أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th September,2001 العدد:10582الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,رجب 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
المونودراما مسرح نسيناه
فهد الحوشاني
في حين يقوم البعض بتمجيد المونو دراما ويعطيها ما للمسرح من خصوصيات وعناصر بل ويعول عليها في أنها يمكن أن تحفظ للمسرح قوته وخطوطه الكلاسيكية الخلفية من الاندثار بفعل عوامل التغيير والتغير نجد أن البعض الآخر لا يعترف أساساً بأن المونودراما ما لها علاقة بالمسرح ويرمي بها بعيداً معتبراً إياها نوعا من الديالوج المسرحي أو أي شيء آخر!
إلا أن هذا الرأي الأخير الذي ينسف كل جهود المونودراميين منذ أن خرجت إلى الوجود منذ القرن الثامن عشر تقريبا يعتبر رأياً مجحفاً ولا يعبر كثيراً عن واقع فن المونودراما التي نعرف بأنها قطعة فردية مصحوبة أحياناً بشخصيات صامتة بدأت الانتشار في ألمانيا في القرن التاسع عشر.
الآن أشخاص آخرون لا يخرجون المونودراما من المسرح ولكنهم يتهمونها والمنفذين لها بأن لديهم شعورا متضخماً بالفردية وبالعظمة متناسين أن المسرح هو في الأساس عمل جماعي اخترعته الجماعة للتعبير عن نفسها.
وبعيداً عن تجاهل البعض للمونودراما كفن مسرحي فإن المونودراما فن يحفظ للمونودراما الكلاسيكية شكلها وكيانها وشروطها وقواعدها وهو أيضاً تقدم في سياق مسرحية الفصل الواحد لكن يعبر عن موضوعها بتركيز وتكثيف شديد محتوية على شروط الدراما الأصلية «الصراع، الحبكة، الشخصية» مع الاحتفاظ بالمكونات الأساسية للتسلسل الدرامي المنطقي «البداية ، الوسط، النهاية» ولأن المونودراما مركزة فلديها القدرة على تناول جميع المواضيع الانسانية التي تتناولها الدراما التقليدية والمونودراما سريعة الانطلاق إلى المتفرج لا تحتاج إلى الكثير من البهارات الفنية لأنها تصل بسرعة إلى عقل المتفرج وقلبه نظراً لتركيزها واختصارها ومن هذا المنطلق فإن المونودراما لا تبدأ بتمهيدات وشروحات بل العكس فانه يفضل أن تبدأ بالحدث مباشرة ومن قمته بوجه التحديد بما يسمى منطقة الهجوم والمسرحية المنودرامية يجب أن تتسم بالسرعة والايقاع المنضبط أي التوافق بين مجمل عناصر العرض المسرحي« الكلمة، الحركة، الديكور، الاضاءة، الموسيقى».
ولقد وجدت المونودراما في بعض الأشخاص الذين تبنوها في العالم العربي ومنهم في مصر وفي سوريا والعراق وفي المغرب العربي وفي المملكة هناك تجارب قليلة منها «واحد صفر» صفعة بالمرآة ويا زبن خليك رجال».
وفي اعتقادي الشخصي أن المونودراما مهمة بالنسبة لمسرحنا المحلي فهي أولاً مرتع خصب للنجوم الذين يمكن أن يتدربوا في الوقت الذي يريدون دون الارتباط بمجموعات مسرحية يسودها في الغالب عدم الالتزام ثانياً أنها قليلة التكاليف انتاجاً إذا ما قورنت بالمسرحيات الأخرى التي تحتوي على مشاهد كثيرة ومجموعات من المشاركين.
ثالثاً: انها سهلة النقل والعرض في أي مكان ومهرجان فالمعروف أن ظروف بعض المشاركين في مسرحية تعوق ظروفهم عرضها في مهرجان أو غيره لكن هذه المسرحية تتوقف عرضها على ظروف ممثل واحد.
فالمونودراما هي أحد المنافذ الجيدة لنا للوصول إلى المسرح الذي نبتعد عنه لأسباب تتعلق بالانتاج أو توفر الممثلين أو غير ذلك كما أننا هنا نقدم مسرحا جماهيريا لأن المونودراما لا يمكن تقديمها إلا إذا استندت إلى وجود ممثل معروف لأنه لا يمكن تقديم المونودراما بممثل مغمور لا يستطيع أن يكوّن بنفسه فريقاً مسرحياً يجسد على الخشبة كل أذواق المشاهدين ورغباتهم ولهذا فإن الممثل النجم هو المرشح لتنفيذ المونو دراما وبهذا يتم حضور الجمهور واقامة المسرح. والمونو دراما هي طريقة سهلة للتخلص من الحصار التلفزيوني الذي يعاني منه المسرح في كل أنحاء العالم حيث يأخذ التلفزيون ممثلي المسرح وفي البلدان العربية أصبحت الأشهر التي قبل شهر رمضان المبارك موسماً ذهبياً لكل الممثلين الجيدين وغيرهم فلا تكاد تجد ممثلا بلا عمل وبهذا يتعطل المسرح بانتظار انتهاء أعمال التلفزيون، لكن المونودراما التي لا تحتاج إلا لممثل واحد يمكن اجراء تدريباتها في أي وقت وأي مكان!
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved