أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th September,2001 العدد:10582الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,رجب 1422

القوى العاملة

بصمتك تظهر من خلال عملك
سليمان بن محمد الجريش
هناك أشخاص لهم تأثير في المكان الذي يعملون فيه، وهذا التأثير قد لا يكون إيجابيا دائما، كما لا يكون سلبيا دائما، ومن هنا نسمع عبارات تتردد «فلان ظهرت بصماته على هذا الجهاز».
فماذا يعني هذا التعبير؟ وما البصمة التي تظهر؟ وهل يعني هذا أن هذه البصمة تختفي؟ .
قد تكون هذه البصمة حقيقة، وقد تكون رمزا للأداء، لكنها على أي حال مؤشر قوي يؤدي معناه بصورة واضحة ليس فيها لبس، ولعل الذي جاء بهذه التسمية إنما ربطها بالواقع، لأن البصمة من أهم وسائل التفريق بين البشر، والتعرف عليهم، ويكفي أن نسبة التماثل فيها يعد نادرا، فهل يعني هذا أن أداء الأشخاص غير قابل للتماثل؟ وأن لكل منهم أسلوبا يختلف عن الآخر؟ كما هو الحال في بصماتهم.
لو نظرنا إلى هذا المفهوم بصورته العامة لاتضح أنه لا يخرج عن ثلاثة أمور:
1 إما أن تكون البصمة واضحة: يقال: بصمات هذا الرجل واضحة على هذا الجهاز، ويفهم من هذا أنه حقق جوانب ايجابية ظاهرة للعيان يلمسها الجميع، وقد ينسب إليه كل ما هو ايجابي حتى لو كان من غيره.
2 وإما أن تكون غير واضحة: لا يستطيع المراقب أن يحكم على الجهاز أو الأداء، لأن الأمور فيه غير معلنة، والأداء لا يقبل الحكم المطلق والتمييز قد يكون معدوما لا وجود له.
3 قد تكون البصمة واضحة، لكنها في الجانب السلبي، فتظهر بصمة هذا المسؤول أو هذا الموظف بصورة معاكسة، تعطي الآخرين الحكم على الجهاز أو الأداء فيه بأنه «ضعيف» وأن بصمات هذا المسؤول أو هذا الموظف فيه واضحة وقد ينسب إليه كل ما هو سلبي.
وإذا كانت الدنيا «حظوظا» فإن الحظ هنا أكثر ما يكون حاضرا، وقد يرمي عليه بعض المسؤولين هذا الفشل، من منطلق الرؤية الخاطئة طبعا أنه يعمل ويجتهد لكن حظه سيء أو أن أعماله في هذا الجهاز لا تظهر بالصورة المطلوبة، وأن الناس لا يقدرون هذا الجهد وليس لهم إلا الظاهر.
بينما هناك آخرون يقومون بالحد الأدنى من الجهد ومع ذلك يحكم عليهم بأن بصماتهم واضحة في الجانب الإيجابي،ومن هنا تبدأ عملية الإسقاط النفسي، وقد يؤدي ذلك إلى عدم الاهتمام بالنقد، أو إهماله، وربما إهمال المراجعة للأداء وتقويمه، ومن هنا نجد بعض الجهات رغم كثرة النقد الموجه إليها، ورغم إدراكها لجوانب التقصير في الأداء، إلا أنها لا تعير الموضوع أي اهتمام، وربما تتعامل مع النقد بأنه كلام جرايد، أو أنه صادر من أناس حاقدين لم تتحقق مطالبهم، أو لا يفهمون الواقع. حتى يتصور البعض أن هذه الممارسات منهم إنما هي طبيعة، والواقع الفعلي يؤكد أنهم لا يدركون ماذا يدور؟.
أصبح لديهم مناعة ضد النقد الخارجي، أما النقد الذاتي فلا وجود له أصلا لأنه لو وجد لأدركوا أنهم بشر والبشر معرض للخطأ، كما أنهم يعملون ومن يعمل لا بد أن يخطئ وإلا لما وصل إلى الصح، كل الناس من وجهة نظرهم حاقدون، ولا يعرفون، والبراءة والمعرفة مقصورة عليهم فقط.راقبوا الوضع جيدا، واحكموا بأنفسكم من خلال الأداء، والتعرف على البصمة التي تعكس حقيقة الواقع واللّه المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved