أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

حفظ اللّه للإنسان
من النعم التي يتمناها كل مسلم نعمة حفظ الله له، وحفظ الله ليس كحفظ البشر يحصل منهم السهو والنسيان والتضييع بل حفظ كامل من لدن رقيب حفيظ جلت قدرته.. وإذا كان المسلم يريد الحصول على هذا الحفظ فما هي أسبابه، ومتى تتحقق للمسلم؟.. وفي الحديث المشهور الذي رواه بن عباس رضي الله عنهما قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك....» إلى آخر الحديث.. فمن أراد الحصول على حفظ الله فعليه أن يحرص على خفظ أوامره ونواهيه، فما كان منها من أمر فعله وما كان منها من نهي تركه.. قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه«جامع العلوم والحكم» وقوله صلى الله عليه وسلم:« يحفظك» يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله، فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى:«وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم».
وعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب فيحرص على الأدعية الأوراد الثابتة في صحيح السنة. قال ابن عمر رضي الله عنه: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي..هذه الدعوات كان عليه الصلاة والسلام يواظب عليها فجدير بكل مسلم أن يقتدي به عليه الصلاة والسلام وأن يعلم أبنائه هذا الدعاء رجاء أن يحفظه الله ويحفظ ذريته .
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله ومن حفظ الله في صباه وقوته، حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله.
وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله فوثب يوماً وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر.
وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخاً يسأل الناس فقال: إن هذا ضعيف ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره. وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى:« وكان أبوهما صالحاً» إنهما حفظا بصلاح أبيهما. وقال سعيد بن المسيب لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن احفظ فيك ثم تلا هذه الآية:« وكان أبوهما صالحا». وقال عمر بن عبدالعزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه وقال بن المنكدر: إن الله يحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ الله وستره. ومتى كان العبد حريصاً على طاعة الله مشتغلاً بها فإن الله يحفظه في تلك الحال.
والله المسؤول أن يحفظنا وذرياتنا وكل مسلم من شر شياطين الإنس والجن.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إبراهيم بن عبدالعزيز الشثري
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد
وتوعية الجاليات بغرب الديرة بالرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved