أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th September,2001 العدد:10584الطبعةالاولـي الخميس 3 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

لماذا هذا الجحود؟
الأبناء العاقون والاعتزاز بنقائصهم!!
إن الحديث عن إكرام الوالدين حديث طويل.. ذو شجون وهموم..! لكن الدموع تحجب طباعة الحروف، وغصة الألم والحزن تمنع سيولة الفكر والتعبير جراء التقصير الكبير معهما..! ولكنني كغيري أود ان أكتب وأعبّر عن مشاعري.. وأخفف عن نفسي بطرح تساؤلات وإرسال استفهامات لكثير من الأبناء والبنات..!
لماذا اليوم هذا الجحود والنكران..؟!.. تعلل الكثير بمشاغل الدنيا وملاهي الحياة.. وتربية الأبناء ومداراة الزوجات..!؟
أي عذر هذا العذر..؟! أبعد كل هذا الذي قدمه الوالدان وحثنا عليه الله.. يأتي من يطرح مثل هذه التعليلات لتقصيره بحق والديه..!؟
أي دم يجري في عروقه.. أهو دم الإنسانية؟!.. أم دم بارد يسير في جسد ميت غذته الشهوات والملذات فبات لا يتذكر هادم اللذات..!؟
إننا نرى في زماننا هذا عجائب ما بعدها من عجائب يصنعها ويحكيها إخوة لنا من بني جنسنا وعلى ديننا وملتنا..!
بعدما كان العقوق بعيدا عنا، ونادرا وجود العاقين من الأبناء والبنات.. ها نحن نراهم بيننا.. والبلاء انهم عاقون عاصون.. ولا يعترفون.. ولا يقرون بذلك.. كلامهم المكرر أمام الملأ أنها الدنيا.. الدنيا..!!
يعقون أعز الناس لديهم ويهجرونهم، ولا يبالون، تمر الأسابيع والأشهر وما من هاتف واتصال ولا زيارة ولا هدية ولا رسالة..!.. وكأن هؤلاء الوالدين قد ماتوا أوهم لا يشعرون..!!
نرى الجوالات في أيدي الأبناء والبنات ولا يحادثون إلا أعمالهم وأصحابهم وأهل الشلل والأنس.. فقط..!
نرى السهرات والزيارات والسياحة للاصدقاء ولبلاد الجمال.. والوالدان كل سنة مرة!؟ كل من في قلبه ذرة عقوق هو دليل على عدم إيمانه وقلة دينه وخوفه من الله.. وليته ذاك وكفى بل لم يعد يستحي من الناس ونظراتهم وكلامهم..! حيث ان بعض الأبناء يصلون أنسابهم وأصهارهم أكثر من والديهم لدرجة أن هناك رجلا يرى أنسابه أهل زوجته في الشهر مرتين ولا يرى أهله ووالديه إلا في الأعياد أو في المناسبات.. فأي عقوق وأي هجر هذا؟!!
عقوق الوالدين كلمة عظيمة وكبيرة يعجز القلم أن يصفها أو حتى يوضحها وتختلف من إنسان لآخر.. عقوق الوالدين عصيان الأب والأم والإساءة لهما حتى بكلمة أف..
عقوق الوالدين بهجرهما وعدم زيارتهما والاتصال بهما وكسوتهما وقطيعة الإخوان والأخوات وعدم التواصل معهم!!
إنني بكل حزن وأسف.. أتساءل.. وأتساءل..؟!
أين من يصل رحمه.. أين من يبر بأمه وأبيه وهما أحياء؟..!
أين من يقبلهما كل يوم.. ويطلب رضاهما..؟! ويبحث عن ابتسامتهما..؟!
أين من يسهر على راحتهما؟!.. ويبحث عن ودهما وطاعتهما..؟!
أين من إن ابتعد عنهما لأي ظرف من ظروف الحياة اخذ يتحين الفرصة لزيارتهما..!
وبالاتصال لا يقطعهما..؟!
أين من يقدرهما ويعتز برأيهما ويحترم رغباتهما..؟! حتى وإن كانت لا تناسبه أو تخالفه..؟!
أين من يقدم رغبتهما على رغباته..؟!.. أين من يقوم بحاجاتهما قبل قيامه بحاجته..؟!
أين من جعل في راتبه الشهري معاشاً لهما إكراما وشكراً.. حتى ولو لا حاجة لهما..!؟
أين من يواصلهما بالهدايا ويصل أشقاءه وشقيقاته براً لهما وعرفانا لهما؟!
أين من يسهر لسهرهما ويبكي لبكائهما ويتألم لتألمهما..؟!
أين من يضع اللقمة في جوفه ليأكلها وهو يسأل نفسه.. هل هما جائعان؟!.. هل عندهما طعام..؟!
أين من يغرق في السعادة والضحك بين أحبابه وأبنائه، ويعي فجأة على نفسه ويقول اللهم ابسطهما وأسعدهما الآن وكل حين.. في الدنيا والآخرة..؟؟!
أين من يضع رأسه على وسادته وينام قرير العين بعد أن اطمأن عليهما حتى ولو كان مكانهما بعيدا عن مكانه..؟؟! أين وأين.. بل أين وأين..؟!؟
وأخيراً: الله المستعان وإلى الله المشتكى.. غافر الذنب.. قابل التوب.. شديد العقاب..
هدى القحطاني

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved