أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th September,2001 العدد:10581الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,جمادى الآخرة 1422

محليــات

يارا
وين ناصر عن ملايين سلوبدان؟
عبدالله بن بخيت
لا أعرف حتى الآن ما هو دور المدرب في كرة القدم. أتذكر في كأس العالم الأخيرة في فرنسا أن البرازيل بمدربها الثعلب العجوز زاجالو ظلت تلعب بخطة واحدة حتى منيت بالهزيمة القاسية وخرجت من البطولة بعار غير مسبوق. وها هي حتى الآن تتخبط في البطولات العالمية التي تخوضها رغم كل المدربين الذين تعاقبوا عليها. ولا أعرف أن مدربا نقل فريقا من القاع إلى القمة. هل يمكن أن يأتي مدرب ويأخذ سدوس وينقله من موقعه إلى صدارة الدوري؟ كل المدربين الشهيرين يتعاقد معهم الفرق الكبار. فالدوري في المملكة مثلا مقرر سلفا للفرق الكبيرة التي تتمتع بلاعبين كبار مثل الاتحاد والهلال والنصر والشباب. والشيء الطريف أن هؤلاء هم الذين لديهم الامكانات للتعاقد مع المدربين المعروفين وبالتالي تجير قوة هذه الفرق لهؤلاء المدربين في حال الفوز. والعالم لا يتعظ ابدا. فكثير من الناس إذا فاز فريقه يؤمن بأن السبب المدرب. وإذا انهزم فريقه يعيد الهزيمة إلى المدرب. كثير من الصحفيين الهلاليين يتباكون على بلاتشي لأنه حقق مجموعة من البطولات بينما لو دققنا في الأمر سنرى ان الذي حقق البطولات هم هؤلاء الشباب الذين يتراكضون في الملعب. فالهلال على سبيل المثال يضم أميز لاعبي المنتخب السعودي. ويجب أن يفوز بالبطولة سواء بمدرب جيد أو بمدرب رديء. وهذه حال فريق الاتحاد. وتلاحظ في أي دوري في العالم الصراع الكروي يدور بين الفرق التي تضم أمهر اللاعبين. ولم نسمع أن مدربا قاد فريقا من فرق القاع وأوصله إلى بطولة الدوري في الحقيقة لم استطع حتى الآن أن اعرف على وجه الدقة ما هو دور المدرب بالمعنى الصحيح؟ في ظني المدرب حالة سيكولوجية. يمكن أن يساهم في تنظيم الفريق وربما يكون مفيدا حقا إذا تمتع بحس قيادي وبعد ذلك هي مسألة ثقافية. والدليل أنه في الولايات المتحدة قلما تجد زنجي يعمل مدربا. وهذه علاقة ثقافية أكثر منها مواهب أو قدرات. وأنا أخشى أن هذه الحالة الثقافية تغلغلت فينا. فحتى الآن لم نبادر بتعيين مدرب سعودي للمنتخب فنحن لا نلجأ للوطنيين إلا في حالات الطوارىء. والشيء الطريف انه في كل الحالات التي شاهدناها نجد ان المدربين السعوديين حققوا ما لم يحققه أي من الأجانب. أعتقد أن علاقتنا بالمدربين الأجانب بدأت تتحول إلى حالة ثقافية وسيكولوجية. كما هي علاقة الزنوج بالبيض في أمريكا. أصبح لدينا ايمان بأن المدرب يجب أن يكون اسمه غريباً (سلوبدان، بلاتشي، يوردنسكو) أما ناصر وخليل والخراشي والقروني وما شابهها من اسماء لا يمكن قبولهم لقيادة المنتخب فهؤلاء دائما مساعدون وأخوياء للمدرب الأجنبي. وحتى رواتبهم بالربية وليس بالدولار.هل اعطى ناصر الجوهر راتب سلوبدان أو حتى ربعه.. لقد ركب وتغلغل في لاشعورنا الثقافي أن المدرب يجب أن يكون أجنبيا.
أنا على ثقة أن الاخوة في رعاية الشباب الآن مشغولون ويجرون اتصالاتهم العالمية لاحضار مدرب عالمي للمنتخب رغم النتائج التي يحققها ناصر. لا يمكن أن ينظر إلى ناصر الجوهر كمدرب رسمي. فهو سعودي والسعودي أقصاه لاعب أو مدرب طوارىء. وإذا ألقينا على محيطنا العربي نظرة تاريخية سنجد ان هناك دولاً كثيرة حققت بطولات باعتمادها على المدربين الوطنيين (مصر وتونس والعراق..) دول الخليج فقط هي التي تتسابق على المدربين الأجانب. فالمدرب الأجنبي إذا دخل دولة خليجية واحدة سفط كل الدول الخليجية. فمرة يدرب السعودية وإذا انتهى من السعودية راح إلى قطر وإذا خلص من قطر انتقل إلى الإمارات. مقاولة بالجملة.
وسفط في ها الملايين. والله أتمنى ها الملايين التي سفطها سلوبدان و كانت في جيب ناصر الجوهر حتى لو كان نصراوياً الله يهديه.
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved