أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th September,2001 العدد:10584الطبعةالاولـي الخميس 3 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

بعض المعلمات يكثرن من الطلبات
من لا يريد أن يصرف على بناته فليجلسهن في البيت
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة
مشكلة البعض من الناس عدم معايشته للواقع الموجود من حوله، بحيث انه لا يستطيع أن يستوعب بعض المدارك لعدم معرفته بكامل أبعادها، ومن لا يمت للقطاع التعليمي بجميع أركانه بأي صلة فالأولى به وعلى الأقل ان يحاول معايشته من خلال ما لديه من طلاب وطالبات لكونه ولي أمر، غير أنه وللأسف الشديد ان البعض منهم لا يؤدي حتى دوره المنوط به كأب وراعٍ لأسرة وأبناء، إلى درجة ان هناك منهم من لا يعرف إلى أين وصل ابناؤه في الدراسة وإلى اي مدى وصل مستواهم التحصيلي وهذه مصيبة كبرى تعاني منها العديد من المدارس التي تشتكي دائما من الجفاء غير المبرر من البيت والأسرة، بحيث لا يفيق هذا الأب إلا عندما يعرف برسوب ابنه في مادة أو أكثر وعندها فقط يشمر عن ساعديه لوضع اللوم على المعلم الفلاني باعتباره هو من تسبب في رسوب ابنه متناسيا ان هذا ما قدمته يدا ابنه وما قدمه هو من قلة الرقابة وعدم متابعته دراسيا او مساعدته في ما يعتريه من صعاب في بعض الدروس، وهذه المشكلة يعاني منها بعض المعلمين والمعلمات بسبب قلة الوعي الثقافي لدى البعض من الناس بالدور الكبير الذي يقومون به في تنشئة الأجيال تربويا وتعليميا، ولكم ان تتخيلوا ذات يوم ان يدخل ولي أمر طالبة في الصف الثاني ابتدائي وفي مكتبة مليئة بالمتسوقين من الرجال والنساء والاطفال ويبدي تذمره بصوت عال امام هذه الجموع المزدحمة من «المعلمات» وطلباتهن وأنه سوف يشتكيهن الى ادارة التعليم لأنهن قد أرهقنه ماديا، ويظل يتواصل في حديثه بينما الرجال يضحكون وأنا لا أدري هل هو ضحك عليه أم تأييد له، حيث كنت وقتها أقف صامتا في صراع داخلي مع نفسي ومع لساني على وجه التحديد لأنني لا اخفيكم نويت ان ارد عليه لكنني خفت ان ادخل معه في مهاترات لا طائل منها خاصة وأنه كبير بالسن ويبدو انه غير متعلم، غير ان إحدى المعلمات التي توافق وجودها في نفس هذا المكان وكانت تحاسب عن استيكرات تشجيعية اشترتها لطالباتها مع علبة طباشير ملونة من جيبها الخاص وقد كانت من ضمن مجموعة من النساء، بدا عليهن ملامح الذهول من حديث هذا الرجل المندفع حيث كان هذا واضحا من توقفهن عن التسوق وترك ما في أيديهن للانصات لما يقوله من قصف عشوائي غير محدد الاهداف على معلمات يبدو انهن في نظره وحوش كاسرة تريد أن تمتص من جيوب الآباء بدون رحمة رغم أنهن نساء عاملات يحصلن على رواتب شهرية تجعلهن لسن في حاجة إلى نقودهم، المهم ان هذه المعلمة قد تجرأت ورغم وجود عدد من الرجال وأسكتته بقولها ان من لا يريد أن يصرف على بناته فليجلسهن في المنزل، وقد صدقت هي في ذلك فهل يصل بالبعض منهم ان يرمي كل اتكاله على المدرسة إلى درجة أن يتمنى لو تصرف أيضا على ابنائه من ميزانياتها الخاصة، ألا يكفي لهولاء انهم ولله الحمد ينعمون وغيرهم بمجانية التعليم ويصرف لأبنائهم وبناتهم كمية من الكتب لو قام كل منهم بتقدير ثمن كل كتاب يصرف لأولاده لعرف مقدار ما تدفعه دولتنا حفظها الله من تكاليف ضخمة لتوفير مجانية التعليم في الوقت الذي تأخذ فيه دول كثيرة رسوما مقابل كل شيء في التعليم حتى مقاعد الجلوس، المهم أنه كان من المفترض من هذا الرجل احترام الذوق العام والمكان الذي يوجد فيه وعدم إيذاء الغير باللفظ واللسان فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وكان عليه عدم إحراج النساء امام معشر الرجال والتسرع في إطلاق الأحكام جزافا بحق الغير لاننا لا نعي الظروف التي يعيشونها، ومثل هذا التذمر الذي حدث من هذا الرجل لمجرد انه طلب منه شراء كتاب للسلوك بخمسة ريالات وهو طلب ليس مباشرا من المعلمة وإنما هي مادة مقررة في مدارس البنين والبنات لم يؤلف لها كتاب خاص وهذا خطأ من الجهات التعليمية الوزارة والرئاسة، مما شجع دور النشر على طباعتها وانزالها للأسواق بقصد التجارة، وعندما تطلبه المعلمة فلأنه مقرر مفروض على طالباتها وبدون هذا الكتاب لن تستطيع تدريسه، فهل يريد بعض الآباء ان تشتري المعلمة اكثر من اربعين كتابا من جيبها الخاص لتوزعه على الطالبات مجانا، ليضاف الى مصروفاتها اليومية على راتب الخادمة ووسيلة النقل وشراء الوسائل ومتطلبات التدريس غير المتوفرة في بعض المدارس بالإضافة إلى «الفزعات« مع إدارة المدرسة في دفع تجديد دهان الغرف وشراء اوراق الطباعة والتصوير ومساعدة بعض المحتاجات. غير أنني في ختام حديثي لا استطيع ان انكر شيئين هامين وهما وجود عدد قليل من المعلمات اللواتي يقمن بطلبات غريبة وكماليات ليس لها داع من الطالبات ولكن يجب ألا ننسى ان لكل قاعدة شواذا والشواذ لا يقاس عليه ولا يحاسب الفرد بذنب الجماعة او العكس والشيء الآخر ألا ننكر وجود أسر محتاجة قد لا تستطيع حتى توفير فطور الصباح لأبنائها غير أنها ولله الحمد تجد في بلادنا كل دعم واهتمام من اهل الخير والجمعيات الخيرية ومن صناديق الاعانة التي تنشئها بعض المدارس لطلابها المحتاجين.
محمد بن راكد العنزي
محرر جريدة الجزيرة بطريف

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved