أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th September,2001 العدد:10581الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

قراءة في كتاب «الصمَّان»
تأليف: الأستاذ سعد بن عبد العزيز الشبانات
عبد اللّه الصالح العثيمين
منطقة «الصمّان» منطقة عزيزة من مناطق الوطن الواسعة، وكانت وما زالت من أجود المناطق الرعوية.. ولذلك لم يكن غريبا أن تنافس عليها المتنافسون من البادية قبل أن تنعم البلاد بالوحدة والاستقرار.
ولم يكن غريبا ايضا أن تَغنّى بها أو بأماكن منها المبدعون من الشعراء وان كانت شقيقة أختها وجارتها الدهناء في بغية الشاعر الفارس راكان بن حثلين عندما أدّى من البطولة ما أدّى وأراد من كانوا يسجنونه مكافأته على دوره البطولي.
أما مؤلف الكتاب المتحدَّث عنه هنا، فأخ كريم وعصاميّ فذّ. عشق معاناة البحث واستلذّ تعب الدراسة، فاستهلك كما ذكر رصيده من الإجازات الرسمية، وعمل بجد ليلا ونهاراً متعديا على حقوقه الأسرية والاجتماعية والشخصية لكي ينتصر في حربه مع الوقت.ومع أن من الحب ما قتل فإن تصميم هذا العاشق المتيّم قد انتصر في نهاية المطاف. على أن هذا الانتصار لم يكن انتصارا ذاتيا فقط، بل هو انتصار لكل عشّاق البحث ومحبّي الدراسة الجادة.
وأما الكتاب نفسه فقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1419ع وكان قد قدّم لها أحد أساتذة الجيل الأفاضل الصديق العزيز سعد بن جنيدل أمدّ الّله في عمره على زيادة عمل صالح. ومما ورد في تقديم الأستاذ الجليل قوله:
«هذا الكتاب هو ثمرة زيارات متلاحقة ومشاهدات متتالية وجهود متتابعة. وهو حافل بالمسميّات للصحاري بكل ما فيها من معالم، رياضها وتلالها وبروازاتها الجبلية ومياهها، وما نشأ فيها من الهجر التي أصبحت بنعمة الأمن والاستقرار نامية معمورة. وزوّده المؤلف بالخرائط والصور الفوتوغرافية الجيدة والفهارس».
ولما اشتمل عليه الكتاب من قيمة علمية نفدت الطبعة الأولى منه خلال ثلاثة شهور من صدورها، كما قال مؤلفه الكريم. وتقديرا منه للإقبال الذي لقيه سارع إلى ردّ الجميل. فلم يكتف بإعادة طباعته على ما كان عليه، بل طوّر وصوّب ما رآه يحتاج إلى تطوير وتصويب، شأنه في ذلك شأن كل باحث جاد مخلص لدراسته وفيّ لقارئه الكريم.
ولقد أصدرت الطبعة الثانية من الكتاب دار عالم الكتب، سنة 1420ه مكوّنة من جزأين مشتملين على 816 صفحة من الورق الصقيل، وقدّم لهذه الطبعة المطوّرة المصوّبة شيخ الجيل العلامة حمد الجاسر، رحمه اللّه، الذي وصف الكتاب بأنه «دراسة حديثة متميّزة» وقال: «لا أكون مبالغا حين أقول بأنني تمنيّت أنه وقع تحت يدي مثل هذا الكتاب حين بدأت في تأليف القسم المتعلق بالمنطقة الشرقية من المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية».
وحسبك بكتاب يقول عنه الشيخ حمد ما قال، ويصفه بما وصفه به.ولقد اشتملت دراسة أخي الكريم الأستاذ سعد الشبانات، عن الصمّان على كل ما يتصل بهذه المنطقة. فأورد تاريخها، وحدّد حدودها، وأوضح تداخل اسمي الصمّان والصُّلب، وحقق بعض المسائل حول الأماكن، وأشار إلى دروبها القديمة، وطبيعتها ومناخها إضافة إلى شرحه للمصطلحات الجغرافية.
وقد عزّز دراسته للأماكن التي تحدث عنها بأبيات من الشعر، قديمه وحديثه، فصيحة وعاميّة، كما أوضحها بالصور الرائعة والخرائط الدقيقة.
وفي حديث المؤلف الكريم عن تاريخ المنطقة التي درسها أورد شيئا مما ذكرته المصادر عن تاريخها قبل الإسلام، ثم تكلّم بإيجاز عن تاريخها في القرون الإسلامية امتدادا إلى عهد ا لدولة السعودية الأولى عندما أعطى لمحة عن الدعوة التي ناصرتها هذه الدولة.
ثم أورد ما ذكرته المصادر التاريخية المحلية من أحداث وقعت في المنطقة المتحدّث عنها حتى وفاة الملك عبدالعزيز رحمه اللّه مشيرا إلى الهجر التي نشأت فيها، ثم تطوّرت وتوسّعت وشهدت ما شهدته بقية مناطق البلاد من تقدّم عمراني يرجو الجميع أن يزيد ازدهارا ونمّوا.وإذا كان الشيخان الجليلان، العالمان المحقّقان: الجاسر وابن جنيدل قد أدليا بشهادتيهما على كتاب أخي الكريم سعد الشبانات، ثناء عليه بما يستحقه من ثناء، فإنهما قد كفيا من هو دونهما، علما وتحقيقا مثل كاتب هذه السطور عن أي إطراء جدير بأن يطرى به هذا المؤلف العصاميّ الفذّ. فجزاه اللّه خير الجزاء، وأكثر من أمثاله الباحثين الجادين.
على أن كل عمل جيّد رائع يمكن أن يزداد جودة وروعة لو روعيت فيه بعض المسائل التي وإن كانت ثانوية لم تنل حظّها من المراعاة.
وهذا ما سترد الإشارة إليه مستقبلا إن شاء اللّه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved