم مداخلة على المقارنة بين واقع السجون لدينا والامتيازات التي يحظى بها السجناء في سجون السويد وانه قد تلغي الحكومة السويدية بعض الامتيازات وبعض التعاملات الطيبة مع السجناء لديهم لرغبة البعض الدخول في هذه السجون التي تمثل فندق خمسة نجوم.
أود أن أوضح بأن السجون في هذه البلاد الطاهرة التي تأخذ من الدين الإسلامي نظاماً ومن القرآن الكريم تشريعاً تستمد أنظمة السجون من هذا المبدأ ومن هذه الميزة التي حبانا الله بها. فعلى سبيل المثال تضع حكومتنا الرشيدة تقنيناً وتنظيماً بأن من يحفظ القرآن الكريم غيباً يسقط عنه نصف محكوميته.
فإنما أراد المشرع بهذا التنظيم الرائع غير المسبوق ان يضع النزيل أمام الأمور التالية:
1 التدبر في كتاب الله سبحانه عز وجل ومعرفة معانيه وتفسيره ومعرفة المشروع والممنوع والحلال والحرام والصح والخطأ وما يؤدي لجنات النعيم وما يقود للنار والعياذ بالله.
2 اليقين والمعرفة بأن السبب والمسبب في اعفائه من نصف محكوميته عودته إلى الله وحفظ كتابه الكريم. وان الله قد منّ عليه بهذه النعمة عندما رجع إلى ربه وخالقه.
3 تفكر وتدبر بما يحمي فكره وحواسه بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة ووضع نفسه أمام ما يملأ فراغه ويطمأن قلبه (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وابتعد عن وساوس الشيطان وحباله وحبائله.
4 أصبح من يحفظ القرآن الكريم لديه درع قوي لا تخترقه نبال الشر إذا تدرع به وحصن منيع إذا تحصن به.استاذي الكريم من أجل إيضاح المميزات والآثار التي يكتسبها من يحفظ كتاب الله سبحانه عز وجل يحتاج ذلك لمؤلف أو مؤلفات كتب عنها وفيها علماء وأساتذة ومختصون أفاضل ولم يصلوا ولن يصلوا لمبتغاهم مثل ما جاء في آيات القرآن الكريم نفسه. لذلك أردت ان أوضح فقط بأن جميع أنظمة السجون ومعاملة النزلاء تستمد من هذا النسق المستمد من كتاب الله سبحانه وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. فالخلوة الشرعية واليوم العائلي والخروج لزيارة الأهل لمدة أربع وعشرين ساعة والعفو بجميع أشكاله والتدريب والتعليم والتشغيل داخل السجون أو الخروج للعمل خارجها جميع هذه الأمور وغيرها تدخل تحت إطار الرحمة والمودة والألفة والتكافل الاجتماعي وكلها مستمدة من نصوص وأحكام الدين الإسلامي الحنيف وتشريعاته السمحة التي تعطي الإنسان مميزات دنيوية وفي الوقت نفسه تعمل على إرشاده وتعليمه على النظام والانضباط والتآخي وحب الآخرين وعزة النفس وعدم الوقوع في الوحل الذي هو براثن الجريمة نفسها التي تقود للسجن.
فمهما كان هذا السجن حتى وان كان قفصاً من ذهب ومهما كانت الأمور الدنيوية فيه ميسرة فهي لن تغنيه عن العودة لله سبحانه واتباع أوامره وترك نواهيه وطلب المغفرة والعفو من الخالق فالمسلم ينشد ويطلب المغفرة والجنة وما يقرب إليها من فعل أو عمل. وهذا هو ما تركز عليه وزارة الداخلية في برامجها بأن يخاف ويخشى الإنسان من الخالق قبل ا لخلق ويكون لديه رقابة ذاتية.
أخي الفاضل ومع هذا تبقى الروادع والموانع للعودة للجريمة موجودة ومقررة مثلما الترغب والتعلم واستجداء العقول ونوازع الخير موجودة فمن لم يستفد من حفظه القرآن الكريم وعاد للجريمة مرة أخرى يعاد عليه ما استقطع من محكوميته حتى بعد خروجه وكذا الاعفاءات الأخرى والمميزات التي يكتسبها أثناء تنفيذ المحكومية فمن أخل بنظام السجن ولم يتفاعل مع البرامج الإصلاحية يعامل حسب سيرته وأفعاله ولدينا مرشدون وموجهون نفسيون واجتماعيون في جميع السجون يرغبون ويحببون النزلاء بالانخراط في البرامج الاصلاحية وهذا همهم وعملهم ورسالتهم اليومية. ويقيمون النزيل بشكل يومي وملاصق وتسجل أفعاله وتفاعلاته. ويتم ارشاده وتوجيهه لأقرب الوسائل والطرق التي يتوجب عليه ان يسلكها ويطرقها من أجل الوصول لطريق الصلاح والحياة الكريمة ومعالجة اشكالاته داخل السجن وخارجه ومساعدة أسرته والرفع للجهات المعنية لمعالجة أمور الأسرة ان كان ذلك مادياً أو معنوياً.
هذا يتماشى ويتزامن مع دروس مركزه في الوعظ والارشاد وتعلم الدين الإسلامي الحنيف والعواقب الوخيمة لمن يخالف أوامره ونواهيه. يقوم بها علماء وأخصائيون أفاضل يراعون الجانب النفسي المؤثر في عقلية الإنسان ومخاطبة عقله وضميره واستنباط واستخراج الدوافع الخيرة وتنميتها ورعايتها وتشجيعها حتى تطغى وتغطي عوامل الشر وينقاد هذا الإنسان لعمل الخير.
أخي الكريم بعد هذا أذكر لك بأن وزارة الداخلية تخطط بشكل جيد ومدروس من أجل عدم عودة النزيل للسجن مرة أخرى.
ولي فيك وفي كل مواطن صالح ان يساعد على النهوض بمستوى اخواننا النزلاء والأخذ بأيديهم للنهوض من الكبوة التي وقعوا فيها. حيث إنهم منا وفينا وسيتعاملون مع المجتمع ان كان سلباً أو إيجاباً.
ومن أجل الحد من الجريمة ومخالفة النظام وحماية أبنائنا وأعراضنا وممتلكاتنا من ان تنتهك يجب إصلاح النزيل واستصلاح كوامن الخير فيه فالنزلاء أبناء الفطرة وأبناء هذا الوطن الكريم وأبناء الدين الإسلامي الحنيف الذي ترعرعوا في أحضانه وبين جنباته ولا يمكنهم الاستمرار في الغي والمخالفة. ولكن يجب ان نرشدهم ونوجههم إلى ذلك. فحسب علمي ومعرفتي فإنهم سيستجيبون ان شاء الله جلت قدرته لهذه البرامج المدروسة من واقع ديننا الإسلامي الحنيف ومن واقع عاداتنا وتقاليدنا النبيلة.
والله الهادي إلى سواء السبيل والموفق لما يحبه ويرضاه..
وتقبلوا وافر تحياتي وتقديري
لواء أحمد بن محمد البعادي
مدير عام السجون بالنيابة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved