أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th September,2001 العدد:10581الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

حكايتي كافية للتوضيح
قد يكون حالك كحال هذا الطبيب
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية:
قد نستصغر احيانا عمل خير باعتقادنا انه لا يستحق حتى الكلام به فضلاً عن القيام به.. من كلمة طيبة وصدقة بسيطة او فرج كربة صغيرة او القاء تحية على طفل او كلمة احترام وأدب لشيخ كبير.. لاسباب قد يبعدنا الكلام فيها عن موضوعنا.. وهنا أريد ان اسرد قصة حصلت لأحد الأطباء واعتقد انها كافية لتوضيح ما أصبو اليه.
يقول هذا الطبيب الذي عرف معنى المعروف والاخلاق الحسنة بكل شمولية معناها.. في يوم من الايام كنت مع عائلتي في الحرم المكي الشريف بين العشاءين وبعد الانتهاء من الطواف جلست في صحن الحرم انتظر صلاة العشاء فاخذت مصحفا وبدأت بقراءة القرآن.. لاحظت وأنا أقرأ رجلا آسيويا يلبس عمامة كبيرة.. ذو لحية كثيفة عليه وقار عجيب ونور إيمان ينبثق من وجهه يركز النظر عليّ وكلما انتبهت له صرف نظره عني وكأن في نفسه شيئا يريد ان يقوله لي أو كأنه يعرفني أما أنا فكأنني لم الاحظ شيئا.. وما هي إلا دقائق حتى اتى إليّ.. ومدّ يده للسلام.
السلام عليكم..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلا وسهلا يا أخي..
أأنت الدكتور.. فلان؟
نعم يا أخي أهلا بك.. أي خدمة؟
ألم تعرفني بعد؟!
توقفت برهة محاولة مني لإعطاء ذاكرتي فرصة لتذكره..
للاسف لم أستطع أن اتذكرك..
ولكنني أعرفك جيدا.
لو تذكرني بنفسك من فضلك لعلني أتذكر..
في الحقيقة يا دكتور أنك من الناس الذين لن أنساهم في حياتي ابدا.. قبل حوالي ثماني سنوات حصل لي حادث سيارة وانكسرت رجلي.. فمكثت في المستشفى فترة من الزمن.. وكنت انت في ذلك الوقت الطبيب المناوب في بعض الفترات.. فأتيتني فسألتني عن احوالي فقلت لك انني طالب علم وافتقد لكتب العلم في المستشفى.. وفي اليوم التالي اشتريت كتابا وأهديته لي.. وبالاضافة الى ذلك كنت تقرأ عليّ منه في وقت فراغك.
نعم.. نعم.. تذكرت.. ارجو ان تعذرني فلقد مرّ على ذلك زمن طويل..
لا بأس عليك يا دكتور حقيقة انني ممن لا تفوتهم صلاة القيام كل ليلة.. إلا أن يمنعني مانع عنها.. ومنذ ذلك الحين والى الآن وأنا أدعو لك كل ليلة في السر وأنت لا تدري.
سعادة عارمة انتابتني من كلام ذلك الرجل.. وأحسست تلك الليلة لو لم احصل من هذه الدنيا إلا على دعوة هذا الرجل الصالح لكفاني.
عبدالعزيز النخيلان الشمري

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved